تغير المناخ يؤثر سلباً على إنتاج البُن في تنزانيا

27 ابريل 2015
عاملون تنزانيون في إحدى مزارع البن (getty)
+ الخط -
 
توصلت دراسة أجرتها جامعة بجنوب أفريقيا إلى أن زيادة درجة حرارة الجو تعني تراجع حجم إنتاج تنزانيا من البن، ما يؤثر سلبا على المنتجين وعشاق القهوة على السواء في البلاد. وقال الباحثون في دراسة أجرتها جامعة ويتووترزراند إن ارتفاع درجات الحرارة ليلا، هو المسؤول الرئيسي عن التراجع الكبير في محصول تنزانيا من البن من صنف أرابيكا (البن العربي).

والبن هو محصول التصدير الرئيسي لتنزانيا، إذ تنتج البلاد سنوياً في المتوسط 50 ألف طن متري تقريبا، منه 70 في المائة من صنف أرابيكا، فيما تشير بيانات من مجلس البن التنزاني إلى أن المبيعات تدر أكثر من 100 مليون دولار في العام.

وتنتج تنزانيا الواقعة في شرق القارة الأفريقية أقل من واحد في المائة من الإنتاج العالمي من البن العربي، ويعمل في هذه الصناعة نحو 2.4 مليون شخص في تنزانيا، وبضعة ملايين في الدول المجاورة.

إلا إنه منذ عام 1966 انخفض حجم إنتاج البن بنسبة 46 في المائة بتنزانيا؛ وهو مؤشر يتوقع الباحثون استمراره. وفي خلال تلك الفترة الزمنية ارتفع متوسط درجة حرارة الجو ليلا في تنزانيا بواقع 1.4 درجة مئوية.

وقالت الدراسة التي أوردتها دورية الأرصاد الجوية في قطاع الزراعة والغابات إن كل ارتفاع في درجة الحرارة بواقع درجة مئوية واحدة ليلا، يستتبعه أن يتوقع المزارعون في تنزانيا احتمال تناقص غلة البن بواقع 137 كيلوجراما للهكتار الواحد؛ وهو ما يمثل تقريبا نصف حجم إنتاج المزارع الصغيرة التي تدر حاليا 225 كيلوجراما للهكتار.

وتدور المفاوضات الخاصة بمحادثات الأمم المتحدة لتغير المناخ حول التوصل لاتفاق عالمي، للحد من الاحترار العالمي بواقع درجتين مئويتين، لكن العلماء يقولون إن العالم يسير الآن على طريق يؤدي في نهاية القرن الحالي، إلى ارتفاع حرارة الأرض، بواقع أربع درجات مئوية على الأقل.

وقالت دراسة جامعة ويتووترزراند "تشير توقعاتنا إلى أنه إذا استمر التوجه الراهن على حاله الذي ساد العقود الأخيرة، فإن حجم إنتاج البن العربي في تنزانيا سينخفض إلى 145 كيلوجراماً للهكتار بحلول عام 2060".

ويقول الباحثون إن الخطر الذي يتهدد إنتاج البن في تنزانيا، يتعين أن يستحث السلطات على تصميم إجراءات ذكية تتلاءم وتغير المناخ، ما تتيح حماية المزارعين من تكبد خسائر فادحة.


وحذرت الدراسة -التي بحثت في آثار تغير المناخ على إنتاج تنزانيا من البن العربي خلال العقود الخمسة الماضية- من أن تناقص إنتاج البن سيؤثر على الدخول والوظائف ليس في تنزانيا فحسب، بل في دول أخرى منتجة للبن مثل كينيا وإثيوبيا والبرازيل وكولومبياـ وكوستاريكا التي قد تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة بالمثل.

وقال إنه ليس من المرجح أن تؤثر التغيرات في درجات الحرارة على أصناف أخرى من البن تزرع على ارتفاعات منخفضة. وقال جودستيفن مارو خبير الأراضي بمعهد بحوث البن في تنزانيا إن تراجع محصول البن في البلاد، ربما يرتبط سببه أيضا بمشاكل أخرى، منها تقادم عمر أشجار البن؛ وهو أمر تقره دراسة جامعة ويتووترزراند.

وتقول الدراسة إنه على الرغم من الاستثمارت الضخمة التي تخصصها الحكومات المنتجة للبن في هذا القطاع، إلا إن معظم هذه الدول لم تضع استراتيجيات للتكيف مع تغير المناخ؛ مما يعرض للخطر هذه الصناعة المربحة ووظائف الملايين من العاملين والمزارعين الذين يعتمدون على هذه الصناعة.

المساهمون