انتقد عدد كبير من الفنانين والمؤثرين والشخصيات التلفزيونية ونجوم الرياضة الإيرانيين، الحكومة الإيرانية علنًا بعد إنكارها لأيام إسقاط طائرة ركاب أوكرانية هذا الشهر.
وكتبت غيلاري جباري، المذيعة في شبكة "إسلاميك ريبابليك أوف إيران" الرسمية الحكومية، في منشور شاركته على "إنستغرام" يوم الإثنين الماضي ثم حذفته لاحقًا: "أعتذر عن الكذب عليكم لمدة 13 عامًا"، وفقًا لموقع "إن بي سي نيوز".
وقالت جباري مقدمة برنامج "غود مورنينغ إيران"، في إشارة إلى الإيرانيين الـ 82 الذين كانوا من بين 176 راكبًا قُتلوا في حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية: "كان من الصعب عليّ أن أصدّق أنّ شعبي قد قُتل".
وأنكرت إيران في البداية أنّ صاروخًا أصاب الطائرة، في 8 يناير/كانون الثاني بعد وقت قصير من إقلاعها من العاصمة طهران، قبل أن تعترف لاحقًا بأنها أسقطتها بخطأ غير مقصود؛ ففي خطوة نادرة، اعترف التلفزيون الرسمي بأن احتجاجات مناهضة للنظام تجري، بعد أشهر من احتجاجات أكبر بكثير جرت في أنحاء البلاد في تشرين الثاني/نوفمبر تم قمعها بشكل دموي وسط تعتيم شبه كامل على الإنترنت.
Facebook Post |
وخرج العديد من الطلاب والإيرانيين من الطبقة الوسطى، إلى الشوارع احتجاجًا على ذلك، في حين استخدم المشاهير نفوذهم لإيصال احتجاجهم، وكان من بينهم المخرج السينمائي البارز مسعود كيمياي، والممثلان نافيد محمد زاده وتارانه عليدوستي، الذين أعلنوا مقاطعتهم لمهرجان الفجر الدولي، الذي يعتبر أهم مهرجان سينمائي بإيران.
Facebook Post |
وكان المخرج والممثلان من بين 14 مخرجًا وممثلًا وموسيقيًا، أطلقوا بيانًا قدموا فيه تعازيهم لمن فقدوا أحباءهم في حادثة الطائرة، وذكرت صحيفة "أرمان ميلي" الليبرالية أنهم انتقدوا السلطات أيضًا، وطالبوها بشرح لتأخرها في الاعتراف بالمسؤولية.
وكتبت عليدوستي التي تعتبر من أشهر الممثلات في إيران، والتي أدت دور البطولة في فيلم "ذا سيلزمان" المرشح للأوسكار، في منشور شاركته على "إنستغرام" ثم حذفته أيضًا: "لسنا مواطنين، نحن أسرى، ملايين الأسرى".
وشاهد أكثر من 3 ملايين شخص خلال أيام، تسجيل فيديو قصيرًا نشره الممثل نافيد محمد زاده ونال استحسان نجوم إيرانيين آخرين، ويتحدث التسجيل القصير من فيلمه "شيبل" (1918) عن الخيار الصعب الذي يواجهه العديد من المعارضين، وهو إما أن يبقوا في البلاد وينادوا بالتغيير رغم المخاطر، وإما ان يغادروا البلاد وينضموا إلى العقول التي هجرتها.
ويتحدث التسجيل القصير من فيلمه "شيبل" (1918) عن الخيار الصعب الذي يواجهه العديد من المعارضين، وهو إما أن يبقوا في البلاد وينادوا بالتغيير رغم المخاطر، وإما أن يغادروا البلاد وينضموا إلى العقول التي هجرتها. وتقول الشخصية التي يمثلها نافيد محمد زاده في الفيلم: "الآن ترون أنني لم أغادر هذا المكان الخرب .. لقد بقيت وسأجعل حياتكم سوداء. لقد بقيت لكي أحصل على حقوقي".
وأوضح أفشين شاهي، البروفيسور المساعد في مجال سياسات الشرق الأوسط بجامعة برادفورد ببريطانيا، أنّ طريقة تعاطي الحكومة الإيرانية مع الحادثة لم تنفعها بشيء، إنما "أكّدت الإفلاس الأخلاقي الذي تتهم به الجمهورية الإسلامية"، وأضاف: "خلق القمع والرقابة والمشاكل الاقتصادية التي شهدتها البلاد في السنوات الـ 3 الماضية، أزمة كبيرة وخيبة أمل، فاتسعت الفجوة بين الدولة والمجتمع لأقصى حد".
Facebook Post |
وأكد شاهي أنّ المقاطعة الفنية لمهرجان الفجر، وردود أفعال المشاهير ومن بينهم عليدوستي، أمثلة لإجماع "غير مسبوق" بين أعضاء المجتمع الفني الإيراني، الذين يشعرون بخيبة الأمل والإحباط بسبب الحكومة. وأثار النجم السينمائي شهاب حسيني، المعروف بتعاونه مع المخرج اصغر فرهداي في أفلام عالمية مثل "مندوب المبيعات"، الجدل عبر معارضته مقاطعة مهرجان الأفلام بحسب "فرانس برس".
وأعلنت لاعبة التايكواندو الإيرانية كيميا علي زاده في 11 كانون الثاني/يناير، وهي الرياضية الإيرانية الوحيدة الحائزة على ميدالية أولمبية، أنها غادرت إيران نهائيًا بسبب ما قالت إنه "نفاق" النظام، الذي يهين الرياضيين وفي الوقت ذاته يستغلهم لأغراض سياسية، بحسبها، وكتبت على "إنستغرام": "أنا واحدة من ملايين النساء المضطهدات في إيران، وقد تلاعبوا بي لسنوات".
وفي 12 كانون الثاني/يناير نشر نجم رياضي آخر، هو كابتن فريق الكرة الطائرة سعيد معروف، رسالة حزينة على الرغم من تمكن الفريق من دخول المباريات الأولمبية التي ستجري في طوكيو في عام 2020، وقال: "اليوم وفي هذا المزاج اليائس والحزين، لا يمكننا أن نحتفل بهذا الانتصار وتحقيق حلم عملنا من أجله لسنوات طويلة"، وأضاف: "إنّ سبب يأسنا وحزننا ليس فقط بسبب حداد أبناء بلدنا، ولكن لأننا لا نرى ضوءا في نهاية النفق إلى المستقبل".
وقبل أيام، تردد أنّ حكم الشطرنج الإيرانية شهيرة بايات، التي واجهت اتهامات بانتهاك قوانين اللباس الإسلامي أثناء بطولة العالم في روسيا، قالت إنها تخطط الآن للبقاء بعيدة عن موطنها.