تشكيليو غزة يحتجون على تدمير قرية الفنون: لن تُغتال لوحاتنا

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
16 يوليو 2018
C71D218C-8ED8-4480-8187-8F8D786D5D2E
+ الخط -

تحطمت آمال الفنانة الفلسطينية، ملاك عبد العال، من مدينة غزة في إقامة معرضها التشكيلي داخل قرية الفنون والحرف، بعد تدميرها بشكل كامل، نتيجة قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى الكتيبة المُلاصق للقرية غرب المدينة المحاصرة.

وشاركت الفنانة عبد العال برفقة مجموعة من الفنانين التشكيليين في الوقفة والمعرض الاحتجاجي الذي تم تنظيمه، اليوم الإثنين، على أنقاض قرية الفنون والحرف، والتي تم تدميرها قبل يومين، بعد قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مبنى مجاوراً، أدى كذلك إلى استشهاد طفلين، وإصابة نحو 17، منهم إصابات حرجة.

وتقول عبد العال لـ "العربي الجديد" إنها شاركت في المعرض الاحتجاجي بلوحة تروي حكاية اللاجئين الفلسطينيين، وإمكانية أن يتحوّلوا إلى "هنود حُمر" في حال عدم إنهاء معاناتهم، مبينة أن الفن رسالة الشعوب للعالم.

وتوضح أن تدمير قرية الفنون والحرف يعتبر بمثابة محاولة إسرائيلية لطمس التراث الفلسطيني، بخاصة وأن القرية تضم مجموعة من الزوايا التراثية، ويتم فيها تنظيم الأنشطة الثقافية والفنية.

من جانبها؛ تقول الفنانة المُشاركة سمية شاهين إن القرية تضم ذكريات الفنانين، وإن تدميرها بهذا الشكل الهمجي لن يؤثر سلباً في المسيرة الفنية، ومحاولة الفنانين في فضح الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

وشاركت شاهين في لوحة تصور عجوزاً فلسطينياً، بملامح مجعدة تجسد معاناة الشعب الفلسطيني، وذكرت أن تدمير هذه القرية، هو محاولة لتدمير ثقافة شعب، لكننا نملك الإرادة والعزيمة لمواصلة الطريق.

بينما يقول الفنان الفلسطيني علي تايه، والذي شارك في لوحة لفتاة فلسطينية متشحة بالكوفية السمراء، إن الوقفة الاستنكارية جاءت لفضح آلة الحرب الإسرائيلية التي تحاول استهداف التراث والفن الفلسطيني، وكل ما يتعلق بالفلسطينيين.

وتزينت أكوام الرُكام بمجموعة من اللوحات التشكيلية التي شارك فيها أصحابها تضامناً مع المكان الذي يعتبر بيتاً جامعاً للفنانين وأنشطتهم على مدار العام، كان من بينها صور لفتيات يلبسن الثوب الفلسطيني، وأخرى للقدس والمُدن الفلسطينية، والحواري والأزقة والأبواب القديمة، إلى جانب لوحات تجسد الطبيعة والآلات الموسيقية، ومواسم الحصاد.



ويقول الستيني جمعة الزعيم، صاحب بيت النحاس داخل القرية، والذي كان له النصيب الأكبر في التدمير لأنه يلاصق المبنى المستهدف، إنه بدأ بتجميع القطع النحاسية داخل البيت منذ عام 1996م، موضحاً أن الخسارة كبيرة بعد أن دُمر المكان، فوق القطع القديمة، غالية الثمن والقيمة.

ويوضح الزعيم لـ "العربي الجديد" أن بيت النحاس يضم مئات القطع النحاسية والمقتنيات القديمة التي تم تجميعها بعناية، مضيفاً: "تدمير هذا البيت، يسعد قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من تدمير أي مبنى آخر".

من جانبها؛ توضح المهندسة نهاد شقليه مديرة قرية الفنون والحرف أن القرية، والتي تم تدميرها بشكل شبه كامل نتيجة القصف الإسرائيلي مبنى الكتيبة الملاصق، تضم أربعة بيوت حرفية، وهي "بيت النحاس"، "بيت التطريز"، "بيت البُسط"، و "بيت الخشبيات".

وتبين شقليه لـ "العربي الجديد" أن البيوت تم تدميرها بشكل كامل تقريباً، حيث انهارت الجدران والردم على محتوياتها، موضحة أن ذلك الاستهداف لم يثنِ القرية عن مواصلة أنشطتها رغم الدمار.

وأضافت: "لكننا في الوقت ذاته نأمل بإعادة إعمار القرية، والرجوع لتنفيذ الأنشطة وفق العادة، إذ لم تتواصل معنا أي جهة من أجل إعادة ترميم المكان، أو تقييم الخسائر حتى اللحظة".







دلالات

ذات صلة

الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
ميديا بنجامين (حسابها على إكس)

سياسة

تروي ميديا بنجامين اليهودية الأميركية الأكثر شهرة في التضامن مع غزة حادثة قاسية حصلت معها وغيّرت مجرى حياتها لتصبح الناشطة الأبرز في معارضة الحروب.
الصورة
مخيم جباليا يعاني من دمار واسع، 1 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

أعلنت لجنة طوارئ البلديات، في شمال قطاع غزة، اليوم الأحد، أن منطقة جباليا وبلدة بيت حانون شمالي القطاع، أصبحتا "مناطق منكوبة"، نتيجة الحرب.
الصورة
أطفال ينتظرون في الطابور للحصول على طعام في دير البلح، 28 مايو 2024(الأناضول)

مجتمع

أطلقت أكثر من مئة منظمة مجتمع مدني ونقابة فلسطينية، اليوم الأربعاء، نداء عاجلاً للمطالبة بإعلان غزة منطقة منكوبة بالمجاعة والتلوث البيئي وانتشار الأمراض.
المساهمون