حكواتي :سيرتي على كل لسان

03 سبتمبر 2014
Getty
+ الخط -
سيرتي الذاتية كانت سطرين .. ثلاثة. ثم أثناء إقامتي الطويلة في قطر، ربما صارت سبعة أسطر، لا أكثر ولا أقل.

طبعتُ سيرتي على ورقة A4، فبدت فقيرة، والبياض شاسعاً.

هذا الأمر لم يعجب زوجتي البنكجيّة العريقة. قالت: ما هذه السيرة! دعك منها، أنا سأجهّز لك سيرة. رح أخلّي سيرتك على كل لسان.

وفعلًا. في اليوم التالي فوجئت بملف ضخم فخم، رمته أمامي، فقلت: ما هذه؟ صفحات كثيرة باللغتين العربية والإنجليزية. الحقيقة أنه أول نصّ لي يترجم إلى لغة أجنبية.

بدأت أقلّب الصفحات. لم تترك شاردة ولا واردة إلا "دحشتها" في السيرة. هي معلومات حقيقية لكن ليس كل شيء حقيقي جديراً بالتوثيق.

نموذج السيرة الذاتية هذا يبدو أنه عالمي، لكنْ ثمة شيء ناقص، وهو الهوايات الجانبية على هامش ما لديّ من قدرات وخبرات أسطورية.

ولأن الوقت يداهمنا دائما كما يقول مذيعو الفضائيات، قالت الزوجة: لنقفل هذا الفيلم السخيف. ثم علّمت بالقلم على هوايات: السباحة وركوب الخيل وسماع الموسيقى. وقالت: ما رأيك؟

قلت لها: لو قلت العلّامة (ولّا راغب علامة حتى) الفهّامة النطاسي البارع، ليس لدي مشكلة.
أما السباحة وركوب الخيل، فمحسوبك لم أركب خيلاً في حياتي، ومرّة واحدة سبحتُ، شربت نصّ البِركة وطلعت.

ثم أضفتُ: طيب افرضي أن لدى جهة العمل التي سأتقدم إليها بركة سباحة، وطلبوا منّي أن أسبح، ماذا سيكون موقفي قدّام الناس؟ أمّا الموسيقى فمن السخف اعتبارها هواية، إلا إذا كان الوجود هواية.

الصحيح أنني إذا اخترت فسأقول: هوايتي هي الطبخ، الطبخ العربي بكافة أشكاله، (ما عدا المؤامرات)، واقتناء السلاحف، والرغبة في صرف النقود عن آخرها ثم الندم.

في عرف السير الذاتية، هذه ليست هوايات بل قطيعة رزق.

لذا وافقت على موضوع السباحة وركوب الخيل، ولا أحد يعلم بالسرّ إلا أنا ورب العالمين و 4000 صديق في الفيسبوك.

المساهمون