أفلام الأرقام القياسية: 9 أعمال سينمائية ومليارات

30 يوليو 2019
ايرادات"ذهب مع الريح" أكثر من 3 مليار دولار(Getty)
+ الخط -
منذ عرضه في أواخر إبريل/نيسان الماضي كان واضحاً أن فيلم Avengers: Endgame مرشح بقوة لأن يكسر الرقم القياسي في شباك التذاكر العالمي بعد 10 سنوات كاملة من فيلم Avatar، وعلى مدار ثلاثة أشهر كانت ملحمة شركة "مارڤيل" الضخمة تقترب ببطء من هذا الإنجاز، حتى أعلن رسمياً يوم 21 يوليو/تموز أن Endgame وصل لإيرادات 2 مليار و790 مليوناً حول العالم، بفارق مليون دولار واحد عن "أفاتار"، في حدث تاريخي لم يتكرر إلا تسع مرات فقط في 100 عام من تاريخ السينما. في هذا التقرير نتتبع الأفلام الثمانية التي سبقت Endgame في تحقيق ذلك.

أول الأفلام التي يؤرخ بها للفيلم الجماهيري خارق النجاح والذي يمثل ظاهرة ثقافية ومجتمعية كان Gone with the Wind عام 1939؛ والذي تضافر فيه أكثر من عنصر وصلت به لتلك المكانة؛ أولها -وأهمها- أنه من أوائل الأفلام الملوّنة في تاريخ السينما وأولها على الإطلاق بهذا الحجم والضخامة، إلى جانب ذلك فهو ملحمي بامتياز من حيث تناوله لمواضيع الحرب والحب والعائلة بتقلبات درامية حادة في كل لحظة، وثالثاً كان عملاً متماساً مع "الحرب الأهلية" كحدث فارق وحاضر في حياة الشعب الأميركي حينها، وأخيراً كان مقتبساً عن رواية مارغريت ميتشل التي صدرت بنفس الاسم سنة 1936 وحققت نجاحاً خارقاً (يقارنه البعض بنجاح "هاري بوتر" في الزمن الحديث).

كل تلك الأسباب -وغيرها- أدت لتحقيق الفيلم 200 مليون دولار داخل أميركا، وامتدت شهرته خارجها ليحقق 201 مليون في العالم، ولإدراك كم أن رقم 401 مليون دولار إعجازي في زمنه يكفي القول إنه، وبحسابات التضخم وفارق سعر التذكرة، فـ "ذهب مع الريح" هو الفيلم الأنجح حتى يومنا هذا بإيرادات تعادل 3 مليارات و600 مليون دولار في ٢٠١٩!استمر رقم "ذهب مع الريح" صامداً على رأس شباك التذاكر لمدة 34عاماً (وهي المدة الأطول لصمود الرقم القياسي) حتى عام 1973 حين صدر فيلم The Exorcist (طارد الأرواح) للمخرج ويليام فريدكن، بنقلة استثنائية على مستوى أفلام الرعب، وأساطير كبرى حينها عن أنه أكثر شيء مخيف يمكن أن تراه في حياتك، وعن عدد الذين فقدوا الوعي أثناء مشاهدته في السينما؛ ليحقق الفيلم شعبية جارفة لم يحظَ بها أي فيلم رعب آخر حتى الآن، ويحقق 441 مليون دولار. اللافت والمثير أن رقم "طارد الأروح" لم يستمر لأكثر من عامين؛ حيث صدر في صيف 1975 فيلم Jaws (الفك المفترس) للمخرج ستيفن سبيلبرغ، بعد أن حقق 484 مليون دولار حول العالم، ليخلق مصطلح فيلم الـ Blockbuster ضخم التكاليف وذي الشعبية الجارفة.
الفيلم كان يقدم "رعب الطبيعة" بشكل مختلف وصادم للغاية، وبمساحة من الحرية والخيال السينمائي الجارف لمخرج سيصبح في ما بعد من أنجح مخرجي السينما ويكسر الرقم القياسي نفسه مرتين لاحقاً. تسمى السبعينيات أنها الـ Blockbuster era، وذلك لأنه العقد الذي كُسِر فيه الرقم مرة ثالثة بعد عامين أيضاً، مع ملحمة چورچ لوكاس Star Wars (1977)، والتي كانت شيئاً لم تشهد السينما مثيلاً له من قبل؛ صحيح أنه يعتمد على أساطير قديمة ويستلهم روح المخرج الياباني أكيرا كوراساوا في الكثير من خيوط الحبكة، إلا أنه يقدمها في عالمٍ خيالي تماماً، و"في مجرة بعيدة جداً عن هنا"، وبالكثير من الشخصيات الأيقونية الخالدة في ذاكرة السينما. لذلك كان "حرب النجوم" هو الحدث الثقافي والسينمائي الأهم منذ "ذهب مع الريح"، والفيلم الذي ترددت الأستوديوهات في إنتاجه مطلع السبعينيات، ومُنِحت له أصلاً ميزانية قليلة (11 مليوناً فقط) لتنفيذه، انتهى به الحال محققاً 530 مليون دولار حول العالم، فاتحاً الباب لسلسلة لازالت حاضرة حتى اليوم. بعد خمس سنوات كان الفيلم الخامس الذي يكسر الرقم القياسي، مع ستيڤن سبيلبرغ مرة أخرى في E.T.: The Extra-Terrestrial عام 1982، عن قصة الكائن الفضائي اللطيف الذي تتركه السفينة التي أتت به على الأرض ويرغب في العودة إلى موطنه، حقق الفيلم 619 مليون دولار إيرادات حول العالم، بفضل خياله الساحر وروحه الطفولية ومشاهده الخالدة حتى الآن. ظل رقم "إي.تي" صامداً لـ11 عاماً، حتى كسره سبيلبرغ نفسه (لثالث مرة)، حين عاد لرعب الطبيعة بدمج مدهش مع الخيال العلمي في فيلمه Jurassic Park، الذي أعاد فيه الديناصورات للحياة، في مُنجز لم يتعلق فقط بالمؤثرات والخدع البصرية التي لا زالت قوية مقارنة حتى بأفلام يومنا هذا، إلا أنه فيلم مدهش أيضاً على صعيد شخصياته وأحداثه والدراما الحابسة التي تدور في يومٍ وليلة. ليحقق الفيلم 913 مليون دولار حول العالم، في قفزة كبيرة عن الرقم الأسبق. ثم جاء Titanic عام 1997! قبلها كان مخرج چيمس كاميرون قد حقق شعبية جارفة منذ الثمانينيات بعدد من المشاريع التجارية الطموحة التي حققت كلها نجاحاً كبيراً، مثل جزئي Terminator وفيلم Aliens. وهو الأمر جعله محل ثقة ليصبح أول مخرج يصنع فيلماً بميزانية 200 مليون دولار، واضعاً في البطولة اثنين من النجوم الشباب -حينها- هما ليوناردو دي كابريو وكيت وينسلت، وعن قصة حب داخل سفينة تايتانيك التي غرقت عام 1912. ومهما كانت التوقعات متفائلة فإن أحداً لم يتخيل أبداً حجم النجاح الخارق الذي حققه الفيلم حين عرضه! ولا الطريقة التي أصبحت كل تفاصيله أيقونية: من قصة حب "جاك وروز" لمشاهد غرق السفينة (الممتدة لقرابة الساعة ونصف) وصولاً لأغنية سيلين ديون My Heart will go on، وبالتأكيد لم يتخيل أحد تحطيمه للرقم القياسي لترشيحات الأوسكار (14 ترشيحاً) ولا الرقم القياسي في الفوز (11 فوزاً) وبالطبع الرقم القياسي في الإيرادات: مليار و740 مليون دولار! بفارق يقارب الضعف عن الرقم السابق!

12 عاماً بعدها، شهد فيها العالم أفلاماً بحجم Harry Potter وLord of the Rings و Pirates of the Caribbean، إلا أن رقم "تيتانيك" ظل صامداً، حتى عاد جيمس كاميرون في فيلمٍ جديد وحقق رقم خارق آخر بـ Avatar (2009) هو 2 مليار و789 مليون دولار، ورغم أن الفيلم هو الأقل أيقونية وخلوداً في ذاكرة الناس من بين كل أفلام القائمة، إلا أنه -وقت عرضه- كان مُنجزه الأهم هو تطوير تقنية المشاهدة ثلاثية الأبعاد 3D بشكل لم يضاهه فيها أي فيلم حتى الآن. عُرض "أفاتار" بعد عام واحد من فيلم Iron Man (2008)، أول أفلام "عالم مارڤيل السينمائي"، الذي استمر لـ11 عاماً، بـ22 فيلماً، وعشرات الأبطال الخارقين، حتى جُمِعوا جميعاً في الملحمة الأضخم Avengers: Endgame لمواجهة من أصبح واحد أشهر الأشرار في تاريخ السينما "ثانوس"، والنتيجة في الفيلم الثالث والعشرين هي كَسر الرقم القياسي للمرة التاسعة في تاريخ السينما: 2 مليار و890 مليوناً!
السؤال المثير الآن هو متى يمكن أن يكسر هذا الرقم مرة أخرى؟ هل من المحتمل أن يفعلها الجزء التاسع من Star Wars الذي سيصدر أواخر العام الجاري؟ أم ينتظر الرقم عودة چيمس كاميرون بـAvatar 2 عام 2021 والذي سيتبعه بـ 3أجزاء أخرى في نفس السلسلة؟ أتكون الغلبة لفيلمٍ آخر من عالم "مارڤيل" في السنوات القليلة المقبلة؟ أم يستمر الرقم صامداً 10 سنوات أخرى حتى يُكسر من جديد؟
المساهمون