"بجعات سوداء" على عرش الباليه الأميركي

09 يوليو 2015
ميستي كوبلاند خلال عرض راقص (Getty)
+ الخط -
أولت الحكومة الأميركية اهتماماً خاصّاً بفنّ رقص الباليه خلال حربها الباردة مع الاتحاد السوفييتي. وعملت الحكومة على تمويل مصممي رقصات الباليه والراقصين الروس الذين ذهبوا إلى مدينة نيويورك في تلك الفترة، وإدخالهم في المشهد السياسي الأميركي.

ففي العام 1963 مثلاً، نُقل راقص الباليه الروسي، رودولف نورييف، على متن طائرة خاصة لتناول الشاي في البيت الأبيض مع جاكلين كينيدي، زوجة الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي.

وكان "مسرح الباليه الأميركي" قدّم نفسه في أربعينيات القرن الماضي كـ"الأفضل في تقديم الباليه الروسي"، ولم يتحوّل الباليه إلى فن أميركي بحت إلّا بعد الحرب العالمية الثانية. سبقته محاولات فاشلة مع سيناريوهات مثل "بيلي ذا كيد" و"بوكاهنتس"، وفقاً لكتاب "ملائكة أبولو" للمؤرخة وراقصة الباليه السابقة جينيفر هومان.

يُعتبر مصمّم الرقصات الروسي، جورج بالانشين، أيضاً مؤسس الباليه الأميركي بشقَّيه الكلاسيكي الجديد والحديث. فقد أنشأ مع صديقه الأميركي، لنكولن كيرستاين، "مدرسة الباليه الأميركي" و"فرقة باليه نيويورك". وكانت خطته: "أربع فتيات وأربعة فتيان بيض، في الـ16 من أعمارهم، وثمانية آخرون، سمر البشرة".

لم تنجح الخطة وعانى الأميركيون من أصول أفريقية من التمييز العرقي داخل مؤسسات الباليه، خصوصاً النساء. فمثلاً عندما انضمت رايفين ويلكنسون إلى شركة "باليه روسيه دو مونتي كارلو" في 1955، وكانت راقصة الباليه السوداء الوحيدة في المؤسسة، طُلب منها أن تطلي وجهها بماكياج أبيض، وأن تقف بجوار الراقصات الأجنبيات، وأن تدّعي أنها إسبانية حتّى تندمج مع الآخرين. لم يتغير الأمر كثيراً في السنوات اللاحقة.

لم تبالغ وسائل الإعلام الأميركية حين قالت عن الراقصة ميستي كوبلاند (32 عاماً) إنّها "تصنع التاريخ"، بعدما باتت كوبلاند، الأسبوع الماضي، أوّل راقصة "أولى" سوداء في "مسرح الباليه الأميركي" منذ 75 عاماً. واعترفت أنّها عاشت "لحظات شكّ"، ففكّرت في التوقف عن رقص الباليه بسبب لون بشرتها.

اقرأ أيضاً: باليه في الضفة

كوبلاند لم تشارك فقط في أكثر الأعمال تحدياً مثل "بحيرة البجع" أخيراً، بل أيضاً صوّرت أفلام دعاية تجارية لشركتي "Dr Pepper " و" Coach " وغيرهما. وظهرت على غلاف مجلة "تايم" الأميركية في أيار/مايو الماضي، وأُدرجت ضمن قائمة "الشخصيات النسائية الأكثر نفوذاً". رغم أنّه لم تظهر شخصية راقصة على غلاف "تايم" منذ 1994. وصدرت سيرة حياتها في كتاب "راقصة باليه غير عادية" في 2014، وظهرت في فيديو لشركة Under Armour الذي حقّق خلال أسبوع واحد أربعة ملايين مشاهدة على يوتيوب.

وكوبلاند ثاني امرأة سوداء تصل إلى هذا المنصب في الولايات المتحدة. فلورين أندرسون سبقتها في "هيوستن باليه" العام 1990. وقد كانت مسيرة الراقصين السود أقلّ صعوبة بسبب النقص الدائم في راقصي الباليه الذكور مقارنة بالإناث. وقد حققوا نجاحات مهمّة. نذكر منهم آرثر ميتشيل في 1955 وألبرت إيفانز في 1995.







دلالات
المساهمون