معارض "فنتاج": السلعة كأداة للسفر عبر التاريخ

08 فبراير 2020
انطلقت "بوب أب فنتاج" عام 2011 (العربي الجديد)
+ الخط -
استقبل قصر ألكساندرا، يوم الأحد 2 فبراير/شباط، أوّل معارض "بوب أب فنتاج" للتحف والملابس القديمة المتنوعة في عام 2020. وجذب هذا السوق العتيق والتقليدي، جمهوراً كبيراً، شمل أيضاً الشباب الذين يحبّون شراء أو جمع القطع التاريخية. يقدّم هذا المعرض كل ما يعتبر "فنتاج"، أي جميع الأنماط القديمة من الملابس والأدوات على أنواعها، والتي مرّ عليها 20 عاماً على الأقل. وفي المكان أيضاً، تحف وأغراض مميزة يبلغ عمرها نصف قرن أو أكثر.

جالت "العربي الجديد" بين الأكشاك المتنوّعة، والتي امتدت لتغطي باحة القصر الواسعة. كانت جولة حملتنا إلى عصور مضت، بدءاً من مدخل القصر إلى بوابته إلى الملابس التي سيطرت عليها معاطف الفرو القديمة والفساتين المطرزة، وتلك القبّعات التي قد نراها فقط في الأفلام القديمة.

بينما تذكّرنا الأدوات المنزلية النحاسية والفضية التي توزّعت هنا وهناك، بأجدادنا الذين لا يزال بعضهم، يحتفظ بقطع ورثها عن آبائه، ويتمسَّك بها كذكرى، فيما قد تبلغ قيمتها المالية ما قد يفوق خياله. كذلك انتشرت على عدد من الطاولات، صور باللونين الأسود والأبيض، تعود لشخصيات شهيرة من الماضي، ولوحات زيتيَّة من عصور غابرة ومجلدات لمذكرات وطوابع وصور لندن القديمة وصناديق وحقائب ومجوهرات وإكسسوارات، منها تحمل ماركات عالمية مثل "لويس فيتون" و"ديور" و"برادا" وغيرها. أما اللافت فكان وجود بنادق صيد نادرة في المعرض للبيع، في بلد يمنع حمل السلاح على أنواعه.

بغض النظر عن نجاح المعرض لما يشمله من تحف ذات جودة عالية، يجذب قصر ألكسندرا لموقعه وتاريخه الجميل ما يزيد عن 300 من أهمّ تجار التحف، من جميع أنحاء المملكة المتحدة. ويمكن أن يستغل الزوار فرصة التجوّل في المعرض والقصر في آن واحد.

وتتميّز بضاعة معرض "بوب أب فنتاج" بالجودة، وخير مثال على ذلك فوزها لثلاث سنوات متتالية بجائزة "أفضل معرض عتيق في لندن". ومن المرجّح أن تقام معارضه في أماكن وتواريخ مختلفة هذا العام ومعظمها في القصور والقلاع والمباني الأثرية التي عادة ما يختارها كمواقع، ربّما كي يضفي جوّاً يتناسب مع بضاعته، حيث يكون المكان بما فيه رمزاً لكل ما هو عتيق. معرضه الثاني سيكون بتاريخ 5 إبريل/نيسان، في مبنى البلدة القديمة في هامبستيد. هذا المبنى الذي يبلغ عمره 140 عاماً، ويجمع بين الهندسة المعمارية الفيكتورية والإدواردية والعصرية. ويستحوذ المعرض على المبنى بكامله ليوم واحد كي يستوعب الأعداد الكبيرة المتوقّعة من الزوار.



وفي 16 يوليو/تموز، يقام المعرض الثالث في قاعة ويلتون للموسيقى، واحدة من أكبر قاعات الموسيقى في القرن التاسع عشر، والأكثر إثارة، والتي لا تزال قائمة ليومنا هذا. وقد خضع المكان لمشروع ترميم ضخم. وتقع في قلب الطرف الشرقي من مدينة لندن "إيست إند التاريخية" وعلى بعد دقائق قليلة فقط سيراً على الأقدام من برج لندن.

تزدحم جميع هذه المعارض بالتجار المختارين ذوي الخبرة العالية، الذين يقدمون مجموعة واسعة من السلع التقليدية الأصيلة وبأسعار معقولة على حد سواء، ونعثر فيها أيضاً على مجموعة مذهلة من المفروشات والملصقات الكلاسيكية والخرائط العتيقة وأشياء قد لا تخطر على البال.

انطلقت معارض "بوب أب فنتاج" في مارس/آذار 2011، مع ماكسين ستونهيل التي ولدت وترعرعت في لندن، وتميّزت بعشقها للتحف، وهي تتحدّر من عائلة تعمل في مجال تصميم الأزياء. الأمر الذي عزّز إلهامها، لتبدأ معارضها الخاصة، وكان أوّل معرض لها في هامبستيد عام 2011، ومنذ ذلك الحين استمرّت في الازدهار.



عادة يمكننا العثور على بضاعة "فنتاج" لشراء الأدوات والملابس القديمة من متاجر الملابس المستعملة التي تديرها الجمعيات الخيرية وأسواق السلع المستعملة والأسواق العتيقة والمزادات ومعارض الملابس القديمة في بريطانيا. بيد أنّ ظهور الإنترنت فتح أسواقاً جديدة في جميع أنحاء العالم، وبات بإمكاننا المشاركة في مزادات هذه البضائع عبر الإنترنت، مثل موقع "EBay"، ومحلات الملابس العتيقة التي انتقلت إلى هذا الميدان الرحب الذي يطاول شريحة أكبر من الناس.

وتاريخياً، زاد الإقبال على شراء الملابس العتيقة مع ارتداء عارضات ومشاهير لها على نحو متزايد. أمّا شعبية القطع الأثرية، فساهمت بها الأفلام القديمة التي عرضت في منتصف القرن العشرين. وألهمت موضة العصور السابقة مصمّمي الأزياء عبر التاريخ. وازدادت قيمة الملابس القديمة التي تعود إلى حقبة سابقة. وراح تجار يبيعون ملابس تشبه إلى حد كبير الملابس التقليدية القديمة، والتي يتم إنتاج معظمها وبكميات كبيرة في الصين. ولكن عند الفحص الدقيق تبدو حقيقتها المزيفة. ويشار إلى هذه الأنماط عمومًا باسم "النمط القديم" أو "النسخ القديمة". إنها بمثابة بديل مناسب لأولئك الذين يعجبون بالأسلوب القديم، ولكنهم يفضلون شراء البديل الحديث لها.
دلالات
المساهمون