الرقيب يخشى المنتج في مصر.. وليس العكس

19 مايو 2015
ملصق فيلم "سكّر مرّ"
+ الخط -

فشل "جهاز الرقابة على المصنفات المصرية" في مصر، المتمثّل في كل من "لجنة المشاهدة" وعبد الستار فتحي، مدير الجهاز، في إعطاء تصريحات نهائية بعرض بعض الأعمال السينمائية، واضطر إلى مشاهدتها أكثر من مرّة، لوضع القرار النهائي، بعد أن تراجع في مواقف هزلية، متخلّياً عن صرامته مع صناع الأعمال.

ما يعني تبدّل القاعدة، وانقلاب اللعبة، فبعد أن كان صناع الأفلام يخشون من الرقابة، ويعملون لها ألف حساب، يحدث العكس.

من أحدث الأفلام التي أثارت هذه الأزمة، فيلم "أولاد رزق"، الذي يقوم ببطولته الفنان المصري أحمد عز، العائد بعد غياب عامين عن الساحة السينمائية، ويشارك إلى جواره كل من الفنانَين عمرو يوسف وأحمد الفيشاوي، عن قصة للمؤلف صلاح الجهيني، ومن إخراج طارق العريان.

وشاهدت "لجنة المشاهدة" الفيلم منذ أيام، وقرّرت أن تمنحه شعار "للكبار فقط" أو "عائلي تحت 16 عاماً"، وهي شعارات مستحدثة في الرقابة، ولم يسبق أن تمّ منح فيلم شعار "عائلي تحت 16 عاماً" على الإطلاق.

وبعد اعتراض صنّاع الفيلم على تصنيفه المذكور، اضطر الرقيب، في موقف متذبذب، أن يعيد مشاهدة العمل مع اللجنة مرّة أخرى، للوقوف على القرار النهائي، ليتمّ منح التصريح له، علماً بأنّ الرقيب لم يعلن أن هذا هو السبب الحقيقي لعدم التصريح بالعرض، بل قال إن هناك اختلافاً في الآراء بين أعضاء اللجنة التي شاهدت الفيلم.

الحصيلة النهائية أنّ الفيلم سيكون جاهزاً للعرض في دور العرض المصرية في موسم الصيف السينمائي، الذي يبدأ الصراع عليه بداية من شهر يونيو/حزيران المقبل.

تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الأشقّاء، يشكلون عصابة متضامنة قوية ويعملون في المجال الإجرامي، ولكنهم تعاهدوا أن يتركوها ذات يوم. وذات عمليةٍ فاشلة تتفجّر الخلافات الدفينة بينهم، فيتركهم الشقيق الأكبر والعقل المدبّر لهم، ليقع الباقون في صفقة مرعبة مع تاجر مخدرات، ثم يتعرّضون للخيانة، وتطاردهم الشرطة في حبكة غامضة ومشوّقة.

سكّر مرّ
الموقف المتذبذب نفسه اتّخذته الرقابة أيضاً مع فيلم "سكر مرّ"، الذي يخرجه هاني خليفة، ويقوم ببطولته كلّ من الفنانين أحمد الفيشاوي وشيري عادل وعمر السعيد وآيتن عامر وهيثم أحمد زكي وكريم فهمي وأمينة خليل، وهو من تأليف محمد عبد المعطي. فقد عُرض الفيلم على لجنة الرقابة منذ أيام وتمّ تصنيفه "للكبار فقط"، لاحتوائه "على ألفاظ خارجة" وفق تعبير الرقيب، مع تأكيده انّه لا يحتوي على أي مشاهد غير لائقة.

فما كان من صنّاع العمل إلا أن اعترضوا على هذا التصنيف، وطلبوا من الرقيب أن يصنّف الفيلم تحت مسمى "إشراف عائلي"، فتراجع الرقيب عن قراره، وقرّر إعادة مشاهدته من جديد مع "لجنة المشاهدة" التي تراجعت عن قرارها النهائي، فذهب الفيلم إلى لائحة الأفلام المدرجة لعروض الموسم السينمائي الصيفي.

وكان "البوستر" الدعائي للفيلم قد طُرح منذ أيام، وحقّق في الأيام الثلاثة الأولى نسبة مشاهدة وصلت إلى سبعمئة وخمسين ألف مشاهد عبر "فيسبوك" وحده.


اقرأ أيضا:"جمهورية إمبابة" في دور العرض.. للكبار فقط
المساهمون