عودة قضايا مايكل جاكسون الجنسية إلى الواجهة

10 ابريل 2015
بعض الجرائد تبرئ جاكسون عام 2005 (Getty)
+ الخط -


أفادت تقارير صادرة عن محامي ضحايا الاستغلال الجنسي، بأنّ المغني الراحل مايكل جاكسون كان قد عمد إلى دفع مبالغ مالية طائلة لتغطية أفعاله المشينة بحق الصبيان الصغار.

في المقابل، نفى هوارد ويتزمان، وهو محامٍ من وكالة جاكسون، تلك التهم، وأشار في حديثه الصادر في 6 إبريل/ نيسان 2015، إلى أنّه يعلم أنّ التقارير الأخيرة بحقّ جاكسون مزوّرة، ولا يوجد أي دليل يثبت صحّتها، متأسّفاً على جاكسون الذي لم يسعفه الموت للتخلّص من تلك الإشاعات. وأكّد ويتزمان أنّه على ثقة بأنّ الحقيقة ستظهر في نهاية المحاكمات، كما حدث عام 2005، حين برّأ القاضي، جاكسون من جميع التهم المنسوبة إليه.

توفي جاكسون في العام 2009، نتيجة جرعة زائدة من عقار بويوفول. المغني، الذي عُرف بلقب ملك البوب، لما قدّمه إلى عالم الموسيقى والرقص من تجدّد، ولمع نجمه لأكثر من أربعة عقود كشخصية عالمية شهيرة، وما زالت ألبوماته وأغانيه تلقى رواجاً حول العالم لغاية يومنا هذا.

ربّما تكون نجومية جاكسون أو ثراؤه سببين رئيسيين في إلصاق التهم به، أو قد يكون مغتصب أطفال بالفعل. بيد أنّ محاكمته التي بدأت عام 2003، انتهت بتبرئته من جميع التّهم المنسوبة إليه.

رحل جاكسون وصمدت ألبوماته في الساحة الغنائية تطرب ملايين الأشخاص عبر العالم. وفي المقابل، صمد ضحايا جاكسون ورفضوا الاستسلام، وفتحوا ملفّات قضايا الاستغلال الجنسي من جديد، مطالبين بالتعويض.

اليوم، يرى معظم الناس أنّ جاكسون رمز لملك البوب وشخصية مشكوك بماضيها في استغلال الأطفال. بعضهم يعجز عن تصديق الأمر والبعض الآخر يؤمن به. بيد أنّ محامي ضحايا مايكل، كشفوا عن تقارير تثبت أنّ جاكسون دفع ما يقارب مئتي مليون دولار أميركي (134 مليون باوند) لإسكات عائلاتهم.

فيما أعاد ويد روبسون وجيمس سيفشاك، عام 2014، فتح ملفات الاستغلال الجنسي الذي تعرّضا له على أيدي جاكسون، لإثبات ما عجز عنه الكثير من ملاحقي جاكسون، وتقديم أدلّة كافية للمحكمة تؤدي إلى إدانته وتثبت أنّه استغلّ الأطفال بشكل منتظم. وافقت المحكمة على البحث مجدّداً في قضية جاكسون في شهر مارس/ آذار 2015، على الرغم من اعتراض محامي وكيل جاكسون الذي لفت إلى أنّ الوقت متأخر جداً للغوص في اتهامات تعود إلى عشرين عاماً، إضافة إلى وفاة المتّهم منذ سنوات.

في المقابل، طالب روبسون، الذي شغل منصب مدير الرقص لدى المغنية والممثّلة الأميركية الشهيرة بريتني سبيرز والمغني الأميركي جاستن تمبرليك وسيفشاك الذي ظهر ذات مرّة في إعلان بيبسي التجاري، بتعويضات تأديبية من وكالة عقارات جاكسون.

وفي السياق عينه، صرّح روبسون أنّه تعرّض للاستغلال الجنسي بين عامي 1988 و1992، أي منذ أن كان في سن السابعة لغاية الرابعة عشرة من عمره، وكان جاكسون يناديه بـ"ابني". ويُقال إن روبسون (32 عاماً)، وسيفشاك (36 عاماً)، سيتمكنّان من التبليغ عن قضايا سابقة وتقديم عدّة براهين تثبت المبالغ المالية التي دفعها جاكسون لعائلات ضحاياه مقابل صمتهم عمّا فعله بأبنائهم. كما يزعم المحامون أنّ جاكسون وزّع مبلغ 200 مليون دولار، ليس فقط على ضحيّة أو اثنتين بل على 20 من ضحاياه.

أمّا سيفشاك، الذي التقى نجم البوب العالمي عام 1987، حين كان في الثامنة من عمره، فسيشهد أنّ جاكسون استغلّه بشكل مستمرّ لمدّة عام كامل، بعد أن وقّع على شيك يزيد عن مليون دولار وقدّمه لوالده. من جهة أخرى، يزعم محامو دفاع سيفشاك أنّ جاكسون أقام مراسم زفاف سريّة مع الصبي الصغير باعتباره العروس، وقدّم له شهادة زواج كتذكار. لم تتوان والدة جاكسون، كاترين، عن سؤال سيفشاك عن طبيعة العلاقة التي جمعته بابنها، وإن كان قد حدث أي أمر بينهما.

ردّ محامون سيفشاك أنّ جاكسون بذل جهوداً ناجحة لاستغلال سيفشاك جنسياً، وإقناعه أنّ أعماله الشنيعة هي نتيجة مشاعر الحب التي تجمعهما، وانطلت الخدعة على سيفشاك الذي خضع لما يشبه غسيل الدماغ. وأضاف محامو سيفشاك أنّ الأخير تعرّض لما يزيد عن مئة مرّة من الاستغلال الجنسي من قبل جاكسون.

وشهد روبسون، في محكمة جاكسون عام 2005، أنّه شارك المغني السرير ذاته لمدّة عام على الأقل، ونفى في ذلك الوقت تعرّضه للاستغلال. "لقد عشت في صمت وإنكار لمدّة 22 عاماً"، قال روبسون، وأضاف أنّ بلانكا فرانشيا، خادمة جاكسون، ستؤكّد شهادته لأنّها أقسمت على قول الحقيقة. ويتوقّع روبسون أن تعترف أنّها شاهدت الصبي شبه عار في السرير مع جاكسون. أمّا سيشفاك، فصرّح أنّه أخيراً تمكّن من استيعاب بشاعة العلاقة التي جمعته بجاكسون، بعد خضوعه لعلاج نفسي مكثّف وطويل.

في المقابل، جاكسون، الثري والشهير الذي عشقه الملايين حول العالم، وقام بأعمال خيرية شتّى كفيلة بإبعاد الشبهات عنه، أنكر خلال المحاكمات السابقة بشدة قيامه باستغلال الأطفال. وتظهر بعض التسجيلات تهرّبه من معظم الاستفسارات أو التحقيقات التي تدور حول علاقته بالأولاد الصغار، وتأكيده على عدم إلحاق الأذى بأي طفل على الإطلاق.

وتعود التسجيلات هذه إلى عامي 1990 و2000، وتتضمّن فيديو يظهر فيه جاكسون ينطق كلماته ويغط في النوم، وسيعرض الفيديو في المحكمة المدنية التي ستنعقد في وقت لاحق من هذا العام.

وبما أنّ المحكمة مدنية لا جنائية، فسيتم الكشف عن براهين تثبت أنّ ممثلي النيابة العامة منعوا من المرافعة أو التقديم سابقاً. ما يعني السماح للثنائي روبسون وسيشفاك بالغوص بتفاصيل قضايا الماضي والكشف عن التسويات التي أجريت على حساب استغلال الأطفال، بما فيها قضية جوردي شاندلر (13 عاماً)، التي دفع فيها جاكسون أكثر من 40 مليون دولار، ثمناً لاستغلاله شاندلر.

وأفادت مصادر قضائية بأنّ كلّ تلك الأمور مجتمعة، لا بد أن تؤثّر على هيئة المحلفين، وخصوصاً في محكمة مدنية، حيث لا يعتمدون على شكوك منطقية بل يكتفون بترجيح الأدلة. ويبقى اليوم أن تقرّر محكمة لوس أنجلوس العليا براءة جاكسون أو إدانته.
المساهمون