ذاك الكذب الجميل

01 ابريل 2014
+ الخط -

للكذب يومه. يوم نتباهى ونحتفل به سنوياً، ولكن بطريقة خاطئة.

نحتفل بأن نكذب على الآخرين، كي نثبت قدرتنا على الخداع وربما السخرية. لكن ربما اليوم فقط، الأول من أبريل/نيسان، يجب أن يكون احتفالنا بالكذب صادقاً. يجب أن نحتفل بذلك النوع من الكذب، الذي لا يؤذي ولا يؤلم ولا يبتذل إنسانيتنا، الكذب الوحيد الذي يستحقّ الاحتفال به.

اليوم يجب أن يتحوّل مناسبةً لتحية أولئك الذين يكذبون لأجل جعل العالم أجمل وأرحب، يتّسع الى أحلام الصغار الذين تضيق الأرض بهم. حين يكذب صانع الدمى مطلقاً دمى القماش والقطن في حقول مقفرة، ويشقّ هواة الغرافيتي بألوانهم طريقاً في حائط السجن، ويخفي المهرّج دموعه خلف القناع المبتسم كي يضحك أطفالاً حفاة، حين يكذّب الراوي بؤس قلبه ويصدّق أفراح أبطاله كي نصدّقها نحن، ويجعل المؤلّف العدل والحقّ ينتصران في نهاية القصّة، حين يجعل الملحّن الطيور تزقزق في قلب الشتاء القاسي، وتكذب الشجرة واعدة بقدوم الغيمة في قيظ الصحراء، وتكذب الغيمة مبشّرة الأفواه العطشى بالمطر...

أكاذيب من قلوب صادقة، هذه هي التي يجب أن نحتفل بها اليوم، ونحيي الشجعان من الفنانين والمبدعين الذين جعلوا من المستحيل ممكناً ومن الخيال خلاصاً ومن القبح جمالاً ومن القضبان نجاة... شكراً لكم، هذا يوم لتحيتكم كي تثابروا على نضالكم الصعب، أما الكاذبون الأشرار المخادعون حبّاً بالشرّ والأذية فلهم بقية أيام السنة.

دلالات
المساهمون