ويعاني أكثر من ثلثي البالغين الأميركيين من السمنة، ولا يزال العلماء يبحثون عن أفضل الطرق وأكثرها صحية، لمساعدتهم على التحكم بكميات الطعام التي يتناولونها، والتي لا تتعلق فقط بضبط الذات، بل بآليات رئيسية في الدماغ، وفقًا لموقع "ديلي ميل".
ويعتقد الباحثون في جامعة "روكفلر"، أنهم توصلوا إلى طريقة صحية لتجنب الإفراط في تناول المأكولات، من خلال التحكم بخلايا عصبية مسؤولة عن ذكرياتنا المتعلقة بالطعام، وقد نتمكن من خلال ذلك من إعادة تدريب أدمغتنا، وكبح رغبتنا الشديدة بالأكل.
ويطبق حوالي 45 مليون أميركي كل عام، أنظمة غذائية لتخفيض الوزن، وينفقون حوالي 33 مليار دولار على منتجات للتنحيف، على الرغم من عدم وجود طريقة سحرية لتقليل الوزن والحفاظ عليه، ولا يتطلب الأمر مجرد بضعة أشهر من الامتناع عن تناول الكربوهيدرات، بل يتطلب تغيير نمط الحياة بالكامل، وطريقة التفكير بالطعام أيضًا.
وترتبط حالتنا النفسية وعادات تناولنا للطعام، ارتباطًا وثيقًا بالصلة بين الجهاز الهضمي والدماغ، لذلك يعتقد بعض العلماء أن الأنظمة الغذائية قد تكون علاجًا محتملًا للاكتئاب واضطرابات المزاج، إلا أن العلاقة أيضًا تعمل بالاتجاه العكسي، إذ أن طريقة تفكيرنا وما الذي نشعر به، يؤثران بدورهما على طريقة تناولنا للطعام.
واعتقد العلماء لوقت طويل أن الشهية لدى الحيوانات مسألة بسيطة، حيث يرى الحيوان الطعام ويشمه فيرغب بتناوله، وهذا منطقي إلى حد ما من ناحية تطورية، إذ إن الحيوانات والبشر كانوا يأكلون عندما يتوفر الطعام، لكن أدمغة البشر تطورت مع الوقت، للمفاضلة بين الطاقة التي عليهم أن يبذلوها للحصول على الطعام، وبين فائدة الوجبة نفسها، وهذا زاد ميلهم للطعام في زمن تتوفر فيه الوجبات الصحية بالقدر نفسه الذي تتوفر فيه الوجبات غير الصحية.
وتركز الدراسة الجديدة على ميل الإنسان الدائم لتناول الطعام، في الوقت الذي لا يعتبر الإفراط فيه مفيدًا أبدًا، ووجد الباحثون أن إضعاف عمل الدارة العصبية المسؤول عن ذكرياتنا حيال الأكل، قد يساعدنا أكثر على مقاومة رغبتنا الشديدة به.
كما اكتشف الباحثون أن مجموعة من الخلايا العصبية، التي يطلق عليها اسم hD2R، تنبه فئران التجارب بضرورة التوقف عن تناول الطعام، عندما لا يجب أن تأكل على الرغم من توفر الغذاء، وتبين أن تنشيط هذه الدارة العصبية، يؤدي إلى إلغاء تنشيط ذاكرة الحيوانات عن مكان الطعام، عندما يكون متواجدًا بالقرب منهم.
وأوضحت الدكتورة إستافانيا أزيفيدو، المشاركة في الدراسة، أن الروابط الذهنية بين الطعام وموقعه ضرورية للبقاء على قيد الحياة، وتنظم قوتها من خلال نظام المكافأة"، وأضافت: "تمنع هذه الخلايا العصبية التي اكتشفناها، على منع الحيوانات من الإفراط في تناول الطعام، بجعل ذلك أقل متعة كلما أكل أكثر، وبذلك تضبط علاقتها مع الغذاء".
كما أكدت أزيفيدو أن تعزيز عمل خلايا hD2R، قد يؤدي أيضًا لدى البشر، إلى تقليل رغبته في تناول الطعام، وتغيير طريقة تفكيره به، وقالت: "تشير دراستنا إلى أن مناطق المخ المسؤولة عن تكوين الذاكرة، تؤثر على عادات تناول الطعام، لذلك قد يكون ممكنًا من خلال فهم هذا الأمر والتدريب، أن يتعلم الناس تغيير علاقتهم بالغذاء".