التزام العزلة المنزلية، بسبب تفشّي فيروس "كورونا"، يُنتج تفاعلاً يومياً مُستجِدّاً مع شاشة التلفزيون، بميلٍ أكبر إلى مشاهدة أفلامٍ ومسلسلات. نشرات الأخبار غير مُستحَبَّة، فالضغط النفسي الذي يولّده الكمّ الهائل من المتداوَل في العالم عن الفيروس ونتائجه السلبية، يُزيد الخوف والقلق والاضطراب، رغم تنبّهٍ دائمٍ إلى إجراءات الوقاية، ريثما ينحسر الفيروس، ويُقضَى عليه.
التفاعل اليومي المُستجِدّ مع محطّات تلفزيونية يُتيحه اشتراكٌ شهريّ عاديّ مع موزّعٍ، يختار ما يُناسبه أو يرتأيه أو يرغب في منحه أو يتمكّن من الحصول عليه. التفاعل نفسه يُنتِج شعورين يتناقض أحدهما مع الآخر: "متعة" ناتجة من تمكّن محطات مختلفة من إثارة ضحك ساخر على أفعالٍ غير مرتبطة البتّة بمهنة أو اشتغال؛ ونفورٌ من ضحالة غالبية ما يُقدَّم، ومن استخفافٍ ولامبالاة تلفزيونيين إزاء متفرّج، يأتي منزله مساءً فـ"يرتاح" إلى تسطيحٍ يصنعه التلفزيون يومياً، قبل أنْ يفرض الفيروس على المتفرّج عزلةً شبه كاملة، فيكون التلفزيون معبره الوحيد إلى الخارج، بما في المعبر من فوضى وسذاجة وخفّة، أو من تعالٍ وتنظير وتوجيه قامع ومتسلّط. هذا حاصلٌ في محطّات تلفزيونية لبنانية تحديداً.
المقصود بالمُقدَّم أفلامٌ يطغى عليها الأجنبيّ، ومسلسلات يختار المنعزلُ قسراً في منزله بعضَ اللبنانيّ منها، حديث الإنتاج، وبعضَ المصريّ أيضاً، بقديمه وجديده. أما البرامج السياسية والتقارير الإخبارية، إنْ يكترث بها المنعزلُ نفسه بين حينٍ وآخر، فتعكس الدَرْك القاتل الذي تبلغه محطّات لبنانية عديدة، لها تاريخٌ حافلٌ بالتبعية الطائفية والرضوخ لزعامات وسلطات، وبعض تلك السلطات مصارف تتحكّم بالاجتماع والاقتصاد اللبنانيّين، بحدّة أقوى من تحكّم الدولة بهما.
يُكتب الكثير عن التلفزيون وأسلوب اشتغالاته، وعن ثقافته وأدوات تعبيره، وعن العلاقات المتداخلة بين المؤسّسات التلفزيونية اللبنانية وأقطاب حاكمة. لكن الملتزم عزلة قسرية، بسبب لحظة تاريخية خطرة يعيشها العالم برمّته حالياً، يذهب إلى أمكنة أخرى في علاقة مُستجِدّة بينه وبين التلفزيون، تنبثق من وفرة الوقت، رغم انصرافٍ إلى تلبية متطلّبات مهنةٍ، تريد متابعة دائمة لأحوال السينما والسينمائيين، وإنْ يتوقّف الإنتاج والتصوير والعروض والمهرجانات. لذا، يختار المنعزلُ محطّات تلفزيونية معنيّة بالأفلام، فيشعر بقسوة عزلةٍ تفرض عليه علاقة، مرفوضة سابقاً، بشاشة تلفزيونية، تغلُبُه في زمنٍ كهذا. فالمنعزل قسراً يُدرك أنّ الشاشة تلك معقودة على سطوةِ أنماطٍ مشغولة بتبسيطٍ غير آبه بعمق درامي أو نَفَس جمالي، وهذا معروفٌ يدفع المنعزلَ قبل عزلته إلى ابتعادٍ كبير عن الشاشة الصغيرة.
الآن، أي في زمن "كورونا"، ينكشف عالم التلفزيون أكثر، بفوضاه المتنوّعة، التي تُضاف إليها أشياء تؤكّد للمنعزل حُسن ابتعاده السابق، وبشاعة اقترابه الحاليّ.
محطّات عديدة تبثّ أفلاماً خارج كلّ خطة ثقافية أو برمجة فنية متكاملة. البثّ بحدّ ذاته مُرتبك، بسبب رداءة الصحون اللاقطة، ولامبالاة موزّع الـ"كايبل" بالجودة المطلوبة، واكتفائه بـ"أيّ شيء"، فما من أحد يُحاسِب، لأنّ الراغب في الأهمّ يختار شبكات تلفزيونية أهمّ، يشترك بها بعيداً عن الموزّع المحليّ، ولديها مساحة أكبر وأجمل وأفضل للسينما، ولغيرها من الفنون والأعمال. أما المتوفّر، فرداءته منفلشةٌ على البرمجة والخيارات، كما على تقنيات البثّ والترجمة، وهذه الأخيرة تُثير كمّا هائلاً من الضحك، تعجز أفلامٌ كوميدية كثيرة عن إثارته.
وإذْ تتخصّص محطات تلفزيونية بالكوميديا مثلاً، كما يُشير الـ"لوغو" الخاصّ بها أعلى شاشتها (لجهة اليمين غالباً)، فإنّ الأيام الطويلة من العزلة القسرية تكشف غياباً شبه مطلق للكوميديا فيها، لصالح الـ"أكشن" والرعب والخيال العلمي، وهذا كلّه منتمٍ إلى قيمٍ فنية ودرامية هي الأكثر رداءة في تلك الأنواع. يتساءل المنعزلُ، ولو للحظات، عن غياب الكوميديا السينمائية أيضاً، ويتذكّر أنّ "السينماتيك" الفرنسية تجهد في الاحتفال بأروعِ كوميديّ فرنسي، لوي دو فونيس (1914 ـ 1983)، قبل أنْ يُعطِّل الفيروس معرضاً له يُفترض به أنْ يُقام بين 1 إبريل/ نيسان و2 أغسطس/ آب 2020.
تسمح العزلة نفسها باقتناص بعض الوقت لاطّلاعٍ على مسلسلاتٍ لبنانية، وبعضها يُتيح تنبّهاً إضافياً لأداء حِرفيّ وحيوي لممثلين وممثلات قليلي العدد للغاية، لبعضهم حضورٌ في أفلامٍ لبنانية يمتلك (الحضور) هاتين الحِرفيّة والحيوية. وهذا رغم فقدان المسلسلات لمفرداتٍ كثيرة من الحِرفية والحيوية، فإذا بأداء هذا البعض النادر من الممثلين فيها يُخفِّف، ولو قليلاً، من حدّة الفقدان. بعض تلك الأعمال يمنح المنعزل قسراً في منزله فرصة التمتّع، وإنْ بشكلٍ مختلفٍ عن مُتع السينما، بأداء ممثلِيِن قليلين، كريتا حايك وبديع أبو شقرا ورودريغ سليمان مثلاً.
المُضحك أيضاً تصرّفٌ غير مفهوم، إذْ تعمد محطّات تلفزيونية لبنانية إلى بثّ شريط إخباري أسفل الشاشة أثناء عرض مسلسل لبناني، بطريقة تُعطِّل على المتفرّج مُشاهدة "سليمة". هذا حاصلٌ قبل موعد النشرة الإخبارية، فبعده يتوقّف بثّ الشريط مع عرض مسلسلٍ آخر، ربما لأنّ المحطة مقتنعةٌ بأنّ المتفرّج بعد النشرة يمتلك ما لن يمتلكه قبلها من أخبار ومعلومات؛ أو كأنّ العالم بعد نشرة أخبار لبنانية يرتاح إلى صفاءٍ وهدنةٍ، تنتهي مدّتهما ومفعولهما في ساعات الليل (بعُرْف المحطّة طبعاً)، تماماً كمن يفرض على شعبه منع تجوّل طوال الليل، كجهدٍ من جهود السلطة في محاربة الوباء، ظنّاً منها أنّ الوباء يعمل نهاراً ويستريح ليلاً.
ربما يُقال: وما الداعي للانشغال بهذا كلّه، طالما أنّ محطات وشبكات ومنصّات أخرى تمتلك برمجةً أهمّ وأعمق وأجمل، تتيح للراغب والمهتمّ إمكانية اختيار أفلامٍ ومسلسلات متينة الصُنعة، ومُثيرة لمتعة المُشاهدة، بمواضيعها المستلّة من جحيم الأرض وقسوة الحياة وانكسار الأحلام وتفشّي الخيبات وتحطّم العلاقات، وبمناخات كوميدية أكثر إثارة لضحكٍ حقيقي. هذا قولٌ صائب. لكنْ، لا بأس بتجربةٍ كهذه، تُعزّز قرارات سابقة، تؤكّد (القرارات السابقة) نفوراً تاماً من محطّات كهذه، وتقول ـ الآن ودائماً ـ بأفضلية المُشاهدة الأخرى. تجربة تفرضها عزلة قسرية، وإنْ لوقتٍ، فالغلبة لفضاءاتٍ تجذب وتؤثّر، ريثما تنكسر جدران العزلة مجدّداً، فتُفتَح أبواب المدن ومساحاتها أمام الجميع، بنمطٍ سيختلف عن سابقه، ربما.
هذا جزءٌ من يوميات مُنعزل قسراً، ومن علاقته المستجِدّة بالتلفزيون. الخيارات الأخرى غالبةٌ بالتأكيد. اللجوء إلى "آرتي" أحد الحلول المتوفّرة. "نتفليكس" مُتنفَّسٌ أساسيّ. أشرطة "دي. في. دي." مثلاً تتيح سفراً خارج زمن "كورونا" وجغرافيّاتها الراهنة، فالمُشاهدة الجديدة لبعض المُشَاهَد سابقاً تمنح المنعزلَ إعادة تأمّل بعلاقة ناشئة بينه وبين المُشَاهَد سابقاً، وبالمُشَاهَد نفسه أيضاً.
لكنّ السؤال الأبرز لا يزال مُعلّقاً: متى ينتهي زمن "كورونا" هذا؟
التفاعل اليومي المُستجِدّ مع محطّات تلفزيونية يُتيحه اشتراكٌ شهريّ عاديّ مع موزّعٍ، يختار ما يُناسبه أو يرتأيه أو يرغب في منحه أو يتمكّن من الحصول عليه. التفاعل نفسه يُنتِج شعورين يتناقض أحدهما مع الآخر: "متعة" ناتجة من تمكّن محطات مختلفة من إثارة ضحك ساخر على أفعالٍ غير مرتبطة البتّة بمهنة أو اشتغال؛ ونفورٌ من ضحالة غالبية ما يُقدَّم، ومن استخفافٍ ولامبالاة تلفزيونيين إزاء متفرّج، يأتي منزله مساءً فـ"يرتاح" إلى تسطيحٍ يصنعه التلفزيون يومياً، قبل أنْ يفرض الفيروس على المتفرّج عزلةً شبه كاملة، فيكون التلفزيون معبره الوحيد إلى الخارج، بما في المعبر من فوضى وسذاجة وخفّة، أو من تعالٍ وتنظير وتوجيه قامع ومتسلّط. هذا حاصلٌ في محطّات تلفزيونية لبنانية تحديداً.
المقصود بالمُقدَّم أفلامٌ يطغى عليها الأجنبيّ، ومسلسلات يختار المنعزلُ قسراً في منزله بعضَ اللبنانيّ منها، حديث الإنتاج، وبعضَ المصريّ أيضاً، بقديمه وجديده. أما البرامج السياسية والتقارير الإخبارية، إنْ يكترث بها المنعزلُ نفسه بين حينٍ وآخر، فتعكس الدَرْك القاتل الذي تبلغه محطّات لبنانية عديدة، لها تاريخٌ حافلٌ بالتبعية الطائفية والرضوخ لزعامات وسلطات، وبعض تلك السلطات مصارف تتحكّم بالاجتماع والاقتصاد اللبنانيّين، بحدّة أقوى من تحكّم الدولة بهما.
يُكتب الكثير عن التلفزيون وأسلوب اشتغالاته، وعن ثقافته وأدوات تعبيره، وعن العلاقات المتداخلة بين المؤسّسات التلفزيونية اللبنانية وأقطاب حاكمة. لكن الملتزم عزلة قسرية، بسبب لحظة تاريخية خطرة يعيشها العالم برمّته حالياً، يذهب إلى أمكنة أخرى في علاقة مُستجِدّة بينه وبين التلفزيون، تنبثق من وفرة الوقت، رغم انصرافٍ إلى تلبية متطلّبات مهنةٍ، تريد متابعة دائمة لأحوال السينما والسينمائيين، وإنْ يتوقّف الإنتاج والتصوير والعروض والمهرجانات. لذا، يختار المنعزلُ محطّات تلفزيونية معنيّة بالأفلام، فيشعر بقسوة عزلةٍ تفرض عليه علاقة، مرفوضة سابقاً، بشاشة تلفزيونية، تغلُبُه في زمنٍ كهذا. فالمنعزل قسراً يُدرك أنّ الشاشة تلك معقودة على سطوةِ أنماطٍ مشغولة بتبسيطٍ غير آبه بعمق درامي أو نَفَس جمالي، وهذا معروفٌ يدفع المنعزلَ قبل عزلته إلى ابتعادٍ كبير عن الشاشة الصغيرة.
الآن، أي في زمن "كورونا"، ينكشف عالم التلفزيون أكثر، بفوضاه المتنوّعة، التي تُضاف إليها أشياء تؤكّد للمنعزل حُسن ابتعاده السابق، وبشاعة اقترابه الحاليّ.
محطّات عديدة تبثّ أفلاماً خارج كلّ خطة ثقافية أو برمجة فنية متكاملة. البثّ بحدّ ذاته مُرتبك، بسبب رداءة الصحون اللاقطة، ولامبالاة موزّع الـ"كايبل" بالجودة المطلوبة، واكتفائه بـ"أيّ شيء"، فما من أحد يُحاسِب، لأنّ الراغب في الأهمّ يختار شبكات تلفزيونية أهمّ، يشترك بها بعيداً عن الموزّع المحليّ، ولديها مساحة أكبر وأجمل وأفضل للسينما، ولغيرها من الفنون والأعمال. أما المتوفّر، فرداءته منفلشةٌ على البرمجة والخيارات، كما على تقنيات البثّ والترجمة، وهذه الأخيرة تُثير كمّا هائلاً من الضحك، تعجز أفلامٌ كوميدية كثيرة عن إثارته.
وإذْ تتخصّص محطات تلفزيونية بالكوميديا مثلاً، كما يُشير الـ"لوغو" الخاصّ بها أعلى شاشتها (لجهة اليمين غالباً)، فإنّ الأيام الطويلة من العزلة القسرية تكشف غياباً شبه مطلق للكوميديا فيها، لصالح الـ"أكشن" والرعب والخيال العلمي، وهذا كلّه منتمٍ إلى قيمٍ فنية ودرامية هي الأكثر رداءة في تلك الأنواع. يتساءل المنعزلُ، ولو للحظات، عن غياب الكوميديا السينمائية أيضاً، ويتذكّر أنّ "السينماتيك" الفرنسية تجهد في الاحتفال بأروعِ كوميديّ فرنسي، لوي دو فونيس (1914 ـ 1983)، قبل أنْ يُعطِّل الفيروس معرضاً له يُفترض به أنْ يُقام بين 1 إبريل/ نيسان و2 أغسطس/ آب 2020.
تسمح العزلة نفسها باقتناص بعض الوقت لاطّلاعٍ على مسلسلاتٍ لبنانية، وبعضها يُتيح تنبّهاً إضافياً لأداء حِرفيّ وحيوي لممثلين وممثلات قليلي العدد للغاية، لبعضهم حضورٌ في أفلامٍ لبنانية يمتلك (الحضور) هاتين الحِرفيّة والحيوية. وهذا رغم فقدان المسلسلات لمفرداتٍ كثيرة من الحِرفية والحيوية، فإذا بأداء هذا البعض النادر من الممثلين فيها يُخفِّف، ولو قليلاً، من حدّة الفقدان. بعض تلك الأعمال يمنح المنعزل قسراً في منزله فرصة التمتّع، وإنْ بشكلٍ مختلفٍ عن مُتع السينما، بأداء ممثلِيِن قليلين، كريتا حايك وبديع أبو شقرا ورودريغ سليمان مثلاً.
المُضحك أيضاً تصرّفٌ غير مفهوم، إذْ تعمد محطّات تلفزيونية لبنانية إلى بثّ شريط إخباري أسفل الشاشة أثناء عرض مسلسل لبناني، بطريقة تُعطِّل على المتفرّج مُشاهدة "سليمة". هذا حاصلٌ قبل موعد النشرة الإخبارية، فبعده يتوقّف بثّ الشريط مع عرض مسلسلٍ آخر، ربما لأنّ المحطة مقتنعةٌ بأنّ المتفرّج بعد النشرة يمتلك ما لن يمتلكه قبلها من أخبار ومعلومات؛ أو كأنّ العالم بعد نشرة أخبار لبنانية يرتاح إلى صفاءٍ وهدنةٍ، تنتهي مدّتهما ومفعولهما في ساعات الليل (بعُرْف المحطّة طبعاً)، تماماً كمن يفرض على شعبه منع تجوّل طوال الليل، كجهدٍ من جهود السلطة في محاربة الوباء، ظنّاً منها أنّ الوباء يعمل نهاراً ويستريح ليلاً.
ربما يُقال: وما الداعي للانشغال بهذا كلّه، طالما أنّ محطات وشبكات ومنصّات أخرى تمتلك برمجةً أهمّ وأعمق وأجمل، تتيح للراغب والمهتمّ إمكانية اختيار أفلامٍ ومسلسلات متينة الصُنعة، ومُثيرة لمتعة المُشاهدة، بمواضيعها المستلّة من جحيم الأرض وقسوة الحياة وانكسار الأحلام وتفشّي الخيبات وتحطّم العلاقات، وبمناخات كوميدية أكثر إثارة لضحكٍ حقيقي. هذا قولٌ صائب. لكنْ، لا بأس بتجربةٍ كهذه، تُعزّز قرارات سابقة، تؤكّد (القرارات السابقة) نفوراً تاماً من محطّات كهذه، وتقول ـ الآن ودائماً ـ بأفضلية المُشاهدة الأخرى. تجربة تفرضها عزلة قسرية، وإنْ لوقتٍ، فالغلبة لفضاءاتٍ تجذب وتؤثّر، ريثما تنكسر جدران العزلة مجدّداً، فتُفتَح أبواب المدن ومساحاتها أمام الجميع، بنمطٍ سيختلف عن سابقه، ربما.
هذا جزءٌ من يوميات مُنعزل قسراً، ومن علاقته المستجِدّة بالتلفزيون. الخيارات الأخرى غالبةٌ بالتأكيد. اللجوء إلى "آرتي" أحد الحلول المتوفّرة. "نتفليكس" مُتنفَّسٌ أساسيّ. أشرطة "دي. في. دي." مثلاً تتيح سفراً خارج زمن "كورونا" وجغرافيّاتها الراهنة، فالمُشاهدة الجديدة لبعض المُشَاهَد سابقاً تمنح المنعزلَ إعادة تأمّل بعلاقة ناشئة بينه وبين المُشَاهَد سابقاً، وبالمُشَاهَد نفسه أيضاً.
لكنّ السؤال الأبرز لا يزال مُعلّقاً: متى ينتهي زمن "كورونا" هذا؟