"باص كافيه": مقهى متنقل في العراق

22 مارس 2019
يتجوّل الباص في مدينة السليمانية وله محطّات معروفة (فيسبوك)
+ الخط -
بسبب قلة فرص العمل في مختلف مدن العراق، باتت الأفكار غير المألوفة في مشاريع العمل البسيطة وغير المكلفة تستهوي الشبان العراقيين.
"الباص كافيه" مشروع جديد أطلقه شابان عراقيان في بلدة السليمانية في إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، تمكن من استقطاب أنظار الشارع الباحث عن التغيير دوماً.

تقوم فكرة المشروع على باص كبير تم تحويله من الداخل إلى مقهى، ويقتصر على عدة كراسي وطاولات. يقدم القهوة والمعجنات لزبائنه، وهو يدور داخل المدينة موفراً ما يعتبره الزبون فرصة "شرب قهوة في أماكن جديدة كل يوم".

حقق باص القهوة المتنقل، كما يُطلق عليه بعضهم في السليمانية، نجاحاً كبيراً من خلال تصميمه وحسن استقبال الزبائن من قبل العاملين فيه، إضافة إلى أسعاره المناسبة للجميع، خاصة الطلاب.

إبراهيم خورشيد، وهو من سكان السليمانية، يقول إن المقهى مشروع غريب، لكنه مرحّب به، ومن شأنه أن يعالج مشكلة البطالة على الأقل بالنسبة للعاملين فيه، فضلاً عن كونه يمثّل فكرة مبتكرة. يشير، في حديثه إلى "العربي الجديد"، إلى أن الفكرة بسيطة جداً، وهي تحويل باص نقل إلى مقهى، بدلاً مما كان عليه؛ قديماً ومتهالكاً، مركوناً على جانب الطريق. إلا أنه الآن يدور بين شوارع السليمانية، تفوح منه رائحة القهوة، والموسيقى الهادئة.

يضيف: "غالباً ما يقف المقهى المتنقل في شارع بختياري الشهير في السليمانية، إلا أنه يتنقل خلال فترات الليل والنهار في شوارع أخرى، ضمن أوقات معروفة للزبائن"، موضحاً أن الكافيه يوفر المشروبات الساخنة، وكل الأمور الأخرى المتوفرة في المقاهي.



يلفت، أيضاً، إلى أن عماله يتمتعون بلباقة وأسلوب محبب للزبائن، داعياً إلى تشجيع مثل هذه التجارب الجديدة ما دامت غير ضارة. يوضح أنه بدأ يستقطب عدداً كبيراً من الزبائن، مبيناً أنه يضطر أحياناً إلى الانتظار من أجل الحصول على مكان للجلوس، خصوصاً في أيام العطل التي يتوجه فيها الشباب نحو الأماكن الترفيهية.

من جهته، يقول إبراهيم العلاف، وهو أكاديمي عراقي، إن شابين من السليمانية أقدما على ابتكار مشروع تجاري، هو تحويل باص إلى كافيه متنقل يقدم خدماته للزبائن، مضيفاً عند نشره صوراً للباص على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن "الباص يقف في بداية شارع بختياري، وأن المشروع كلف 30 ألف دولار".

ويعلق الناشط سلام نجم كردي في صفحته في فيسبوك على الفكرة قائلاً: "فكرة حلوة بس لازم مو في نص مركز المحافظة، يعني بالأماكن السياحية، وبالطبيعة الخلابة، ولازم يمشي بطيء جداً حتى تصير الكعدة شاعرية، وخاصة إذا كان مصحوبة بموسيقى هادئة".

وفي السياق، يؤكد علي مجيد، وهو مسؤول محلي سابق في السليمانية، أن فكرة تحويل الباص هذه ليست الأولى، إذ سبق لثلاثة شباب جامعيين أن حولوا أحد الباصات إلى مكان متجول لبيع الملابس، موضحاً، في حديث إلى "العربي الجديد"، أنه "يؤيد مثل هذه الأفكار، ما دامت لا تخل بالأمن، ولا تربك النظام العام".
يضيف: "الحاجة هي أم الاختراع؛ فالبطالة هي التي دفعت شباب جامعيين إلى البحث عن مصادر لتمويل احتياجاتهم، بدلاً من انتظار التوظيف الذي أصبح بحكم المستحيل"، داعياً سلطات إقليم كردستان إلى دعم وتطوير مثل هذه النشاطات ما دامت غير قادرة على توفير فرص عمل للشباب.
المساهمون