بلال شحادات:شخصية غيث في "لو" جديدة على الدراما العربية

27 يوليو 2014
الكاتب بلال شحادات مع أسرة مسلسل "لو"
+ الخط -

في حوار مع "العربي الجديد"، تطرق الكاتب السوري، بلال شحادات، المقيم في بيروت، إلى جرأة مسلسل "لو"، الذي عُرض أخيراً في شهر رمضان، ومدى قدرة المعالجة الفنية على تقديم صورة جديدة عن مشاكل وأزمات اجتماعية وأخلاقية تناولها المسلسل.

حينما بدأت العمل بمسلسل "لو"، ما الذي لفت انتباهك أولاً: موضوع الخيانة الزوجية، كمادة ذات حساسية اجتماعية، أم كيفية معالجة هذه الحالة؟

- المعالجة طبعاً، لأن موضوع الخيانة الزوجية سبق أن طُرح في أكثر من عمل. ما جذبني نقطتان: الأولى هي خيانة الزوجة لا الزوج، كما هو متعارف عليه في أغلب الأعمال، والثانية هي تعامل الزوج. وأعتبر الحالة التي عاشها "غيث"، بعد اكتشافه موضوع الخيانة، حالة جديدة نسبياً على ثقافة المجتمع العربي، وفيها خرق لمنظومة الثقافة الذكورية الطاغية. فهو زوج قلق، يعاني من الأرق والتردد بعد اكتشافه لفعلة زوجته. والعمل على تركيب هذه الشخصية سمح لي بطرح معالجة جديدة، فيها حرص شديد على فهم الأسباب، والبحث عن نتائج من شأنها أن تحافظ على المؤسسة الزوجية، بعيداً عن التصرفات والأساليب الذكورية، التي يتداولها المجتمع الشرقي غالباً، فهنا يكون تحكيم العقل غالباً على تحكيم الانفعالات.

أعتبر شخصية غيث شخصية جديدة وتجريبية في الدراما العربية، وهي شخصية مستفزة لخلق جدل واسع حول تأييدها أو رفضها.

- يتحرك خطّ العمل السرديّ عموماً بين حالتين، المغامرة والندم. هل تجد الندم، كنتيجة، بمثابة عقاب ذاتي متأخر؟ أم أنك حاولت توسعة الخيارات إلى شعور فردي آخر؟

- هي تقريباً بين التورّط والندم، ولم يكن الندم فقط هو النتيجة، بل تم اتخاذ عدة أساليب لتصحيح الخطأ مع الشخصيات الأساسية الثلاث، فهم تورطوا بطرق مختلفة، وندموا إلى حد ما وحاولوا تبرير سلوكهم.

"ليلى" تورطت بعلاقة مع "جاد"، تحولت بشكل سريع إلى حبّ جارفٍ، ثم حاولت أن تعي حجم الخطأ، الذي ارتكبته، ثم بادرت إلى إلغاء "جاد" من حياتها وذاكرتها، تلبية للواجب الأخلاقي والاجتماعي، بغضّ النظر عن الأحداث، التي ساقتها إلى نتائج أخرى.

أما "جاد"، فقد تورط بحبّها بشكل مجنون ثم حاول بشتى السبل الوصول إليها، ثم شعر بحجم الهوة والمشكلة التي أدخل نفسه فيها، حتى أنه حاول البحث عن الخلاص من حبّه، لكن القدر كان ضدّه في أغلب الأحيان. وأما "غيث"، فقد تورط باكتشافه هذه الجريمة وعاش تفاصيلها، هو يغلي من الاحتراق الداخلي، الذي صار ينهش جسمه وروحه. وقد خضع لتردّدات عدة، وصارع نفسه بقسوة، كي يحافظ على حبّه لليلى وحبّه لابنته، وعاش حالات كثيرة من الألم وهو عاجز عن مكاشفة زوجته المريضة، فبادر إلى الاعتناء بها من شدة حبّه، وفي المقابل عاش صراعاً ذاتياً انتهى إلى معرفة العشيق. وبعد ذلك تورط دون قصد منه في وضع نتيجة حاسمة لهذه الأزمة، كان مردُّها عقاباً آخر يقع "غيث" ضحية له.

- كيف وجدت التعاون مع كلٍّ من المخرج سامر برقاوي والشركة المنتجة؟

- لم تبخل علينا الشركة المنتجة بشيء، وهذا ما شجّعنا على العمل معها في مسلسل قادم. أما علاقتي مع المخرج الصديق، سامر البرقاوي، فقد كانت وستبقى، بإذن الله، علاقة شراكة مبنية على الجدل الإيجابي. وهذه الشراكة أثمرت نجاحاً باهراً وغير متوقع لمسلسل " لو"، وستثمر أيضاً عن مشروع جديد، من كتابتي وإخراجه مع الشركة المنتجة نفسها، يدور موضوعه حول مرض الشكّ، الذي ينشأ نتيجة الصراع المزمن بين الطمع في المال والحبّ، ولا علاقة للجنون به، لا من قريب ولا من بعيد، كما ذكرت بعض التصريحات في الفترة الأخيرة.

- ما هي مقولة عملكم الجديد؟ ثم أليس العمل على قصة مبتكرة أفضل من اللجوء إلى الاقتباس عن فيلم سابق كما حدث في "لو"؟

مقولة العمل الجديد هي: "لا المال ولا الحب، بل الشّك! الشّك وحده قادر على تدمير كل شيء!". أمّا موضوع الإعداد والاقتباس، فهو قديم قدم الإبداع نفسه، وأنا شخصياً لا أجد أيّ فرق بين الإعداد عن عمل آخر، وبين التأليف الخالص، فالمهم هو عملية المعالجة والمقولة المراد إيصالها.

دلالات
المساهمون