طفل ألّف كتاباً لإنقاذ صديقه من الموت...فجمع مليون دولار

28 أكتوبر 2016
سخرت والدة دايلان منه وصدم الطبيب من إنجازه (فيسبوك)
+ الخط -


كانت الأم تعتقد أن طفلها يعبث، حين أخبرها أنه سوف يعمل على كسب مليون دولار من أجل إنقاذ صديقه الصغير، ليتبيّن لاحقاً أنه نجح بفعل ذلك، فقد قرّر الطفل دايلان سيغل في السادسة من العمر، أن يساعد صديقه جوناه بورنازاريان على الشفاء من مرضه النادر، وذلك من خلال تأليف كتاب.

ونقلت الإذاعة العامة الأميركية قصة الطفلين اللذين يقيمان في لوس أنجليس، واللذين ضربا مثالاً حياً على قوة الصداقة. 

علي أن أفعل شيئاً

وروت ديبرا سيغل والدة الطفل دايلان للإذاعة، أنها اقترحت عليه طرقاً لمساعدة صديقه وأوضحت "قلت له هل تريد بيع الخبز؟ هل تريد بيع عصير الليمون؟ فنظر إلي باستغراب معتبراً أفكاري مجنونة". لكن الصغير رد على والدته بفكرة أكثر جنوناً وقال "ماذا لو ألفت كتاباً؟".

عندئذ أخذ دايلان الأقلام وألف كتاباً من الصور لمساعدة جوناه. وكانت خطته أن يبيعه لجني المال. وقالت الأم "لقد جاء إلى مكتبي وتوسّلني أن نطبع منه عدة نسخ".

الهدف: مليون دولار

بعد ذلك، أخذ دايلان الكتاب وعرضه في حدث أقيم في المدرسة فبيعت كل النسخ. ما شجع الصغير على الذهاب إلى حدث آخر. وسأله أحد الحاضرين عن كم يود أن يربح من المال، ليجيب "مليون دولار".

واعترفت الأم بأنها قد سخرت في البداية من هدف الصغير. وقالت "لقد استغربت مما قاله، إنه لا يعرف حتى ماذا تعني فكرة مليون دولار، لقد كان عمره ست سنوات فقط".

بدوره قال الصغير "حتى أنا ظننت أنني مجنون قليلاً لكني قلت إنني أستطيع أن أفعل ما أريد. وأستطيع أن أشفي صديقي من هذا المرض".

مرض نادر...وقاتل

وفي هذا السياق، شرح الأخصائي بجامعة فلوريدا، دافيد وينشتاين، أن هذا النوع من المرض الذي أصاب جوناه يُدعى داء تخزين الغليكوجين. وجوناه واحد من مليون مصاب به. ويعاني من قلة الكريات البيضاء في الدم ما يجعل جسده لا يستطيع مقاومة الأمراض. وعليه أن يتناول علاجه كل ثلاث ساعات حتى في الليل وإلا يدخل في غيبوبة ويموت.

وبدا الباحث الذي أشار إلي متأثراً وهو يتحدث عن تجربة دايلان. وقال "إنه طفل في السادسة من العمر واتخذ قراراً بتغيير العالم. في البداية كان المبلغ 25 ألفاً وكان أمراً مدهشاً، ثم قفز ليصل إلى مئة ألف!". 

وتابع دايلان بيع كتابه، وحاول إقناع كل من وجده في طريقه بالشراء، إلى أن تكفلت مؤسسة إعلامية بعرض رسالته ونشر قصته. وشجع ذلك على جمع المزيد من المال لصالح الأبحاث التي كان يقودها وينشتان.



لقد فعلها!

وواصل المبلغ الصعود، إلى أن تمكن الطفل فعلاً أن يحقق هدفه وأن يصل المال إلى ما يقارب مليون دولار أميركي. 

وعلّق الطبيب بالقول "لقد كنت مصدوماً. نحن على وشك علاج هذا المرض. وهذا لم يكن ليحدث لولا أن صبياً في السادسة من العمر قرّر أن يؤلف كتاباً". 

ومع تقدم العلاج بدأ جوناه في إعداد الخطط لما بعد علاجه. وقال "لم أنم من قبل في منزل شخص آخر. لقد وضعت خططاً مع دايلان بمجرد شفائي. سوف ننام كثيراً ونستمتع ونلعب الألعاب ونشاهد التلفزيون، فقط نحن الإثنين".


(العربي الجديد) 







المساهمون