الدراما المصريّة: ميزان 2014 بين فشل النجوم ونجاحهم

17 ديسمبر 2014
ليلى علوي في مهرجان القاهرة (العربي الجديد)
+ الخط -
شهد عام 2014 على صعيد الأعمال التلفزيونيّة تأرجحاً واضحاً بين الممثلين الذين سطعوا وآخرين تراجع حضورهم، كما زاد الإقبال على الموسم الدرامي الثاني. ففي الموسم الرمضاني، شهد عرض ما يقرب عن الأربعين عملاً تنوّعت ما بين البطولات المطلقة والجماعية، ونجحت هذه الأخيرة بشكل فاق التوقعات.

إذ عرض هذا العام مسلسل "عد تنازلي" لعمرو يوسف وطارق لطفي، ونجح هذا العمل في المنافسة على الأعمال الأعلى مشاهدة، ما حدث أيضاً مع مسلسل "السبع وصايا" لرانيا يوسف وسوسن بدر.

وحقّق كذلك مسلسل "سجن النسا" الذي يدور في إطار العمل الجماعي نجاحاً كبيراً، إذ شارك فيه كل من الفنانين روبي ونيللي كريم ودرة زروق. فيما تراجعت هذا العام بشكل كبير أسهم الفنانة، غادة عبد الرازق، التي قدّمت مسلسلها "السيدة الأولى" مع ممدوح عبد العليم، ولام الكثيرون ممدوح على هذه العودة التي قالوا إنّها غير موفقة، ودعوا غادة للتأني في اختياراتها بشكل أكبر، وضرورة أن تتخلى عن الحرص على التواجد درامياً حتى ولو بأعمال لا تليق.

لم يحقق الفنان، عادل إمام، النجاح في مسلسله "صاحب السعادة" مع المؤلف يوسف معاطي. خذل الزعيم جمهوره بعمل كان دون المستوى كما وصفه النقاد، ولم يكن لائقاً بنجم بحجم إمام صاحب الرصيد الفني الكبير. وفشلت الفنانة، ليلى علوي، بمسلسلها "شمس" وهاجمها النقّاد، كونه يدور في نفس إطار كل أعمالها الرمضانية السابقة، وخلا من أي جديد يذكر.

كما كان العمل نفسه عودة غير موفقة لفنان في حجم جميل راتب الغائب عن الشاشة الصغيرة منذ سنوات طويلة. وبجدارة فشل الممثل، محمد سعد، بمسلسل "فيفا أطاطا" الذي دار في فلك شخصية الست طاطا التي سبق وقدّمها سينمائيّاً، ليعيد سعد الفشل ذاته الذي حققّه في آخر أعماله التلفزيونية من خلال مسلسل "شمس الأنصاري".

وفي الجزء الثاني من مسلسل "شارع عبد العزيز" لم ينجح الممثل، عمرو سعد، في تحقيق النجاح نفسه الذي حققه في الجزء الأوّل منه، وكان آخر عمل عرض لعمرو هو "خرم إبرة" العام الماضي ولم ينجح أيضاً، فهل سيعيد عمرو حساباته من جديد؟

قدّمت التونسية هند صبري هذا العام مسلسلها "إمبراطورية مين" الذي تعرضت بسببه لانتقادات كبيرة واتهمت بمهاجمة مصر عن طريق إلقاء الضوء على الظواهر السلبية في مصر ولم ينجح هذا العمل. ولم تحقق اللبنانية، ميريام فارس، بمسلسلها "اتهام" الذي جمعها بالممثل المصري، حسن الرداد، أي نجاح يذكر، فكانت أولى أعمالها التلفزيونية صدمة بالنسبة لجمهورها الذي انتظرها بشغف.

الإخفاق نفسه حقّقته مواطنتها هيفاء وهبي بمسلسلها "كلام على ورق" مع المخرج، محمد سامي، حيث لم يحقق العمل نسبة مشاهدة عالية مثلما كان منتظراً. ولم يستطع الممثل، أحمد عز، تحقيق النجاح بمسلسله "الإكسلانس" الذي شهد عودة الفنانة اللبنانية، نور، بعد غياب سنوات. كذلك فشلت مي عز الدين بمسلسلها "دلع بنات" في تحقيق أي نجاح يذكر.

وتعرّض العمل لهجوم بسبب مبالغة مي في تقديم شخصية الفتاة الشعبية بشكل زائد عن الحد. وعلى الرغم من تحقيق الممثل الكوميدي أحمد مكي نجاحات، ونسب مشاهدة كبيرة للغاية وتصدّره كل الاستفتاءات من خلال الأجزاء الأربعة لمسلسله "الكبير أوى" إلاّ أنّ الجزء الخامس جاء مخيباً للآمال بشكل كبير. لم تساعد نجومية تامر حسني في الغناء وتحقيق أولى أعماله التليفزيونية "آدم" نجاحاً كبيراً من الإخفاق هذا العام في مسلسله "فرق توقيت" الذي جمعه لأوّل مرة مع الفنانة اللبنانية نيكول سابا.

وعلى غير المتوقع بعد كمّ الإثارة والتشويق الذي وعد به مؤلف مسلسل "المرافعة" تامر عبد المنعم، لم يحقق المسلسل أي نجاح وفشل في حصد أي نسب نجاح. فيما نجح كعادته النجم، يحيى الفخراني، في تحقيق نسب مشاهدات عالية من خلال مسلسله "دهشة"، وهو النجاح نفسه الذي حقّقه الفنان، محمود عبد العزيز، بمسلسله "جبل الحلال" مع الفنانة وفاء عامر. ونجح أيضاً في خطف الأنظار الممثل الشاب، محمد رمضان، في أول عمل تلفزيوني له كبطل مطلق من خلال مسلسل "ابن حلال" مع هالة فاخر وسهر الصايغ التي نجحت كوجه جديد في هذا العمل. وقد أثار مسلسل "سرايا عابدين" انقسامات عديدة ما بين مؤيد له ورافض، إذ اتهمه كثيرون بالعمل المستنسخ من المسلسل التركي "حريم السلطان" ودافع صنّاعه عنه.

وتوالت نجاحات الممثل، يوسف الشريف، وذلك من خلال مسلسل "الصياد" الذي حاز على أعلى نسب مشاهدة، وكان آخر عمل قدمه الشريف، مسلسل "اسم مؤقت" ونجح بشكل كبير.
وشهد العام مولد الموسم الدرامي الثاني الذي لم يكن معترفاً به، وكانت كافة الأعمال تتكدّس فقط في شهر رمضان. إذ عرض في الموسم الثاني مسلسلات "الخطيئة" للفنان، شريف سلامة، و"قلوب" للفنانة السورية صفاء سلطان والمصرية علا غانم، و"سيرة حب" للبنانية، سيرين عبد النور وخالد سليم، وأخيراً كان عرض "كيكا عالعالي" للفنان حسن الرداد، وحققت هذه الأعمال نجاحاً كبيرا على النطاق الجماهيري، لتثبت النظرية، أنّ موسم رمضان ليس هو فقط الوحيد الذي يتهافت الجمهور لمشاهدته.

لكن غاب، هذا العام، عدد كبير من النجوم، ممن كانوا ماركة مسجلة في رمضان. فغاب النجم نور الشريف الذي كان من المفترض أنّه متعاقد على مسلسل "أولاد منصور التهامي" مع المنتج، محمد فوزي، والمؤلف، عبد الرحيم كمال، ولكن أطاحت أزمته الصحية بتواجده.

وغاب الفنان، هاني رمزي، عن دراما رمضان بعد أن تسبب عنصر الوقت في تأجيل مسلسله "العريس رقم 13" الذي تطلب السفر إلى أكثر من دولة، ما حال دون تقديمه هذا العام مع مسلسل آخر لرمزي وهو "تجول لا إرادي"، الذي أُجّل بسبب وفاة مخرجه أشرف سالم. وبعد أن ظلّت لسنوات عديدة تطلّ على جمهورها في شهر رمضان، غابت هذا العام النجمة، إلهام شاهين، عن دراما رمضان، كما غابت الفنانة، داليا البحيري أيضاً، وذلك بسبب ظروف إنتاجية أطاحت بمسلسلها "خيانة عصرية"، وهو السبب نفسه الذي أدى إلى تأجيل مسلسل "خريف السادة" للنجم صلاح السعدني.
المساهمون