مسلسل "كونتاك": أمل عرفة وزملاؤها يسخرون من مجزرة الكيماوي

29 مايو 2019
أمل عرفة شاركت في تجسيد اللوحة غير الأخلاقية (فيسبوك)
+ الخط -
أثار مقطع فيديو مقتطف من لوحة كوميدية في مسلسل "كونتاك"، استياء شديدًا بين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب محتواه الساخر من ضحايا القصف والهجمات الكيميائية التي ينفذها النظام السوري على المدنيين، والمشكك في الوقت نفسه بمتطوعي الدفاع المدني المعروفين باسم "أصحاب الخوذ البيضاء".

المسلسل الذي كتبه شادي كيوان وأعدته رانيا الجبان وأخرجه حسام قاسم الرنتيسي، والذي يقدم نفسه على أنه "ناقد ومستلهم من الواقع الاجتماعي السياسي السائد"، لم يبتعد فقط عن آلام الناس ومعاناتهم، بل استهزأ منها وحاول تجريدها من معناها بتزوير الحقائق، بما يتناسب مع رواية النظام لها.

وجسدت اللوحة التي أداها كل من حسين عباس وأمل عرفة وغادة بشور مع ممثلين آخرين، نسخة غير أخلاقية عن واقع سوري مفبرك، يشارك فيه الضحايا وعناصر الدفاع المدني بتزوير الحقائق، وصورت "أصحاب الخوذات البيضاء" على أنهم "محتالون يتلاعبون بالحقائق لتأليب الرأي العام"، ومجازر الكيماوي ودموع الأمهات الثكالى وآلام الضحايا تحت الركام على أنها "مجرد تمثيل"، في حبكة ظاهرها تهريج وابتذال، وباطنها تبرئة لصفحة النظام الملطخة بالدماء.


ووصف مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي المسلسل، بأنه "انحدار جديد للدراما السورية"، والممثلين بأنهم "شهود زور"، حيث كتب حسام محمود: "منذ بداية الثورة انقسم الشعب السوري لفريقين، كان الأول يحاول جاهداً المطالبة بالحرية والعدالة والكرامة لكافة الشعب، وقدم في سبيل ذلك مئات الآلاف من الشهداء، فيما كان ممثلو وفنانو الفريق الثاني يتغنون دائمًا على جراحات الأول ويسخرون منها، وفيما يلي مثال بسيط عن حجم التشبيح والسقوط الأخلاقي، مشهد تمثيلي من مسلسل (كونتاك) يسخر من آلام وعذابات الأول".


قالت الإعلامية السورية نسرين طرابلسي: "ما في شي بيبرر إنك تكون خاين للمنطق والأخلاق. ما في شي. من سلامتك الشخصية للقمة عيش ولادك ولا حتى تشتغل أو تحافظ على فنك ونجوميتك.. بوقت الحرب والدم. خصوصا إنكم برات البلد كنتو كلكم فما بيعود إسمها تضحية منوب إذا رجعتوا لتنفذوا أجندات استخباراتية ضد الشعب وضحايا المجازر والخوذ البيضاء يلي وصلوا لنوبل بشهادة العالم كله. وتابعت: "أمل عرفة إنت بالذات كذابة ومنافقة ومنعرف كيف كنت تكذبي وتقولي إنك ضد النظام بس ماعندك ذرة ناموس أو شجاعة لتعلني هالشي".





في حين أكد "سيبيرتو" أن اللجوء لتفريغ معاناة الناس من قيمتها، بغض النظر عن انتمائهم السياسي، سقوط أخلاقي مدو، وقال: "المشهد بغض النظر عن أي انتماء أو عداء لفصيل ما، مقزز جدًا، عندما نسخر من آلام الغير نفقد إنسانيتنا".

وكتب صهيب: "واضح تمامًا أن أصحاب الخوذ البيضاء شوكة في حلق المجرم سيدهم، ولذلك لا يتوقف عن اتهامهم بالإرهاب ليلًا ونهارًا".


كما طالب كثيرون بمقاطعة المسلسل، وأكد آخرون أن "يد العدالة الثورية" ستحاسب يومًا "شركاء الوطن" الذين رقصوا على جروح إخوتهم، إذ كتب حسام محمود: "قد تفكر مجرد تفكير بالعفو عن شخص قتل، إذا تاب واعترف، أما من يسخر من جروحك، فلن تقبل بفكرة الصفح عنه أبدًا"، في حين قال كمال الطويل: "أتضحكون على جراحنا؟ أتصنعون كوميديا رخيصة من أكبر مجازر بتاريخ البشرية بعد الحرب العالمية الثانية؟ أنتم سرطان بجسد سورية ولن تعيش من دون أن تتخلص من قذارتكم، سنحاسبكم على جرائمكم حتى لو بقي في عمرنا يوم واحد، ذاكرتنا ليست ميتة، ونحن نتذكر كل جراحنا وكل المجرمين وسنتذكركم دائمًا".


ويذكر أن مسلسل "كونتاك" الذي يعرض في رمضان عام 2019 على قناة "لنا"، ببطولة أمل عرفة ومحمد حداقي وغزوان الصفدي وحسام تحسين بيك وغادة بشور، والذي لم تخل حلقاته الأخرى من بعض الإشارات "الطائفية" الخبيثة، كان كاشفًا لمعادن بعض "الفنانين" الحقيقية، ودليلًا حيًا على أن ليس كل ما يلمع "نجمًا".

المساهمون