علماء يحلّون لغز آلية ترميم الأسماك المذنّبة لجروحها

30 سبتمبر 2018
الأسماك المذنبة (Getty)
+ الخط -

ليست مشكلةً كبيرة إذا فقدت الأسماك المذنّبة أيّ جزء من جسدها، إذْ إن الترميم والاستبدال لا يحتاجان سوى إلى بضعة أسابيع. وهي العملية التي أصبحت لغزاً يحيّر العلماء والباحثين لفترة طويلة. وتكهَّن البعض، على سبيل المثال، بأن ثمة خلايا سمّوها "الخلايا المعجزة"، هي التي تقوم بعملية الشفاء.

مؤخراً، قام فريق بحث دولي بالتحقق والبحث بعناية في كل مناطق أجسام الأسماك المذنّبة،  المتوقع أن تكون مسؤولة عن هذا التجديد المذهل. ومع ذلك، لم تشر النتائج إلى أي "خلايا معجزة" أو "خلايا سحرية"، بخلاف التكهنات. وأكد الفريق أن الخلايا العادية في الأنسجة الضامة هي المسؤولة عن الترميم وتشكيل عضوٍ جديد بالكامل. وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة "العلوم" Science العلمية المحكمة.  

وأشارت نتائج الدراسة، إلى أنّ هذه الأنواع من الخلايا موجودة لدى كل أنواع الثدييات تقريباً، بل هي موجودة عند الإنسان أيضاً، ويعد هذا الاكتشاف مدهشاً حقاً. لكن الفرق هو أنَّ هذه الخلايا تكون مسؤولة عند الإنسان على ترميم الندوب، فيما هي قادرة على صناعة عضو جديد كامل عند الأسماك المذنّبة.


وأكد الباحث المشارك في الدراسة توبياس جربر من جامعة لايبزغ، أنّ "هذه الخلايا، تتراجع من كونها خلاية تمايزية وتخصصية، أي تكون خلايا خاصّة بعضو معين. وتصبح خلايا غير متمايزة قادرة على أن تتشكل لتصبح على هيئة أي عضو، ضعيفة التمايز والتخصص، بحيث تكون قادرة على التمايز والتخصص عند الحاجة إليها. إنها مثل مواد البناء الخام الموجودة في الجسم دوماً كطاقة احتياط قادرة على أن تسلك خطاً تمايزياً معيناً". ونجد هذه الخلايا عند الإنسان عند الجنين في المراحل الأولى بكثرة.  

وسيساعد هذا الاكتشاف علماء الوراثة، في إعادة برمجة الخلايا البشرية المسؤولة عن التجديد، بحيث لا تكون قادرة فقط على ترميم الندوب، بل تصبح قادرة أيضاً على تشكيل أعضاء جديدة بالمعنى الحرفي للكلمة، لأنَّ أوجه التشابه بين خلايا الأسماك المذنّبة والخلايا البشرية كثيرة جداً.

 
المساهمون