"الرابوص": مسلسل سوري مستنسخ عن فيلم أجنبي

18 نوفمبر 2016
كندا حنا تقلد الممثلة مايزاكي(جيوف روبنس/ فرنس برس)
+ الخط -
يمكن لمحبِّي أفلام الرعب أن يميزوا، من الوهلة الأولى، كون البوستر الدعائي لمسلسل "الرابوص"، مُستنسَخ بشكل طبق الأصل عن بوستر الفيلم الأميركي الشهير The Grudge الذي أنتج الجزء الأول منه عام 2004. فمن منّا لا يذكر ملامح الشخصية المرعبة فيه، والتي تدور أحداث الفيلم حولها. الفتاة اليابانية ذات الشعر الأسود والعينين الكحيلتين، والتي تمتلك بشرة بيضاء شاحبة، وترتدي ثوباً أبيض فضفاضاً طوال الوقت. ورغم الشهرة الواسعة التي تتمتع بها هذه الشخصية، إلا أن صانعي مسلسل " الرابوص"، افترضوا أنهم يطرحون للمشاهد مادة بصرية جديدة عليه. من خلال تحويل الممثلة، كندا حنا، لنسخة مشابهة للفتاة اليابانية، وليس هذا فحسب، فالبرومو الدعائي تضمّن مشاهد مرعبة مشابهة لحد بعيد للمشاهد في فيلم "ذا غوردج". 

على رغم من أن سرقة الأعمال الغربية أصبحت عادة لدى صناع الدراما السورية، تحت مسمى "عن قصص أجنبية"، إلا أن الكاتب، سعيد حناوي، أكد أن شخصيات مسلسل "الرابوص" من ابتكاره الشخصي، وولدت لأول مرة مع هذا العمل.

إضافةً إلى ذلك، صرَّح صانعوا العمل، بأن العمل يشكّل نقلة نوعيّة في الدراما السورية والعربيّة، لكونه العمل الأول الذي يتناول الرعب والتشويق. وقد خدمت تلك التصريحات إثارة الضجة حول العمل، متناسين أن العديد من المسلسلات والأفلام العربية السابقة احتوت على مشاهد الرعب، مثل الفيلم المصري "التعويذة" سنة 1987، من بطولة الفنانة يسرا والفنان محمود ياسين، ويصنف الفيلم ضمن التجارب العربية القليلة ضمن إطار الرعب، إضافة إلى الفيلم المصري أيضاً "وردة"، الذي عرض عام 2014.

أما على صعيد الدراما، فيعتبَر مسلسل "أبواب الخوف"، أول مسلسل رعب مصري، إذ عُرِض عام 2011، وهو من بطولة عمرو واكد. وتدور أحداثه حول صحافي يدفعه فضوله لمتابعة القصص المرعبة والمثيرة المرتبطة بعلاقة الإنسان بعالم الجن، فيبحث في كل حلقة في حادثة غريبة ومرعبة. وعلى صعيد الدراما السورية، فهناك مسلسل "ليل ورجال"، من بطولة فراس إبراهيم عام 2008، وتدور أحداث المسلسل حول الشعوذة والسحر وتحضير الجن. فكيف يغيب صناع مسلسل "الرابوص" كل هذه الأعمال، ويروجون للمسلسل باعتباره أول مسلسل رعب.

وبالإضافة إلى حالة الإنكار التي يعيشها صناع المسلسل تجاه تاريخ الدراما العربية، فهناك مشاكل ثانية في الحملة الترويجية، وهي الكم الكبير من التناقضات التي تحملها التصريحات. فبعد أن سُوِّقَ للعمل باعتباره مسلسل رعب، جاء تصريح المخرج، إياد نحاس، بأن العمل هو دراما اجتماعية، تتخللها بعض خطوط الرعب، وبأن العمل لن يكون مرعباً بالكامل، وأضاف بأن المشاهد لن يرى سوى مشهدين من الرعب لا أكثر في كل حلقة، فهو ليس بمسلسل رعب بالمطلق، وإنما هو مسلسل اجتماعي ببيئة افتراضية، حرر فيها الزمان، فخلا من مظاهر الحداثة حسب تصريح المخرج، فثياب الممثلين وتسريحة شعرهم تنتمي لحقبة الستينيات، السيارات تنتمي لحقبة الثمانينيات، وتحديداً السيارات الأميركية القديمة، وأجهزة الجوّال هي الأجهزة القديمة التي تعود لحقبة الـ 2000. ليؤكد نحاس من خلال تصريحاته ابتعاد المسلسل عن الواقعية. ولكن الكاتب، سعيد حناوي، يناقض مخرج العمل، ويؤكد أن مسلسله من نمط "الرعب الواقعي".

دلالات
المساهمون