صورة الجواسيس في الأفلام والمسلسلات العربية

26 نوفمبر 2016
لعب محمود عبد العزيز دور رأفت الهجان(جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -
يتمتع عالم الجاسوسية بجاذبية في الدراما والسينما، فهناك كثير من الأفلام والمسلسلات التي تروي قصص الجواسيس ومغامراتهم. وعلى الرغم من أن العرب، ولاسيما المصريون، أنتجوا عدداً لا بأس فيه من الأعمال الدرامية والسينمائية التي تتناول حياة الجواسيس ومغامراتهم ضد العدو الإسرائيلي كما نسجها خيال المؤلف، أو المستوحاة من القصص الواقعية وملفات المخابرات السرية، كما يدعي القائمون على العمل، إلا أن كل هذه الأفلام والمسلسلات متشابهة وتتقاطع بالعديد من النقاط والسمات، على الرغم من تباعد فترات إنتاجها أو كتابتها، ويمكن إيجاز السمات التي تتسم بها دراما الجواسيس العرب بالنقاط التالية:

الجاسوس العربي يتسم بالمثالية

الجميع يعلم أن أجهزة المخابرات حول العالم تلجأ إلى الابتزاز والرشوة والجنس والعنف والقتل والمكر والحيلة، إلا أن العرب حاولوا من خلال السينما والدراما أن يلمعوا صورة جواسيسهم، لتبدو هذه الشخصيات بغاية المثالية، فبحسب السينما العربية، لا يوجد شخصية جاسوس أو جاسوسة ارتكبت جريمة قتل إلا دفاعاً عن النفس، كما فعل كريم عبد العزيز في فيلم "أبناء العم". وكذلك تبدو شخصية "رأفت الهجان" التي أداها محمود عبد العزيز مثالية، رغم لجوئه للرشوة وللعلاقات الغرامية في سبيل الحصول على المعلومات السرية، إلا أن عبد العزيز لا يبدو مبتذلاً في ممارسته لنشاطه الجاسوسي، فالنساء هن من تتهافتن عليه، وهو لا يحاول استغلالهن جنسياً، بل يؤدي مهمته النبيلة بوقار، وحتى عندما يتورط عاطفياً، فإنه يحب فتاة ألمانية تعيش في "إسرائيل" وليست يهودية. وأما نادية الجندي في فيلم "مهمة في تل أبيب"، فإن جهاز المخابرات المصري يستبدل بها امرأة تشبهها لتمارس الجنس بدلاً عنها، ليحافظوا على عفتها، والصورة المثالية للاستخبارات المصرية. ولم يختلف الأمر كثيراً عندما جسدت منة شلبي الشخصية نفسها في مسلسل "حرب الجواسيس"، فرغم نزعة مخرج العمل لإعادة الواقعية للرواية المأخوذة عن مصطفى محرم، إلا أن الشخصية لم تتخلّ عن طابعها المثالي.

دوافع الجاسوس دائماً وطنية


على الرغم من أن معظم الجواسيس الذين تجندهم الاستخبارات العربية لحسابها كانوا في الأصل مجرمين، فرأفت الهجان كان نصاباً، ونادية الجندي في "مهمة في تل أبيب" كانت جاسوسة لصالح الموساد، إلا أن التدريبات التي يتلقاها الجواسيس من الإدارة العامة للمخابرات تغيرهم بشكل جذري، وتنسيهم تاريخهم الإجرامي وسعيهم وراء المال، لتصبح الدوافع الوطنية هي المحرك الوحيد، ولتختصر عبارة "عشان مصر" التي تتردد طيلة مسلسل "رأفت الهجان" الفكر التوجيهي الذي يقوم عليه هذا النوع من الدراما. وحتى في الأفلام التي تكسر هذه الصورة النمطية، مثل فيلم "سجين ترانزيت" الذي يقوم فيه أحمد عز بدور الجاسوس في بداية الفيلم، ويسرق قطعاً من الألماس أثناء قيامه بالعملية التي كلف بها، فإننا نكتشف بعد منتصف الفيلم بأن من جنده لم يكن ضابطاً بالاستخبارات المصرية، وإنما كان مجرماً انتحل هذه الشخصية الاعتبارية، وذلك يبرر سبب عدم نجاحه بإبعاد عز عن فكره الإجرامي واستبداله بالفكر الوطني.


أغلب الجواسيس ساهموا بالانتصار في حرب أكتوبر

إن أغلب الأعمال الدرامية والسينمائية المستوحاة من قصص المخابرات أو المتخيلة عنها، أرجعت إلى الفترة ما بين 1967 و1973، أي ما بين النكسة وحرب أكتوبر، ربما لأن التوجه في هذه الأفلام ينحو نحو تتويج القصة بالانتصار، المتمثل بمعركة 1973، وإبراز دور الجواسيس بهذا الانتصار التاريخي، ومن المسلسلات التي أرجعت إلى هذه الفترة: "رأفت الهجان"، مسلسل "العميل 101"، مسلسل "الثعلب" وغيره، ومن الأفلام: "مهمة في تل أبيب"، "إعدام ميت" وغيرها.




دلالات
المساهمون