"عمران" الاسم المرشح للمسلسل، ارتأى من خلاله المنتج هلال أرناؤوط لم شمل الفنانين السوريين من كافة الأطياف، عبر إعادة جمع مكسيم خليل وكاريس بشار مرة أخرى بعد نجاحهما في مسلسل "غداً نلتقي". إلا أن إدارة قناة أبو ظبي فرضت تغييرات على خطوط العمل حتى أخلّت في بنيته وسط رفض متكرر من قبل المخرج ماهر صليبي للتعليق على ما حدث.
يطرح المسلسل قصة عدد من السوريين، أجبرتهم ظروف الحرب على مغادرة بلادهم، وتستطلع الكاتبة جيهان الجندي حالهم وما آلت عليه أفكارهم. وسبق وشارك في تصوير نصف مشاهده قبل عام كلاً من: صفاء سلطان، ديمة الجندي، مازن الناطور، مي سكاف، يحيى بيازي وآخرون. ليقف المسلسل كما كان مقرراً له على حافة استطلاع الوضع، وليس الغوص في السياسة كي لا يحسب على طرف النظام أو المعارضة، إلا أن المسلسل ورغم ذلك لم يسلم من فرض إقحام قصص خليجية ضمنه وتغيير مسار حكايته، قبل أن يتغير المشرفين على الإنتاج في القناة ويتوقف العمل مرة أخرى.
وبشكل مفاجئ قبل أيام، انتشر في الوسط الفني خبر متابعة تصوير المسلسل هذه المرة في بيروت. وذلك بعد انسحاب الكاتبة والمخرج رافضين فرض تعديلات أكثر على النص وتغييره عن مساره الأصلي تماماً. فسلّمت النسخة الجديدة للكاتب أحمد قصّار، حيث سبق له أن أنقذ ثاني مواسم "العراب" من التوقف، أما الإخراج فذهب لزهير قنوع.
مصادر من قلب العمل أكدّت لموقع "العربي الجديد" حالة الفوضى التي تعتري التصوير بعد تحديد أربعين يوم فقط لإنجاز كافة العمليات الفنية، وسط اعتذار عدد من الفنيين عن المشاركة نظراً للأجر الزهيد والسرعة في التنفيذ، فيما يبدو كماراتون للحاق بالسباق الرمضاني بعد أيام قليلة.
المثير للغرابة في كل ما سبق، هو الاستخفاف بقيمة العمل الأصلي الذي أنجز أكثر من نصفه، والانقلاب في رؤية الإنتاج حد النقيض ولو جاء ذلك على حساب تغيير بنية العمل حتى النخاع. فماذا تبقى من النص الأصلي، وهل ستحذف خطوط درامية في الحكاية لا تتناسب مع النسخة المعدلة؟! تساؤلات كثيرة تقابلها غياب حالة التواصل بين المنتج والجمهور، وهذا ما تفتقده الدراما السورية وبات يشكل عبئاً في قرار المنتج التصرف من نفسه، وغياب الأصوات المناشدة من الفنانين لإيقاف الصبغة التجارية للمسلسل السوري.
يشكل "عمران-آخر محل ورد" مطباً جديداً وليس الأخير في سير الدراما السورية كصناعة فكرية لها حقوق محفوظة، كما يحرم الجمهور بذات الوقت من متابعة العمل بحالة الصفاء التي ينشدها الكاتب حين يخط مشاهد الحكاية على الورق.