مواهب خارقة

23 يونيو 2015
الطاقة بشرية تحتاج للاستثمار(فاضل سنا/ا.ف.ب)
+ الخط -
بين أناس عاديين ينامون ويصحون ويشتغلون ويأكلون مثل كل البشر، تبرق مواهب لأشخاص لا يشبهون غيرهم، يسميهم بعضهم "نوابغ"، وآخرون يصفونهم بالمواهب الخارقة، وفي جميع الأحوال هم أشخاص لديهم مَلكات لا توجد عند آخرين، وذلك في العديد من المجالات المختلفة.

وفي المغرب يسطع نجم "عباقرة" يمتلكون مواهب غير اعتيادية، بعضهم تألقوا في امتلاك ذاكرة حديدية في الحفظ، أو إنجاز الحسابات الرياضية المعقدة، وبعضهم الآخر أبدع في الرسم والفن التشكيلي، بينما برع شباب مغاربة في اختراعات مبهرة، لكن كثيرا منهم يحتاجون العناية، من جراء الإهمال الذي يطاولهم.

"الماط".. آلة حاسبة بشرية
حميد قريقيبة "الماط" هو لقب اشتهر به شاب مغربي من مدينة فاس، وسط البلاد، عُرف بقدرته المبهرة على إنجاز العمليات الحسابية الكبيرة والمعقدة، حتى أن سرعة أجوبته لهذه الأسئلة جعلته ينجزها أسرع من الآلة الحاسبة نفسها، وهو ما أثار إعجاباً متنامياً بقدرة هذا الشاب.

ويقول "الماط"، نسبة إلى مادة الرياضيات "ماثماتيكس"، إنه شخص مصاب بمرض التوحد الخفيف، ويعتقد أنه أحد العوامل التي أدت إلى نبوغه في مادة الرياضيات، مضيفا أنه منذ صغره اكتسب هذه المهارة التي صقلها إلى أن أصبحت "نبوغا" في العمليات الحسابية حتى المعقدة منها.

ويصف حميد، في عقده الثالث، نفسه بأنه شخص موهوب، كما أنه يقبل نعته بالنابغة أو العبقري، حيث يبدو واثقا من نفسه بشكل كبير، ولا يتردد في قبول كل من يتحداه بطرح عمليات رياضية صعبة، وإيجاده الجواب الصحيح في ثوان معدودات حتى قبل إدراج العملية في الآلة الحاسبة الإلكترونية.

إقرأ أيضاً: المغرب: الكوميديا تحتل شاشات رمضان

وتتهافت العديد من وسائل الإعلام المغربية والعربية، وحتى الدولية أيضاً، على استكشاف نبوغ حميد قريقيبة، في مجال الحسابات والعمليات الرياضية، بل إنه تلقى العديد من العروض المغرية خارج البلاد، من أجل الاشتغال في شركات لها صلة بمجال حميد، لكنه رفضها" وفق روايته.
ورغم ترشحه لولوج كتاب "غينيس" للأرقام القياسية العالمية، بفضل سرعته المذهلة في إنجاز عمليات حسابية صعبة، وبنتائج صحيحة، ورغم كل الهالة الإعلامية المحاطة به، فإن حميد لا يزال يربض في مقاهي مدينة فاس، ويتجول في دروبها، ويمتهن حرفا مؤقتة بسيطة حتى يستطيع العيش.

"المومو".. ذاكرة خارقة
وإذا كان حميد قد أدهش المغاربة وغيرهم أيضا بقدرته المذهلة في إنجاز عمليات رياضية صعبة في ذهنه، وفي وقت زمني وجيز جداً، فإن الحبيب مومو، (35 سنة)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، قد أثار إعجاب ملايين المشاهدين الذي رأوه في برامج لقنوات عربية يستظهر القرآن الكريم بذاكرة فولاذية غير عادية.

ويستطيع مومو، الذي يتحدث بصعوبة بالغة بسبب إعاقته، أن يجيب بسرعة بالغة عن مكان الآية القرآنية، ورقمها، والسورة التي توجد فيها، وأيضا في أي سطر من السورة توجد تلك الآية، حيث إنه يحفظ القرآن الكريم بتفاصيله، وآياته المتشابهات الصعبة، وأرقامها، ومواضعها.

ويقول أحد أفراد أسرة مومو لـ "العربي الجديد" إن ما يتمتع به هذا الشاب خارق للعادة، وبأن ذلك عطاء ومنحة من الله وهبها له، لأن حفظ الآيات بكل تلك الذاكرة القوية، وتذكر أرقام الآيات، ومواضعها في المصحف، لا يمكن أن يتأتى لأي شخص، بل هم أشخاص نادرون في العالم من يمكنهم ذلك.

وأوضح قريب مومو بأن هذا الأخير يعيش حياة عادية رغم إعاقته على مستوى الحديث، وعلى مستوى أطرافه أيضا، مضيفا أنه يلعب كرة القدم مع أصدقائه، مشيرا إلى أنه قبل سنوات قليلة كان مومو نجم الشاشات التلفزيونية بعد أن نشرت قصته.

مواهب أخرى
وفي المغرب أيضا طاقات ومواهب غير اعتيادية، ومن ذلك الطفلتان أسماء هبة وغيثة الخمليشي، اللتان أدهشتا العالم الفني بموهبتهما الفذة في الفن التشكيلي، حيث بدأتا رسم لوحات تشكيلية كمبهرة منذ السنوات الأولى من حياتهما، بتشجيع من بيئتهما العائلية، باعتبار أن والدهما فنان تشكيلي.

وسبق للطفلة هبة أن رسمت لوحة تشكيلية، وهي في الثالثة من عمرها فقط، بيعت حينها بمبلغ ناهز 15 ألف دولار في فرنسا، حيث نالت إعجاب الجمهور والنقاد الفنيين على السواء، كما حصلت الطفلتان معا على جائزة دولية قبل سنوات قليلة في الإمارات، لتتفوقا على دول معروفة بتاريخها العريق في الفنون التشكيلية.

ويوجد مخترعون مغاربة شباب حظوا بإشادة متخصصين في مجال الاختراعات، ومن هؤلاء المخترع الشاب، عبد الله شقرون، الذي فاجأ العالم باختراعه الهاتف الموصل للرائحة، فضلا عن أزيد من 35 اختراعا في المجال العسكري.
دلالات
المساهمون