حكواتي: وجع النساء الفقيرات؟

29 مايو 2014
الثراء الفاضح... وجع الفقراء (getty)
+ الخط -
 

أوّل صورة تقع في رأس المتخيّل، لسيّدة المجتمع، تكون لامرأة أربعينية بتايور سكّري وحقيبة بيج صغيرة.

 زوجها اسمه رنّان. مليونير رفيع ربما، أو مسؤول دولة، أيضاً رفيع.

تلتقي زوجتا هذين في العلن، بينما يفضّل المليونير ومسؤول الدولة اللقاء بعيداً عن الضوء.

سيدة المجتمع ليست من المُرضعات. لقد انتهت من هذا الدور لتتفرّغ لقصّ أشرطة الافتتاح، والإعراب دائماً "عن سعادتي بهذه المناسبة".

تهزّ سيدة المجتمع رأسها دائماً بالإيجاب، مع مشروع ابتسامة، فكلّ ما يقال أمامها ليس سيئاً، بل مفيد للصحة والحياة.

انشراح بدورها، لو هزّت رأسها مثل السيّدة، لفقدت توازنها وصاحت: يمّا يا حبيبتي دُخت!

تشترك سيدة المجتمع مع انشراح، الموظفة في دائرة الأحوال المدنية، بالعزوف عن الألوان الصارخة. فهي ليست ألواناً راقية بالنسبة إلى سيّدة المجتمع. كذلك انشراح لا تفضل بهرجة الألوان. لماذا؟ لأن الجاكيت الأسود "أحسن وبمشي مع كلّ إشي". 

تشتركان كلتاهما في الحقيبة لجهة اللون، (عائلتا الأسود أو البنّي) بيد أنّ حقيبة انشراح أكبر بكثير، وتزن عشرين حقيبة لسيّدة المجتمع. لماذا؟

لأنّ حقيبة سيدة المجتمع لا تتسع لبكلة فراشة، وقلم رصاص، ودفتر صغير، وعلبة ماكياج، وميدالية مليانة مفاتيح، وسندويش مرتديلا، وفوطة صحّية (بتعرفش الواحدة شو بصير معها)، وحبة شوكلاطة وعلكة، وموبايل وقصّاصة أظافر.

يخطر ببالي كلّما رأيت سيّدة مجتمع أن أقرصها بعنف من فخذها.

حين تتوجّع، ستصرخ لأوّل مرّة ولربما ترى في المرآة صورة انشراح ووجعها.

المساهمون