وأصدر القاضي الأميركي، جيمس بورك، حكماً بسجن وينستين عشرين عاماً لارتكابه جريمة جنائية من الدرجة الأولى، بإجباره مساعدة الإنتاج ميمي هالي على ممارسة الجنس الفموي، عام 2006.
كما أمر بعقوبة السجن ثلاث سنوات لارتكاب وينستين جريمة اغتصاب من الدرجة الثالثة لامرأة أخرى.
العقوبتان ستطبقان بالتتالي، ما يعني أن وينستين (67 عاماً) سيتعين عليه قضاء عقوبة الجريمة الجنائية من الدرجة الأولى قبل إتمام عقوبة جريمة الاغتصاب.
وفي بيان صادر عن الضحية ميمي هالي تُلي علناً في المحكمة، قالت إن وينستين "لم يسلب منها كرامتها الإنسانية وقيمتها كامرأة فقط... بل حرمها من الثقة والإيمان بنفسها". وأضافت أنها شعرت بالوحدة بينما كانت تصارع الصدمة، من دون معرفتها أن نساء أخريات عانين التجربة نفسها.
وأشارت في بيانها إلى أنها وجدت صوتها أخيراً، قائلة "حان الوقت ليسدد مَن يغتصبون الآخرين الثمن... حياتهم والحيوات التي سلبوها".
المتهِمتان الرئيسيتان طلبتا من القاضي بورك فرض أقصى العقوبات على المنتج الهوليوودي السابق.
ورغم أنه لم يدل بشهادته أثناء المحاكمة، قال وينستين اليوم الأربعاء إنه "مرتبك إزاء القضية المرفوعة ضده"، مضيفاً "أنا لا أقول إن هؤلاء النساء لسن رائعات. لقد قضيت أوقاتاً رائعة معهن. لكنني محتار حقاً. الرجال حائرون بشأن هذه القضية".
وكان محامو وينستين يسعون إلى الحصول على الحد الأدنى للعقوبة، أي السجن 5 سنوات، مستندين إلى سنّ موكلهم وحالته الصحية، خاصة أنه اعتاد استخدام كرسي متحرك خلال جلسات محاكمته. ووصفت محاميته الرئيسية، دانا روتونو، المحاكمة كلها بـ "غير العادلة"، فور إعلان الحكم.
Twitter Post
|
وغردت "منظمة العفو الدولية" معلقة على الحكم: "مجدداً، نساند النساء الشجاعات الذين تحدثوا علناً عن سلوك هارفي وينستين وساهموا في تحويل #MeTooإلى حركة عالمية ضدّ التحرش الجنسي. فلنواصل كفاحنا من أجل العدالة".
Twitter Post
|
الحكم الصادر في نيويورك ليس إلا البداية في محاكمة وينستين الذي يواجه قضية جنائية منفصلة في لوس أنجليس. وتشمل الاتهامات التي يوجهها المدّعون العامّون في لوس أنجليس ضد وينستين: الاغتصاب، والجنس الفموي القسري، وممارسة الجنس بالقوة. وهو يواجه احتمال السجن 28 عاماً في هذه القضايا.
يعود تاريخ الاتهامات الموجهة ضدّ هارفي وينستين إلى فترة التسعينيات ومطلع العقد الأول من القرن العشرين، في أوج نشاط استديوهات "ميراماكس" التي أنشأها عام 1979 مع شقيقه الأصغر بوب (ميرا تيمناً باسم والدتهما ميريام، وماكس على اسم والدهما).
في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" ومجلة "نيويوركر" شهادات نساء وممثلات وعارضات أزياء تتهم المنتج بالاعتداء عليهن جنسياً، وعرض مبالغ من المال عليهن لالتزام الصمت.
بعد ثلاثة أسابيع، اتهمته أكثر من 80 امرأة، من بينهن نجمات سينمائيات من أمثال آشلي جود وأنجلينا جولي وسلمى حايك، بالتحرش بمضايقات أو اعتداءات جنسية، راوحت بين القبلة القسرية والاغتصاب، في مدن مختلفة من نيويورك ولوس أنجليس وباريس ولندن إلى تورنتو، على مدار أكثر من ثلاثة عقود.
وأكد هارفي وينستين (67 عاماً)، المتزوج مرتين والأب لخمسة أولاد، أن كل العلاقات التي أقامها كانت بالتراضي. وعلى أثر الفضيحة، ولدت حركة #MeToo المناهضة للتحرش والاعتداءات الجنسية التي يُزعم أن مئات الرجال من أصحاب النفوذ يقومون بها بلا محاسبة.
استبعد وينستين الذي كان النجم الدائم في مهرجانات الفن السابع من "الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها" التي تمنح جوائز "أوسكار"، ثم بدأت الدعاوى المدنية في حقه تتزايد. في 25 مايو/أيار عام 2018، وجّهت إليه في نيويورك تهمتان إحداهما تعود لعام 2006 والأخرى لعام 2013. وانتشرت صور المنتج مكبل اليدين حول العالم.