نور الشريف عرّاب المواهب الجديدة

12 اغسطس 2015
عراب المواهب الجديدة (فيسبوك)
+ الخط -
رصيد سينمائي وتلفزيوني ومسرحي كبير لا ينساه تاريخ الفن في مصر والعالم العربي. هذا التاريخ كتبه بأنامله، نور الشريف هذا العبقري المثقف الممثل والمخرج والمؤلف والمنتج، اقتحم مجالات عدة برع فيها ولكن علا نجمه كممثل بشكل أكبر.
نور الشريف هو محمد جابر لاعب كرة القدم في أشبال نادي الزمالك، الذي ترك كرة القدم رغم حصوله على العديد من الجوائز، ورغم إشادة كل من شاهده، وقدمه ممسكة بكرة القدم وأكدوا أنه سيكون في غضون سنوات لاعباً محترفاً. لكن رغم كل هذه الإشادات والنجومية التي حققها في ناديه إلا إنه أختار أن يسير في طريق آخر، طريق لم يدرك أين سينتهي. لكنه مشى حتى أصبح نجماً مصرياً كبيراً.


لم يكن دخول نور الشريف التمثيل من باب المصادفة، بل كان بتخطيط وترتيب منه، فدخل في البداية بناءً على رغبة والده كلية التجارة. وبعد عام واحد تركهاً رافضا عالم الأرقام والحسابات، واختار أن يتقدم بأوراقه للمعهد العالي للفنون المسرحية. وبالفعل وجد نور نفسه بين كتب التمثيل والإخراج، وعالم الكاميرات، والإضاءة ونجح بتفوق في كل عام وقدم على خشبة المسرح العديد من العروض المسرحية متقناً فن الإلقاء بشكل أدهش الجميع.


تخرج نور وكان اللقاء الأول له مع جمهوره مباشرة من خلال العرض المسرحي، "الشوارع الخلفية" للمخرج سعد أردش الذي كان قد شاهده في بعض العروض في المعهد. يومها نال نور الشريف تصفيق الجمهور وإشادة سعد أردش الذي قال له إنه سيكون صاحب حظ وفير في الفن وسيعلو اسمه وشأنه.


وأثناء هذا العرض شاهده المخرج كمال عيد، فأعطاه دوراً في مسرحية "روميو وجوليت" ورغم صغر مساحة الدور، إلا أن هذا العمل كان بمثابة فاتحة الخير عليه، حيث وبالصدفة شاهدة النجم عادل إمام فجلس معه وأعجب كثيراً بموهبته وقال له إنه يريى فيه نجماً صاعداً. هذا وجه إمام بأن يرتّب له لقاءات بأهم مخرجي مصر في ذاك الوقت، وهو حسن الإمام. ظن الشريف أن عادل إمام كان يقول له كلاماً في الهواء. لكن "الزعيم" وفى بوعده، وتقابل الثلاثي سوية، وفي نهاية الجلسة فاجأ حسن الإمام الاثنين بقوله لنور الشريف: "تعلالي بكرا المكتب... ليك دور عندي". لم يملك نور نفسه من السعادة وذهب إليه في الموعد المحدد، وكانت المفاجأة الكبرى أن الدور في إحدى ثلاثيات نجيب محفوظ وهو فيلم "قصر الشوق"، ومن هنا بدأت حكاية نجم تغير اسمه من محمد جابر إلى نور الشريف.

هذه كانت بداية نور الشريف التي لم ينسها، ولم ينس أن عليه واجب دعم المواهب الجديدة، هو الذي قال في وقت سابق إنه يؤمن "بضرورة أن يكون هناك تواصل بين الفنان صاحب التاريخ والممثل الذي يبحث عن فرصة، فكم من مواهب فنية مهدور حقها تماماً في مصر فلابد من الكشف والتنقيب عنها في أي مكان".
استطاع نور في مسلسل "الدالي" بأجزائه الثلاثة أن يكتشف عدداً من الوجوه منها إيناس كامل، وأحمد صفوت وابنته مي التي كان هذا هو العمل الأول لها.

دلالات
المساهمون