واشتهرت ماري كوري، بعلاقتها الناجحة مع زوجها بيير كوري، الذي عمل معها جنبًا إلى جنب، ليكتشفا سوية عنصري البولونيوم والراديوم، ويحصلا مشاركة على جائزة نوبل في الفيزياء، إلا أن علاقة أخرى فاشلة خلف الستار، كادت أن تودي بحياة كوري العلمية والمهنية.
فيما يلي سيطلعكم "العربي الجديد"، على تفاصيل قد لا تعرفونها من حياة كوري، وكيف تحول الحب من شباك تشدها نحو الهاوية، إلى دافع لنجاح غير مسبوق، وفقًا لموقع "فاكتينيت":
عالم رياضيات تخلى عن كوري
عانت كوري من الضيق المادي في الفترة المبكرة من حياتها، وقبل التحاقها بالجامعة، نتيجة خسارة والديها ممتلكاتهما، بعد انخراطهما بالعمل الوطني في بولندا، مما اضطرها لعقد اتفاق مع أختها برونيسلافا، نص على أن تسافر الثانية لدراسة الطب في باريس، على أن تنفق عليها ماري، ثم تتبادل الأختان المواقع بعد عامين.
واضطرت كوري للعمل خلال هذه الفترة في مدينة تشيخانوف لدى أسرة تسورافسكي، وهي عائلة ميسورة تمت بصلة قرابة إلى أبيها، ووقعت في حب كازيمير تسورافسكي، الذي صار فيما بعد من كبار علماء الرياضيات، والذي بادلها المشاعر بدوره ووعدها بالزواج، إلا أنه تخلى عنها لاحقًا، بسبب رفض عائلته ارتباطه بفتاة معدمة، واستغنائها عن خدمات ماري.
وكادت كوري أن تتخلى عن طموحها العلمي الكبير بسبب الحب، إذ رفضت دعوة أختها لها عام 1890، للحاق بها إلى باريس لمواصلة الدراسة، بسبب أملها بالزواج من تسورافسكي، ولم تكن لترضخ لإلحاح برونيسلافا بعد عام، لولا تلقيها خطابًا منه، أنهى كل آمالها بالارتباط به.
ومن المروع التفكير، في احتمالية أن كوري لم تكن لتسافر إلى فرنسا، حيث حصلت على درجاتها العلمية في الفيزياء والرياضيات من جامعة السوربون، ولم تكن لتلتقي زوجها بيير كوري، الذي شاركها في تحقيق إنجازات، تعتبر من الأكثر أهمية في تاريخ البشرية، لو لم يتخل عنها تسورافسكي!
Twitter Post
|
بيير كوري... زوج وشريك آمن بها
لم يكن بيير مجرد حبيب في حياة كوري، بعد أن التقت به في مدرسة الفيزياء والكيمياء الصناعية في مدينة باريس، بل كان هو من أقنعها بالعودة مجددًا من بولندا إلى باريس لمتابعة شهادة الدكتوراه، بعد أن رفضت جامعة كراكوفيا البولندية إلحاقها بالعمل فيها، لمجرد كونها امرأة.
ودعمت ماري بيير بدورها، إذ أصرت عليه لمتابعة أبحاثه عن المغناطيسية، ليحصل أيضًا على الدكتوراه عام 1895، ويتزوج منها في العام نفسه، وعملا سوية على أبحاثهما، وتشاركا الكفاح للإنفاق على أسرتهما الصغيرة، ودعما بعضهما في صعوبات الحياة، إذ قاما بمعظم أبحاثهما في غرفة مسقوفة سيئة التهوية، وتنفذ إليها مياه الأمطار، قبل أن يصبحا لاحقًا من أعظم الأزواج الذين عرفتهم البشرية.
ويذكر أن بيير كان شديد الإعجاب بعمل زوجته، آمن بأبحاثها وساعدها فيها، لدرجة أنه تحدث بالنيابة عنها في المعهد الملكي بلندن، عندما دعيا للحديث عن النشاط الإشعاعي عام 1903، ولم يكن مسموحًا للنساء بالتحدث هناك، كما أصر على أنهما فريق، عندما كادت زوجته تستثنى من الحصول على جائزة نوبل لكونها امرأة، وظل بجانبها حتى وفاته بحادث سير عام 1906، ودفنت بجانبه لاحقًا بعد وفاتها، ليبقيا شركاء إلى الأبد، حتى في الموت.
Facebook Post |