فنانون وإعلاميون كسروا قواعد "فتى الأحلام"

18 يناير 2017
كان أحمد زكي واثقاً بنفسه (فيسبوك)
+ الخط -
يؤكد العالم النمساوي، كارل غرامر، أن هناك عدة معايير لتحديد الجمال والقبح، وأن توافرها في شخص ما يجعله جذاباً بشكل لا يختلف عليه اثنان. وأوضح غرامر، الباحث في السلوك الإنساني، في إحدى دراساته عن القبح والجمال، أنه من نقاط الجمال لدى الرجل، أن يكون عريض المنكبين، ومفتول العضلات، وأن يكون صحيح البدن.

ورغم أن الباحث وضع تلك المعايير الأساسية لقياس الجمال، إلا أن البعض لا يعتقد بها، باعتبار أن الجمال نسبي، ويختلف من ثقافة لأخرى، ومن شعب لآخر، ومن فرد إلى فرد آخر. لكن، في كل الأحوال، هناك محددات رئيسية، يُعتقَد أن الجميع قد يتفق عليها في تحديد مواطن القبح والجمال لدى الشخص. في التمثيل والغناء والإعلام، ثمَّة نماذج لرجال احتفت بهم المعجبات، وتمنَّين أن يكنّ حبيبات لهم، ربما اكتشفن مواطن جمال أخرى فيهم، لم تستطع الدراسات والمقاييس والمعايير العالمية اكتشافها منهم:

أحمد زكي
لم يكن يدرك الفتى الأسمر القادم من إحدى مدن مصر الريفية، أنّ أبواب الشهرة والمجد وآلاف المعجبات في انتظاره. كان يعرفُ أنّ ملامحه لن تساعده ليصبح نجماً لامعاً في السينما والمسرح، وهو فتى أسمر ذو شعر مجعد، نحيل القامة، كيف ينافس دنجوانات السبعينيات في ذلك الوقت الذي حددت فيه السينما معايير محددة للبطل والنجم، أهمها الشكل والهيئة.
ثقته جعلته أحد أهم فناني جيله، إن لم يكن أهمهم على الإطلاق. جعلته الحبيب على شاشات السينما مع جميلات الفن في تلك المرحلة، كاسراً كل القيود التي وضعها صناع السينما لشكل البطل، فأصبح، في الواقع، حبيباً وحلماً للكثيرات.

محمد منير
جاء من النوبة حاملاً ملامحه النوبية. شاب أسمر، نحيل، ذو شعر مجعد، لايملك مواصفات فتى الأحلام طبقاً للمقاييس الجمالية. غنّى منير ونافس كبار الفنانين، صعد المطرب الأسمر سلم المجد بصوته الحالم الذي أسر قلوب المعجبين والمعجبات. وأصبح حلماً لدى الكثيرات اللاتي تخيَّلْن أنفسهن حبيبات لمنيرٍ يغني إليهنّ فقط، متخيلات صوته وصورته ذاتها دون إضفاء أية تعديلات عليها. فبالنسبة لهن، هو فتى الأحلام الوسيم، بصوته وملامحه، وحتى بتشنُّجات جسده عند الغناء.


يسري فودة
عند ظهوره وتقديمه برنامج "آخر كلام" على إحدى الفضائيات المصرية عام 2010، لم يكن فودة معروفاً لدى الكثير من القطاعات. وكانت الغالبيّة تجهل تاريخه الصحافي والإعلامي. كان مذيعاً جيّداً ضمن باقة من المذيعين في تلك المرحلة، لكنه لم يلفت نظر الكثيرات حينها، خاصة أنّه وفقاً للمقاييس الجمالية لن يربح، بجسده النحيل وشعره الخفيف ونظارته الطبية.
وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، تغير الوضع، وأصبح فودة بموقفه الداعم للثورة حلم الكثيرات، وأصبح بمقدمات برنامجه النارية فتى الأحلام للكثيرات. واستطاع فودة أن يعبر المواصفات الشكلية الضيقة، ليكوّن فريقاً من المعجبات على "السوشيال ميديا".


المساهمون