اليابان: معاقبة موظف غادر قبل 3 دقائق من موعد الاستراحة

22 يونيو 2018
ازدياد عدد الموظفين الذين يموتون بسبب الإفراط في العمل(getty)
+ الخط -
أصبح التزام اليابان بالتعامل مع سجلها الكئيب حيال الموازنة بين العمل والحياة الشخصية موضع تشكيك مؤخرًا، بعد معاقبة موظف حكومي بسبب خروجه من مكتبه قبل عدة دقائق من موعد استراحة الغداء.

وغرم الموظف البالغ من العمر 64 عامًا والذي يعمل في مكتب محطة المياه بمدينة كوبي الغربية، بحسم راتب نصف يوم، بعد اكتشاف مغادرته قبل 3 دقائق فقط من بدء استراحة الغداء المخصصة له في 26 مناسبة على مدى 7 أشهر، واتهم بانتهاك قانون الخدمة العامة الذي يتطلب من العمال التركيز على وظائفهم، وفقًا لموقع "ذا غارديان".

ودعا مسؤولون كبار في مكتب محطة المياه إلى مؤتمر صحافي متلفز أمس الخميس، وصفوا فيه سلوك الرجل بالمؤسف وانحنوا معتذرين بالنيابة عنه، كما قال متحدث باسم المكتب: "تبدأ استراحة الغداء من الساعة 12 ظهرًا وحتى الساعة 1 بعد الظهر، أما هو فغادر مبكرًا".

وسلطت وسائل الإعلام الضوء على الحادثة بعد مدة قصيرة فقط من موافقة مجلس النواب الياباني الشهر الماضي على مشروع قانون يحدد ساعات العمل الإضافية بمعدل 100 ساعة في الشهر، بغية حل مشكلة ساعات العمل الطويلة في اليابان، وبعد زيادة عدد الموظفين الذين يموتون بسبب الإفراط في العمل.

واضطرت الحكومة للتصرف بشكل عاجل بعد الغضب الشعبي العارم الذي ساد البلاد إثر قصة وفاة ماتسوري تاكاهاشي، الموظفة في شركة Dentsu العملاقة للإعلان والتي انتحرت بعمر الـ 24 عام 2015، بعد إجبارها على العمل أكثر من 100 ساعة إضافية في الشهر، بما في ذلك أثناء عطل نهاية الأسبوع.
وأثارت قضية تاكاهاشي سلسلة مطالب شعبية لمعالجة قضية إجبار الموظفين على العمل ساعات طويلة لإظهار تفانيهم، وأكدت الإحصائيات الرسمية عام 2016 أن واحدًا من بين كل 5 موظفين معرض للموت بسبب الإفراط في العمل.

وتعاطف مستخدمو التواصل الاجتماعي مع قصة موظف مكتب محطة المياه، حيث أشار أحد مستخدمي "تويتر" إلى أنه يغادر مكتبه مبكرًا بمعدل مرة كل أسبوع، في حين تساءل آخرون عما قد يحدث لأولئك الذين يغادرون مكاتبهم للتدخين أو للذهاب إلى الحمام. وسلط أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الضوء على مسألة تجاوز السياسيين لقوانين العمل من دون محاسبتهم وقال: "ماذا عن كل السياسيين الذين ينامون في البرلمان؟ يجب طردهم حتمًا".

 



دلالات
المساهمون