"أيام زمان"... جودة الأكل مع سحر التراث

22 فبراير 2016
مطعم .. أيام زمان (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يحتار نظرك فور دخول مطعم "أيام زمان" للمأكولات الشعبية، في حي الزيتون، إلى الجنوب من مدينة غزة، بعد أن حَوّل صاحبه جدرانه إلى لوحات فنية، تحاكي رائحة الماضي، وعبق القِدَم، عاكسة بألوانها تراثاً لم تُطوَ صفحاته بعد.

"بازار"، هي الصفة الأنسب لذلك المطعم الذي افتتحه الشيف، صابر رحمي، قبل ستة أعوام على شارع صلاح الدين، الواصل بين جنوب قطاع غزة وشماله. وصبغ رحمي زوايا المطعم ومرافقه باللون التراثي القديم، الذي ينقل الزبائن إلى الوراء عشرات السنين.

الديكور اللافت الذي صمّمه الشيف الغزّي، عكس شغفه بكل ما هو قديم، وعشقه الذي لم يفارقه منذ اقتنائه لراديو قديم في سن الثامنة عشر، لتبدأ رحلته في اقتناء القطع القديمة، ودمجها في مطعمه الذي يقتات منه هو وعائلته التي يعيلها، بعد وفاة والده.

الرفوف التي تلفُّ المطعم احتوت على عدد كبير من القطع القديمة مثل الخناجر القديمة، السيوف، الأسلحة، الساعات، الأراجيل، أجهزة التسجيل التراثية، الهودج الفلسطيني، مصابيح الإنارة اليدوية، الأواني والأدوات النحاسية، والفخاريات القديمة.

ويقول الشيف، صابر رحمي (أبو تامر) (42 عاماً)، لـ "العربي الجديد": "مات والدي وأنا جنينٌ في بطن والدتي، فحملت المسؤولية منذ الصغر". ويضيف أيضاً: "بدأت العمل بمحلي وحيداً، وبإمكانيات بسيطة، وهي عبارة عن بار رخامي لتحضير الفلافل والفول والحمص.

كنت أعمل منذ الخامسة صباحاً حتى الواحدة ليلاً. واستمرَّ العمل على هذا الحال مدة سنة ونصف، وجاء شقيقي لمساعدتي، وابني تامر الذي كَبُر وأصبح قادراً على العمل إلى جانبي".
الصعوبات التي واجهها الشيف رحمي منذ بداية حياته، لم تقتل ولعه باقتناء وتزيين منزله ومطعمه وكل أماكنه بالقطع القديمة والتراثية، وإبرازها بديكورات تناسبها في اللون والإضاءة، لتبدو وكأنها لوحات فنية، يكمل جمال كل منها الآخر.

وعن ذلك، يقول الشيف رحمي: "منذ بداية العمل في المحل، أحضرت معي ذلك الراديو القديم، وأرجيلة قديمة كنت قد استوردتها من سورية، وخصصت لهما رفاً في مدخل المحل، وتفاجأت حينها بإعجاب الزبائن بالرف، وشجعني ذلك على تطوير الفكرة، فبدأت بتوسيع الرفوف، ووضعت عليها عشرات القطع القديمة".

ويشير الشيف بأنَّه كلّما وضع رفاً جديداً داخل المحل، كان إعجاب الزبائن يزداد، وثناؤهم وحبهم وتقديرهم يتضاعف. "فواصلت تزيين الجدران حتى اكتمل العمل، ولم تعد هناك زاوية واحدة غير مكسوة بالتراث، والقطع القديمة، أو حتى نافورات الماء، التي قمت بصناعتها يدوياً".

وعن مصادر تلك القطع القديمة، يقول رحمي: "ورثت بعضها عن جدي، واشتريت عدداً منها من جمهورية مصر وبعض الدول العربية، ومن الأسواق المحلية داخل قطاع غزة، وأرغب باقتناء المزيد منها، للدمج بين جودة المأكولات المقدمة، والراحة النفسية للزبون".


إقرأ أيضاً: فنّ الإبرو..الرسم على الماء

المساهمون