أوضح كبير المحاضرين في الكيمياء الحيوية النباتية في "جامعة وستمنستر"، ستيوارت تومسون، في ورقة بحثية نشرها موقع "ذا كونفيرسيشن"، أن الإجابة تتطلب أولاً فهم كيفية تأثير الإشعاع النووي على الخلايا الحية.
وأفاد تومسون بأن المواد المشعة في تشيرنوبيل "غير مستقرة"، لأنها تطلق باستمرار جزيئات عالية الطاقة وموجات تحطم الهياكل الخلوية أو تنتج مواد كيميائية تفاعلية تهاجم آليات الخلايا. ويمكن استبدال معظم أجزاء الخلية في حالة تلفها، لكن الحمض النووي يعد استثناءً حاسماً. إذ في جرعات الإشعاع الأعلى، يصبح الحمض النووي مشوهاً وتموت الخلايا بسرعة.
وقد تسبب الجرعات المنخفضة أضراراً طفيفة في شكل طفرات تغير الطريقة التي تعمل فيها الخلية، مما يجعلها سرطانية، وتتضاعف بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وغالباً ما يكون ذلك قاتلاً للحيوانات، نظراً لأن خلاياها وأنظمتها عالية التخصص وغير مرنة. مثلاً لا يمكن للإنسان أن يعيش من دون دماغ أو قلب أو رئتين.
في المقابل، تتطور النباتات بطريقة أكثر مرونة وعضوية، إذ كونها لا تستطيع التحرك، ليس لديها خيار سوى التكيف مع الظروف التي تجد نفسها فيها. جميع الخلايا النباتية تقريباً قادرة على إنشاء خلايا جديدة من أي نوع يحتاجه النبات، وفقاً لتومسون.
وعلى الرغم من أن الإشعاع وأنواعا أخرى من تلف الحمض النووي قد تسبب أوراماً في النباتات، إلا أن الخلايا المتحولة لا يمكنها عموماً أن تنتشر من جزء من النبات إلى آخر كما تفعل السرطانات، وذلك بفضل الجدران الصلبة المترابطة المحيطة بالخلايا النباتية. كما أن هذه الأورام ليست قاتلة في الغالبية العظمى من الحالات، لأن النبات يمكن أن يجد طرقاً للتغلب على الأنسجة المعطلة.
وكانت مستويات الإشعاع الطبيعي على سطح الأرض أعلى بكثير في الماضي البعيد عندما كانت النباتات المبكرة تتطور، لذلك قد تعتمد النباتات على عمليات تكيف تاريخية من أجل البقاء.