من هي ريسي تايلور... السيدة التي صفق لها جمهور "غولدن غلوب"؟

08 يناير 2018
أعادت أوبرا وينفري إحياء قصتها (فيسبوك)
+ الخط -
خصصت الإعلامية الأميركية، أوبرا وينفري، خطاب قبولها بالفوز التاريخي بجائزة "غولدن غلوب" الشرفية لسيدة تدعى ريسي تايلور، والتي أشارت لها في الخطاب قائلة إن حفل تسليم الجوائز كان سيصادف مع عيد ميلادها 98 لكنها توفيت قبل ثلاثة أيام، في مدينة أبفيل. وهي المدينة التي اختطفها فيها واغتصبها ستة رجال بيض، قبل رميها على جانب الطريق، وبعد مرور 74 عاماً على وقوع هذه الجريمة أعادت أوبرا لها الحياة في سياق الجدل العالمي حول جرائم التحرش والاغتصاب في الوسط الفني.

 

وكانت تايلور أماً متزوجة تبلغ من العمر 24 عاماً ولديها ابنة تبلغ من العمر ثلاث سنوات في عام 1944، ترعرت في عائلة من المربين ومنذ عمر السابعة عشرة وهي تعتني بأشقائها الستة الأصغر سناً بعد وفاة أمها.

 


 عندما تحولت حياتها إلى جحيم

وفي مساء 3 سبتمبر/أيلول، كانت تسير إلى المنزل عائدةً من الكنيسة مع صديقين، هما فاني دانيال البالغة من العمر 61 عاماً وابنها ويست (18 عاماً)، حين لاحظ الثلاثة أن سيارة شيفروليه خضراء سارت بمحاذاتهم مراراً وتكراراً.

وكانت السيارة تحمل سبعة رجال، أمر أحدهم الثلاثة بالتوقف فتجاهلوه، ليهددهم ببندقية. كان جميع الرجال مسلحين، وأجبرت تايلور على ركوب السيارة تحت تهديد السلاح

توجهوا إلى بستان من أشجار الصنوبر على جانب الطريق، وأمروها بخلع ملابسها، ترجّتهم أن تعود لعائلتها، لكن أحدهم قال "تصرّفي تماماً كما تفعلين مع زوجك أو سوف نقطع حلقك"، ثم اغتصبها، وكذلك فعل الخمسة الآخرون، بينما رفض السابع قائلاً إنه يعرفها ولا يستطيع فعل ذلك بها.

 

كانت تايلور معصوبة العينين، تم إبعادها من السيارة، وربما لم تتمكن تايلور بسبب عصابة العينين من إخبار الشرطي عن مغتصبيها، إلا أنها وصفت السيارة، وكانت هناك شفروليه خضراء وحيدة فقط في مقاطعة هنري في عام 1944، لكن أصحابها ادعوا أنها تقاضت مالاً مقابل ممارسة علاقة معهم.


كأن الاغتصاب لم يكن كافياً 

وقد أُرسل المتهمون إلى بيوتهم بينما تحولت حياة الضحية إلى جحيم بعدما عانت الكثير من المضايقات ما اضطرها لمغادرة بيتها مع زوجها وابنتها والانتقال إلى بيت العائلة. 

وانطلقت حملة دعم لها دفعت إلى إرسال محققين إلى المدينة، لتكشف التحقيقات أن الشرطي كان قد كذب بشأن إلقاء القبض على المتهمين، وأصرّوا على براءتهم باستثناء أحدهم الذي أكد أنها كانت تتوسل لهم لتركها تعود إلى بيتها وطفلتها، لكن ذلك لم يكن كافياً.

ورغم مرور عام إلا أن المجرمين لم تتم معاقبتهم، ومن شدة خوفها اضطرت للانتقال بعيداً إلى فلوريدا، حيث عملت في جني البرتقال، ثم انفصلت عن زوجها، ثم مات، وفي عام 1967 توفيت ابنتها في حادثة سير، ثم فقدت شريكيها، ثم تراجعت صحتها مع الوقت ما دفع أهلها إلى إعادتها إلى المدينة التي اغتصبت فيها.

 

 

نهاية سعيدة؟ 

لكن في عام 2010 خرج كتاب إلى الوجود يحكي قصتها، ليحرك السلطات ويدفع بممثلي ألاباما إلى الاعتذار عن فشلهم في التعامل مع قضيتها، كما تلقت اعتذاراً من كنيسة وممثلي منطقتها، وعن ذلك تقول: "لقد أحسست بشعور جيد، لقد كان يوماً رائعاً لإهدائي هذا، لم أتوقع ذلك".

وعن المجرمين قالت تايلور إنها كانت تتمنى أن يعتذروا هم كذلك، لكن أغلبهم قد مات وهي عاشت بعدهم، لتروي قصتها وتحكيها الإعلامية أوبرا وينفري في منصة "غولدن غلوب" ويصفق لها الجميع وقوفاً. 

دلالات
المساهمون