عن موجة فرق مستقلّة ملأت مصر بعد ثورة يناير

16 اغسطس 2014
فرق جديدة في مصر بعد الثورة (العربي الجديد)
+ الخط -
مع اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير/كانون الثاني في العام 2011، التي أسقطت نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، التقطت بعض الفرق الغنائية أنفاسها، بعد كمّ التهديدات التي تعرّضت لها خلال عهده، لأنّها أبرزت سلبيات النظام خلال حكمه. وخرجت إلى النور فرق جديدة وُلِدَت في ميدان التحرير.

موجة "أغنيات بديلة" و"فرق مستقلّة" انتشرت في مصر، وراحت تقدّم فنونها في الشارع، وتعتمد أحيانا على فنّ الارتجال، لتنتقد مشكلات اجتماعية تواجه المجتمع المصري، وتتجرّأ على النظام الحاكم. فتوقّع كثيرون أنّها موجة مؤقتة وستختفي سريعا، لكنهم أخطأوا وخابت توقّعاتهم. إذ ارتبط جمهور كبير بها، وراحت حفلاتهم تمتلىء بجمهور الشباب.

"الفن ميدان" تُعدَ من أهمها. وهي فرقة تقدّم الغناء والشعر والأفلام التسجيلية والحكي في الشوارع والميادين، مجاناً، "دون حواجز اجتماعية أو اقتصادية تحول بيننا وبين الفنّ"، بحسب أعضائها. وحقّقت نجاحا كبيرا، وكان مقرّها ميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة، لإشعال حماسة المتظاهرين ضدّ نظام مبارك. ورغم أنّها ليست ضدّ النظام الحاكم حاليا في مصر بشكل كامل، إلا أنّها غير راضية عن أوضاع كثيرة، وتطالب في عروضهم كلّها "بتحقيق مطالب الثورة المصرية"، بحسب واحدة من مؤسّسيها، صفاء يوسف.

وتحت شعار المطالبة بالكرامة والحرية الإنسانية انطلقت فرقة "كاريوكي" الشبابية، التي يقول متحدّثها الإعلامي آدم الألفي إنّه "تمّ تدشينها في عهد مبارك، وبسبب انتقادنا النظام تلقّينا تهديدات عديدة لنتراجع عمّا نقدّمه، ووصل الأمر إلى التهديد بالمنع تماما، لكن بعد ثورة يناير توقّفت التهديدات".

قبل 14 عاما انطلقت فرقة "حالة" الغنائية. لكن لم تلقَ صدى واسعا لأنّ فنون الشارع البديلة لم تكن شعبية حينها. لاحقا استطاعت الفرقة أن تثبت نفسها، وتعلن عن تواجدها بقوّة بتقديمها فنّ الحكي والارتجال والحواديت.

وتحت اسم "عمدان النور"، خرجت فرقة أثارت ضجّة كبيرة لأنّها أرادت بثّ الأمل والحماسة في النفوس. كانت بدايتها، بحسب عضوها يحيى نديم، في ميدان التحرير. هناك غنّت مطالبة بإسقاط النظام: "لم نكن هناك للاستعراض"، قال لـ"العربي الجديد".

وأضاف أن "رسالة الفرقة لن تتغيّر، فالهدف الأوّل ألا نغنّي للحبّ والغرام، بل للوطن، وليس للعلاقات الرومانسية وما إلى ذلك". اسم الفرقة صار "جازاجا"، وهى تعني أيضا "عمدان النور" بلهجة أهل الصعيد (جنوب مصر). والفرقة نهضت بتمويل ذاتي ثم دعمها رجل أعمل لإنتاج أسطوانة. ثم وصلت إلى خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية.

أيضا من رحم ثورة يناير خرجت فرقة "صوت الشارع"، التي اتّخذ مؤسّسوها هذا الاسم لهم لأنّهم قدّموا حفلاتهم في الشارع. وكانت أكثر حظًا من فرق أخرى لأنّ عروضها بيعت إلى بعض القنوات الغنائية، ما لم يُتَح لغيرهم.

أيضا من أهمّ الفرق التى نشأت قبل الثورة فرقة "حاجة تانية خالص". وكما يدلّ اسمها كان هدفها. لكن ترسّخت أقدامها أكثر بعد الثورة. وغنّت الفرقة احتجاجا على المشاكل الاجتماعية التى يعاني منها الشعب المصري.

وبعد الثورة انطلقت أيضا فرقة "أستورم باند". مغنّيها الرئيسي محمد يسري يقول لـ"العربي الجديد" إنّ فريقه "يعمل على استخراج أصوات جديدة من الموسيقى الشرقية المعاصرة للتعبير عن أزمات الإنسان المصري المعاصر، عبر إعادة صياغة الأغنيات القديمة، وإنتاج أغنيات وموسيقى شرقية معاصرة، ونشرها محليا وإقليميا، واستهداف الشباب من طلبة الجامعات وحديثي التخرّج".

وعلى النهج ذاته قامت فكرة فرقة "إسكندريلا"، التي تحاول إعادة إحياء التراث القديم، خصوصا أغنيات سيد درويش والشيخ إمام. ويبلغ عمرها 14 عاما، لكنّ الثورة أعادتها إلى الواجهة. 
المساهمون