حرب الورود

04 ابريل 2015
أشكال وأنواع (العربي الجديد)
+ الخط -
نجد الورود بجميع ألوانها الحمراء، والزرقاء، والوردية، والبنفسجية، والبيضاء، حاضرة دائماً في كلمات العشاق ورسائل الحب وحتى الشعراء. كما ترتبط الورود ارتباطاً وثيقاً بالمرأة، فهما يجتمعان بعدد من الصفات مثل الرقة والرومانسية والدفء والشفافية والذوق الرفيع والعطر الفوّاح.

تستخدم الورود في المناسبات كافة، ولكل مناسبة ورودها الخاصة: ورود عيد الأم، ورود يوم الحب، ورود الأفراح، ورود الزينة، ورود أعياد الميلاد، ورود الرومانسية، بالإضافة إلى الكثير من المناسبات في مختلف أنحاء العالم وحتى الأحزان. شكّلت أنواع الورود الجذابة، إلى جانب رائحتها العطرة، أحد أهم عناصر الزينة في المنازل وعلى الشرفات وحتى الرسم على الجدران أحياناً، كما تزرع في الحدائق العامة بألوانها المميزة.

يعود تاريخ زراعة الورد إلى آلاف السنين، كما دلّت الحفريات على وجودها منذ خمسة وثلاثين مليون سنة، وقد بدأت زراعتها في الصين منذ خمسة آلاف سنة، وعثر عليها في المقابر المصرية. وللورد مائة وخمسون نوعاً منتشراً في العالم، حتى أنّ الكثير من العائلات والجيوش البريطانية اتخذت الورود رمزاً لها. وفي القرن الخامس عشر، اندلعت حرب سُمّيت "حرب الورود".

ولألوان الورود معانٍ عدة. يدلّ اللون الأبيض على الصفاء والطهارة، أمّا الأحمر فيدلّ على الحب والجرأة، والبرتقالي يدل على الإثارة، والبنفسجي يدل على الإخلاص، والزهري على العاطفة والبراءة، أمّا اللون الأصفر فيدلّ على الغيرة.

وكما للألوان معانٍ كذلك للأنواع، فزهرة الأقحوان الحمراء تخاطب المرأة الجميلة وترمز إلى العاطفة. أمّا زهرة اللاوند، فتخاطب الأنثى الرقيقة ومرهفة الحس، بينما ترمز زهرة البنفسج إلى الحب الصامت المتأجج وتخاطب المرأة الخجولة. والقرنفل الوردي للغزل بمفاتن الشريك، أما زهرة الكاميليا الحمراء فترمز للجمال، والأقحوان بألوانه المتعدّدة يرمز إلى الصداقة، والزنبق يرمز إلى العذوبة والطهارة.

تنتشر مشاتل ومحلات الورود في لبنان في المناطق كافة، ويقول أحد بائعي الورد، علي نحولي، لـ "العربي الجديد": أكثر أنواع الورود المطلوبة في المنطقة هي الورد الجوري بألوانه كافة، ويكثر الطلب عليه في عيد الأم وعيد الحب، وأحياناً في عيد المعلم ولكن بنسبة أقل.

ويلفت نحولي إلى أنّ الورد الجوري متوفر بكثرة في مشاتل لبنان في فصل الصيف، بينما يتم استيراده في فصل الشتاء من دول أخرى، وهذا سبب ارتفاع أسعاره في الشتاء. أما الأنواع الأخرى، فهي تستخدم في زينة الأفراح أو المناسبات الاجتماعية كالتهنئة بمولود أو القدوم من السفر. ويؤكد أنّ الطلب على الورد الطبيعي أكثر من الاصطناعي، لأنّ له رمزية معينة في الإهداء، بينما يُستخدَم الاصطناعي في تزيين بعض المنازل والمكاتب.

وبالإضافة إلى الهدية، يمكن استخدام الورود بطرق أخرى، وخصوصاً من الناحية الطبيّة، وفي مستحضرات التجميل مثل الصابون والشامبو ومنتجات العناية بالبشرة والجمال والعطور، كما دخلت أيضاً في تصنيع بعض المشروبات.
المساهمون