السينما تعيش أزمتها في زمن كورونا

26 مارس 2020
الدور السينمائية مقفلة حول العالم (فرانس برس)
+ الخط -

مع الاستغناء عن مواعيد تصوير وإغلاق صالات العرض وإرجاء مهرجانات كبرى، يحاول قطاع السينما كسائر القطاعات الإنتاجية في العالم التكيف مع الأزمة الصحية غير المسبوقة في التاريخ الحديث، المتأتية من تفشي وباء كورونا المستجد.

اعتمدت شركات الإنتاج أو التوزيع السينمائي تدبيراً أساسياً هو إرجاء عرض الأفلام المقرر طرحها في الصالات العالمية في الربيع، ومن بينها فيلم "نو تايم تو داي" No Time to Die أحدث أفلام "جيمس بوند" الذي أرجئ إلى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي الولايات المتحدة، أرجات "ديزني" أيضاً النسخة الجديدة من فيلم "مولان" Mulan الذي عُرض سنة 1998. كذلك أرجأت شركة "يونيفرسال" الجزء التاسع من أفلام "فاست أند فيوريوس" Fast and Furious حتى العام المقبل. أما "ووندر وومان 1984" Wonder Woman 1984، فبات مقرراً طرحه في الصالات في أغسطس/آب بدل يونيو/حزيران.

وتطاول قرارات الإرجاء قطاع السينما في فرنسا، حيث يقول رئيس اتحاد مشغلي الصالات السينمائية الفرنسية، ريشار باتري، إنه "يجب إعادة برمجة مجمل مواعيد طرح الأفلام، لأن الصالات كلها متوقفة، كذلك الأمر بالنسبة إلى عمليات التصوير ومراحل ما بعد الإنتاج والدبلجة وما إلى هنالك".

مع ذلك، لن ينعكس هذا الوضع ازدحاماً في أفلام الخريف، لأن بعض الأعمال المعلن عنها سابقاً قد لا تكون جاهزة في تلك الفترة.

وقد اهتزت هوليوود إثر النبأ، الصادر الإثنين، عن عرض "نتفليكس" فيلماً كوميدياً رومنسياً من إنتاج "باراماونت" من دون طرحه في الصالات السينمائية، في ظل التوجس القائم أصلاً في عاصمة السينما العالمية من تنامي حضور منصات البث التدفقي.

ولجأت بعض شركات الإنتاج إلى خدمة الفيديو عند الطلب بسبب إغلاق الصالات، من خلال طرح أفلام أعاقت أزمة فيروس كورونا مسارها. وهذه حال "يونيفرسال" التي تتيح مشاهدة "ذي إنفيزيبل مان" The Invisible Man، من بطولة إليزابيت موس و"إيما" Emma و"ذا هانت" The Hunt، لمدة 48 ساعة مقابل 20 دولاراً أميركياً.

كذلك، تعتزم شركة الإنتاج طرح "ترولز وورلد تور" Trolls World Tour بصورة متزامنة في صالات السينما وعبر خدمة الفيديو على الطلب. غير أن هذا الحل صعب التحقيق في فرنسا التي تفرض قوانينها ضرورة التزام فارق زمني لأربعة أشهر بين طرح الأعمال في صالات السينما وعرضها عبر خدمات الفيديو على الطلب. وقد جرى مع ذلك تخفيف القيود من خلال السماح بإصدار الأعمال عبر خدمة الفيديو عند الطلب، بعد درس "كل حالة على حدة"، اعتبارا من 14 مارس/آذار في إطار قانون الطوارئ.

ورغم الأزمة التي تعصف بقطاع السينما راهناً، فإنها تشكل مناسبة لعشاق السينما لإعادة مشاهدة أفلام قد لا تكون حديثة. وإضافة إلى المنصات المعهودة في هذا الإطار، أي خدمات "نتفليكس" و"أمازون" و"آبل تي في"، انضمت خدمات أخرى إلى المنافسة، آخرها "ديزني بلاس"، التي انطلقت في سبعة بلدان أوروبية هذا الأسبوع.

كذلك، تتيح منصة "موبي" التي تتخذ مقراً لها في لندن، والمحببة لدى طلاب السينما ومارتن سكورسيزي أيضاً، الاشتراك لثلاثة أشهر مقابل جنيه إسترليني واحد. وتقدم شهرياً مجموعة متنوعة تضم ثلاثين فيلماً يمكن مشاهدتها من المشتركين، بينها "إنديا سونغ" India Song لمارغريت دوراس.

وفي إيطاليا، أتاحت مكتبة السينما في ميلانو مجموعتها الكاملة مجاناً بشرط الاشتراك عبر الإنترنت، كما أن موقع "مايموفيز" يتيح مشاهدة خمسين فيلماً للتشجيع على البقاء في المنزل. كذلك، يمكن لمحبي الأعمال النادرة تصفح موقع "أوبن كالتشر" الذي يضم أكثر من ألف فيلم متاح مجاناً على الشبكة بعدما باتت ملكاً عاماً.

(فرانس برس)

المساهمون