هبة طوجي في القاهرة: "سلّم على مصر"... وأثريائها

01 مايو 2018
خلال الحفل (العربي الجديد)
+ الخط -


أحيت الفنانة اللبنانية هبة طوجي حفلها رغم  التخوف من سوء الأحوال الجوية التي تمر بها القاهرة والتي علقت عليها طوجي قائلة في بداية الحفل: "رغم كل هذا الطقس والريح الشديدة تبقى مهمتنا توصيل الموسيقى لكم".


بدأ الحفل في العاشرة والنصف مساء الاثنين واستمر لما يقرب من الساعة ونصف الساعة. افتتحه الموسيقي أسامة الرحباني الذي صاحب هبة بعزف السلام الجمهوري المصري ثم دخلت المطربة لتغني أغنيتها "سلم علي مصر"، التي طرحتها منذ أيام وحققت نجاحا ونسب مشاهدة عالية، وقالت عنها في مؤتمرها الصحافي الذي عقدته منذ يومين، إنها هدية إلى جمهورها المصري.

وتوالت الأغاني في الحفل حيث غنت "يمكن حبيتك"، و"حلم"، و"وحدي لحالي"، و"صيف وسهرة".

وحرصت هبة على أداء إحدى أغنيات فيروز وهي "سهر الليالي"، وسط تفاعل شديد من جمهورها، ثم حصلت على فاصل للاستراحة وعادت لاستكمال حفلها الذي استمر حتى منتصف الليل.


وكانت طوجي (1987)، قد واجهت أزمة كبيرة خلال مرحلة الإعداد والدعاية لحفلها الذي أقيم أمس في القاهرة، على خشبة مسرح "تاج سيتي". بدأ الأمر بشكاوى من عدد من جمهورها بسبب ارتفاع سعر تذاكر الحفل في كل فئاتها، وهي شكوى باتت مكررة في معظم الحفلات الغنائية في مصر، وتزايدت بعد "تعويم" الجنيه المصري.

الشكوى امتدت إلى عزوف واسع عن الحفل الذي مهدت له الشركة المنظمة بالكثير من الدعاية على الطرق السريعة، وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتضمن مقاطع من أغنية طوجي الجديدة، التي تحمل عنوان "سلّم على مصر"، من كلمات نادر عبد الله. لم تكن الأغنية إلا تكراراً لما سمعناه في أغاني نانسي عجرم وحسين الجسمي وغيرهما، ولم يصنع لها قدْراً من الاختلاف سوى ألحان الموسيقي اللبناني أسامة الرحباني.

بدأ الاستياء بعد إعلان السعر المقرّر لتذاكر الحفل، وهو الأول لطوجي في مصر، وأدى إلى انتقادات وكتابات على الصفحات المخصصة لجمهور الفرق والفنانين المستقلين، إذ تساءل كثيرون عن أسباب اختيار مكان بعيد للحفل، مع مقارنة أسعار فئات التذاكر المختلفة بأخرى لفرق وفنانين آخرين. هكذا، إلى أن امتدّ النقاش والجدل حتى وصل الأمر ببعضهم إلى أن دعا إلى مقاطعة الحفل.





حاولت هبة طوجي استيعاب هذا الغضب؛ فأعلنت عبر صفحتها على موقع فيسبوك، قبل الحفل بيومين فقط، عن طرح فئة جديدة للتذاكر أقل سعراً بناءً على رغبتها وإصرارها مع أسامة الرحباني بالتشاور مع الشركة المنظمة؛ ما أدى إلى غضب إضافي ممن اشتروا تذاكر أعلى سعراً، وإعلان كثير منهم أن ما جرى ليس سوى محاولة لاستغلال ترقّب الجمهور لحضور كل فنان عربي، من دون مراعاة كون القوام الأكبر لجمهور هذه الحفلات من الشباب والمراهقين.



فعلياً، عقدت طوجي مؤتمراً صحافياً قبل أيام، في أحد فنادق القاهرة، حضره معها الموسيقي أسامة الرحباني والمايسترو هاني حسن، ووضحت فيه أن فئات التذاكر لا تخصّها بل تخص منظمي الحفل، لكنها رغم ذلك تدخلت واستطاعت إيجاد فئةٍ جديدةٍ من التذاكر وهي 350 جنيهاً، بجوار الفئات الأخرى وهي 2000 و1500 و600، وأكّدت أنّها كانت تتمنى الغناء مجاناً لجمهورها.

تكرار هذه الوقائع يشير إلى أزمة كبيرة تضم في تفاصيلها غياب التقدير لنوع الجمهور الذي ينتظر فنانين وفرقاً عرفوهم عبر إنتاجهم المستقل أو البعيد عن الشكل التجاري، كما يظهر، أيضاً، غياب الاحترافية والاستيعاب المتأخر للأزمة ومعالجتها بما يزيد من سوئها. ناهيك عن أن هذا كله يحدث في حفلات يغيب فيها حسن التنظيم والاستعداد في أماكن نائية وصعبة الوصول.

من جهةٍ أُخرى، يبدو أن طوجي تتوجّه بحفلها إلى طبقة اجتماعية معينة دون أخرى، خصوصاً إذا ما ألقينا نظرة على حفلات الفنانين التي تُقام في مصر، والقاهرة تحديداً. مثلاً، تُقيم "ساقية الصاوي"، يومياً، عروضاً، كثير منها لفرق أو فنانين معروفين، مثل "كايروكي" و"مسار إجباري"، أو تامر أبو غزالة، ومريم صالح، وغيرهم. نجد أن أسعار التذاكر مناسبة جداً لمختلف الفئات الاجتماعية، والأعمار، وكذلك، بطبيعة الحال، قرب مقرّ الساقية من المناطق التي يقطنها الجمهور، وسهولة الوصول إليها، بعكس المنتجع الذي تقيم فيه طوجي حفلها.

المساهمون