الأغاني في عوالم الميديا

27 نوفمبر 2018
على ماذا تعتمد المحاصصة بين الشركة وأصحاب الحقوق؟(فيسبوك)
+ الخط -
عشية العيد السادس لمنصة "أنغامي" لتقديم الموسيقى والأغاني العربية والغربية، تُطرح تساؤلات كثيرة: كيف حال المنصّات العربية الخاصة بالموسيقى؟ هل تحقق أرباحاً أو عائدات للفنانين؟ وماذا عن موقع يوتيوب وموقع ديزر الفرنسي الذي أضر بـ "أنغامي"، بعد أن عمدت شركة روتانا للصوتيات إلى توقيع اتفاق يقضي بعرض معظم إنتاجها الغنائي على الموقع الفرنسي، ومنه إلى العالم، وفق بدل مالي؟
"أنغامي"، كانت أولى المكتبات أو المنصات الإلكترونية التي تعتمد على هذا المبدأ. لكن، وقبل ستة عشر عاماً، سبقتها منصة "مزيكا" التي أسستها سيدة من آل الشافعي في البحرين، واستطاعت أن تجمع أرشيفاً غنائياً تجاوز نصف مليون أغنية.
لكن يبدو أن الشافعي لم تهتم لهذا الأمر بالطريقة الواجب اتباعها، وبعد 16 عاماً لا تزال المنصة تقليدية لم يطرأ عليها أي جديد في ما يتعلق بالتصميم، ولا مجاراة الوقت والتقدم التكنولوجي الحاصل؛ فظلت أسيرة الوقت الذي صدرت فيه.
وقبل ست سنوات، اقتحمت "أنغامي" عالم الميديا البديلة عبر منصة للأغاني العربية والعالمية، واستطاعت، خلال سنوات قليلة، أن تصنع لنفسها شأناً في طريقة تهافت الفنانين العرب على تقديم أو نشر أعمالهم الغنائية من خلالها، وبصورة مجانية.
قبل سنتين، أعلنت شركة تويتر عن تعاونها مع منصة بث الموسيقى عبر الإنترنت، "أنغامي"، لإطلاق بطاقات صوتية من "تويتر"، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وشرحت الشركة، يومها، أن البطاقات الصوتية هي حقول رسومية صغيرة تظهر ضمن موقع تويتر، وتتيح لمستخدميه استكشاف الأغاني والمعزوفات على خدمة "أنغامي"، والاستماع إلى مقتطفات مدتها 30 ثانية من الصفحة الرئيسية لـ "تويتر" مباشرة، من دون الحاجة إلى تشغيل تطبيق "أنغامي".
هذا الدفع، أو الدعم، الذي حظيت به "أنغامي" أسهم في تقدّمها، إضافة إلى علاقتها بالفنانين اللبنانيين، وهم أيضاً يحظون بشهرة واسعة ومساحة إعلامية لها وقعها، ليصبح الترويج عبر المنصة الجديدة مساهماً في نشر الأغاني والتسويق لها، وتكسب "أنغامي" دخولاً من قبل المتابعين لنجومهم.
لكن اليوم، ومع اتساع العالم الافتراضي والتقنيات التي تزداد يوماً بعد يوم، تبدأ مرحلة جديدة من المنافسة، عن طريق المنصات الأخرى التي بدأت تأخذ مكانها، مثل موقع "ديزر" الذي اعترض مؤخراً عمل الشركة الأقوى وأبعدها عن الصف الأول. ترافق ذلك مع حملة إعلانية ضخمة للموقع نفسه عبر المحملات الإلكترونية، منها تحديداً يوتيوب، الذي بات هو أيضاً يفقد مجموعة من الأعمال الموسيقية المملوكة من قبل شركات خاصة، والتي تجيز لها بيعها لمن تشاء ومنعها عن من تشاء، في وقت يعوّل بعض الفنانين العرب على عائدات مالية بسيطة تأتيهم من موقع يوتيوب بناء على نسبة المشاهدة أو الدخول للاستماع إلى أغانيهم.
يؤكد مدير أعمال أحد الفنانين، أن الفنان يحصل على 2000 دولار شهرياً من "يوتيوب"، نظراً لما تحققها بعض أغنياته على الموقع نفسه، على الرغم من أن الفنان لا يزال في بداياته الفنية، إلا أن تحقيق رقم يزيد عن خمسين ألف مشاهدة، أو أن مستمعا يجعل الباب مفتوحاً لكسب عائدات أو حقوق هذه الإصدارات عن طريق المنصة التي تصدرها، ما يفتح الباب مجدداً أمام وسائل أو مكتبات الأغاني كـ "أنغامي" وغيرها للسؤال عن سياسة الحقوق المالية وكيف تُصرف وعلى ماذا تعتمد المحاصصة بين الشركة وأصحاب الحقوق للأغنية من شاعر وموزع وملحن.
كل ذلك يضعنا أمام واجهة جديدة، وهي كيفية تعزيز قانون حماية الملكية الفكرية على المحملات في العالم العربي، وبالتالي اعتراف الشركات بالعدد الحقيقي للمتابعين من دون زيادة أو نقصان لتغليب القانون وحقوق الملكية الفكرية حقيقة على المواقع البديلة.
المساهمون