بعد جزء أول منشور في 22 مايو/ أيار 2020، تتابع "العربي الجديد" نشر آراء نقّاد وصحافيين سينمائيين عرب عن "المهرجان السينمائي الافتراضي"، المطروح حالياً بسبب تفشّي "كورونا" في العالم، كبديل "مؤقّت"، وبعضهم يراه ضرورياً الآن، وربما غداً أيضاً.
في ردّها على سؤال "المهرجان السينمائي الافتراضي"، الذي تطرحه "العربي الجديد" على نقادٍ وصحافيين سينمائيين عرب، تقول المصرية أمل الجمل، إنّه سيكون "أحد خيارات المستقبل، شئنا أو أبينا". تضيف أنّ وباء "كورونا" سيُعجِّل هذه الخطوة المستقبلية، التي تراها "حتمية"، وذلك "وفقاً لقوانين التطوّر". تعتبر أنّ المهرجانات التي تعرض أفلام دوراتها الجديدة على منصّات ومواقع خاصة "تخطو خطوة ذكية، لأنّها بهذا تواكب الظروف، وتطوّر نفسها وفق مقتضيات الأحداث".
قطيعة مع الماضي
للجزائري عبد الكريم قادري رأي مناقض تماماً، إذ يعتبر أنّ مهرجانات العروض الافتراضية "تحاول أنْ تُبيد طقوس المُشاهدة الجماعية وتنسفها، وتُشارك في إحداث قطيعة مع الماضي، لأنّ مُسيّريها غير عارفين بحجم الأثر المادي والمعنوي الذي يُحدثونه بهذا التصرّف غير المسؤول". يُضيف أنّ الأضرار المتوقّع حصولها مع العرض الافتراضي "كبيرة ومتنوّعة"، وأنّ الأخطر بينها كامنٌ في أنّ مسؤولي تلك المهرجانات "يُساهمون في قطع التواصل بين الجمهور والقاعات، المُكتسبة مع التواتر الزمني، ويُوسّعِون الهوّة بين الجمهور والقاعات". يرى قادري أنّ سلوكاً كهذا "فعلٌ آنيّ، يتحايلون به على "كورونا" الذي يخلط حساباتهم، بحجّة أنّهم يُشجّعون على الحجر الصحي والبقاء في المنزل، بينما يتنصّلون من الالتزامات المسبقة، لاعتقادهم أنّهم بهذا يُحقّقون الهدف الأسمى للجمهور".
رغم أنّ غالبية الإجابات متشابهة في رفضٍ، مبطّن أو مباشر، لـ"المهرجان السينمائي الافتراضي"، يُتيح السؤال نقاشاً حول مسائل لن تبقى هامشية في يوميات الناس، وبعض الناس يتعامل معها سابقاً كـ"أمرٍ عاديّ". منها فعل المُشاهدة بحدّ ذاته، المطروح منذ تنامي الانتشار الواسع للتقنيات الحديثة، التي توفِّر أنماطاً مختلفة لهذا الفعل، الذي يُفترض به أنْ يمزج بين الثقافة والفن والتأمّل والصناعة والمتعة والتسلية. المصري أحمد شوقي يقول: "مهما ازدادت الشاشات المنزلية اتّساعاً وارتفعت جودتها التقنية، تظلّ القاعة، الممتلئة بوجوه تتطلّع إلى الشاشة، حلم كلّ مخرج، وتظلّ خبرة المُشاهدة الجماعية لفيلمٍ جميل متعة عصيّة على المقارنة مع غيرها من أساليب المُشاهدة. هذا يعرفه من يعيش تجربة مُشاهدة فيلمٍ في ساحة "بياتزا غراندي" في "مهرجان لوكارنو السينمائي" مثلاً، مع ثمانية آلاف مُشاهد".
لأمل الجمل موقفٌ داعمٌ، إلى حدّ كبير، لمسألة العروض الافتراضية. ترى أنّ انهيار الاقتصاد العالمي سببٌ لذلك، فالأفلام تحتاج إلى استعادة رأس المال الذي يجب ألّا يُجمَّد، "كي يُنفَق منه على فريق العمل، بإعادة تدويره في صنع أفلامٍ جديدة، وإنْ بإمكانات أقلّ، وخصوصاً مع ارتفاع نسبة البطالة". تطرح الجمل تساؤلاتٍ نقدية تخرج قليلاً عن السؤال الأساسيّ، من دون التنصّل من الإجابة عنه، فما تقوله إجابة غير مباشرة. هي غير رافضة لعرض الأفلام على منصّات كـ"نتفليكس"، وهي ضد قرار مهرجان "كانّ" القاضي بمنع تلك الأفلام من التنافس (في دوراتٍ سابقة له)، خصوصاً أنّ بينها عناوين مهمّة. تعتقد أنّ القرار "لم يكن دفاعاً خالصاً عن دور العرض، بقدر ما يتعلّق بأسبابٍ اقتصادية وتعاملات مالية تخصّ أصحاب تلك الدور الفرنسية". تُقدِّر أنّ المخرجين "يُهاجمون تلك الأفلام لأسبابٍ شخصية، أبرزها منح أفلامهم مزيداً من الفرص أكثر مما تستحقّ".
بالنسبة إليها، من يُقيِّم الأفلام غير معنيّ بتساؤلات كتلك: "هل عُرضت، أو هل ستُعرض في دور العرض السينمائي أم على أجهزة الكمبيوتر والـ"آيباد"، أو على شاشات كبيرة في المنازل؟". تقول إنّ قراءة الأفلام وتقييمها النقديّين يتمّان "عبر مقاييس جمالية، بصرياً وفكرياً"، فما يُضفي على الفيلم وصف "سينمائي" كامنٌ في "أسلوب المخرج، والقدرة على خلق الإيقاع والزمن السينمائيين".
لكنْ، هل يُمكن إدراج رأي التونسي محمد الناصر الصردي في الإطار نفسه؟ يقول الصردي إنّ هناك تبدلاً كبيراً في أنماط المُشاهدة، يسبق تفشّي "كورونا" بأعوام كثيرة (الجزء الأول من التحقيق، "العربي الجديد"، 22 مايو/ أيار 2020): "هناك انتقال من الاستمرارية والجوار (استمرارية المُشاهدة إلى جوار مشاهدين آخرين ـ المحرّر)، اللذين توفّرهما القاعة، إلى التقطّع الجماعي الذي يُقدّمه التلفزيون، وصولاً إلى التشتّت الذي ينطوي عليه الـ"ويب" والكمبيوتر". هكذا "ينتقل الفيلم من عملٍ سينمائيّ موحَّد إلى عمل متسلسل، ليس بمحتواه بل بطريقة مُشاهدته"، مطلقاً على هذا الأمر وصف "تلفزة السينما"، ومُعتبراً أنّ هذا التحوّل غير مُعبِّرٍ عن "تأثير ظهور تقنيات جديدة، بل عن مشروع عولمة الثقافة وتوحيد العمل الإبداعي لتكييفه مع رؤية الثقافة السائدة، التي هي نفسها نتاج معادلة ربحيّة تجارية".
العرض الجماعي الأول أهمّ
بالعودة إلى النقاش الأساسيّ، يُشدّد المغربيّ محمد اشويكة على مسائل جوهرية في المُشاهدة: "لا يُمكن، بأي حال من الأحوال، تعويض اللحظات الأولى للاستمتاع ببعض الأفلام التي تُقدّمها المهرجانات في عروضها الأولى، والتي يُدركها المهووسون بالفن السابع فقط". أما تقديمها "بعد استيفائها كلّ "ميكانيزمات" التسويق واستنفادها، فيضمن فقط امتداد الجانب التسويقي والدعائي للمهرجان، فضلاً عن منح فرص جديدة للأفلام المعروضة". هذا يجد صدى له في تعليق اللبناني هوفيك حبشيان، الذي يعتبر أنّ المهرجانات الافتراضية "ظالمة بحقّ صنّاع الأفلام، قبل أنْ تكون ظالمة بحقّ الحضور، بمختلف أنواعه وأطماعه". يستعيد تجربة شخصية بقوله إنّ حضورَه عدداً من العروض الأولى يكفي "كي أعي كمّ أنّها (العروض الأولى) أساسيّة للسينمائيين". يُضيف أنّه شاهدٌ مراراً "على توتّرهم وفرحهم وخوفهم وحماستهم إزاء لحظة اللقاء الأول بجمهور مهرجان كبير، وبنقّاده أيضاً".
إلى ذلك، يرى المغربيّ سليمان الحقيوي أنّ للجانب الفني للسينما "حسابات أخرى، تستحضر صورة المهرجان بأركانه الكاملة". يقول إنّ العرض الرقميّ "يختزل المهرجان في مُشاهدة الأفلام فقط، والمُشاهدة تكون على شاشات تلفزيونية وحواسيب وهواتف، في عزلة تامّة، وتختلف تماماً عن المُشاهدة في القاعة". يتساءل الحقيوي: "لكن، أهذا هو دور المهرجان فقط؟ أهذه هي رسالته؟". يُجيب: "لكلّ مهرجان محليّ أو دولي ذاكرة. لكن المهرجانات مضطرّة إلى التوقّف لعامٍ أو أكثر"، بسبب "كورونا". يقول: "من يدري إلى متى ستطول تلك المدة؟ لا سجادات حمراء، ولا تصفيق عقب مشاهدة الأفلام، ولا جلسات نقد وحوار، ولا تخمينات بالأفلام التي ستُتوَّج، ولا مشاعر مشتركة. لن يستطيع المخرج مثلاً أنْ يعيش تفاعل الجمهور مع فيلمه داخل القاعة، ولن يستطيع النظر في وجوه النقّاد والصحافيين وهو مطمئنّ إلى أنّه قائمٌ بما يجب عليه أن يقوم به، وبإنجازه فيلماً يفتخر به". هذا يؤكّده قادري أيضاً. فـ"من طقوس المُشاهدة الجماعية أنْ تقف على ردود الفعل الآنيّة في القاعة كتعبيرٍ عن الإعجاب أو التذمّر، وأنْ تُعقد جلسات نقاش في الرواق أو المقهى بعد انتهاء العرض". يرى قادري أنّ "هذه الأجواء تخلقها مُشاهدة الفيلم في فضائه الطبيعي، وهي معطيات توارثتها الأجيال منذ اكتشاف السينماتوغراف إلى لحظة إغلاق قاعات السينما بسبب "كورونا"، الذي يُغيِّر الحسابات كلّها، ويُتلفها أيضاً".
المصري عصام زكريا يرى أنّه يُمكن المرءَ مشاهدة الأفلام "أونلاين"، وأنّه ربما تُعقد لقاءات مع صنّاع الأفلام وتُجرى مناقشات وحوارات "عن بُعد". يُقدّم أمثلة: ورش التطوير وجوائز الإنتاج وفعاليات أخرى "مفيدة للتحضير لأفلام مستقبلية". يقول إنّ من الجيّد مُشاهدة أفلام جديدة عبر "أونلاين"، وإنْ كانت "نصف مشاهدة" أو "ربع مشاهدة"، حسب حجم الشاشة المعروضة عليها الأفلام وحالتها: "لكنْ، سيظلّ الأمر بعيداً عن روح المهرجانات وحالتها، وعن تلك النشوة البدنية الحميمة التي تنتاب عشّاق المهرجانات، من سينمائيين ونقّاد وجمهور، وقبل ذلك الدور الاجتماعي النفسي الذي تلعبه في توحيد مجموعات كبيرة من الناس في بوتقة الفنّ".
بالعودة إلى أمل الجمل، فإنّ النقاش مفتوحٌ على جوانب الصناعة المتعلّقة بالسينما والمهرجان. تقول إنّه قد يتراجع صنّاع أفلامٍ عن وعودهم للمهرجانات الكبيرة لبيعها لمنصّات، كـ"نتفليكس" و"ديزني" وغيرهما، "وإلا، فلماذا تتراجع إدارة مهرجان "كانّ" عن قرارها السابق برفض تنظيم الدورة الجديدة "أونلاين"؟ صحيحٌ أنّ ما سيُنظَّم مرتبطٌ فقط بالسوق (22 ـ 26 يونيو/ حزيران 2020). لكن، إذا تأمّل المرء محتوى التصريح فسيشعر بما يأتي: مؤكّدٌ أنّ الأفلام المشاركة في الأقسام ستُعرض للبيع في السوق. إذاً، ماذا سيبقى من المهرجان؟ حضور النجوم والمناقشات والندوات؟ ألا يُمكن تفعيل ذلك "أونلاين" أيضاً؟". بالنسبة إليها، هذا يطرح سؤالاً عن سبب تبدّل رأي منظّمي "كانّ" بخصوص الدورة الجديدة، إذْ يُبيِّن استطلاع المهرجان أنّ 80 بالمئة من الموزّعين في العالم مهتمّون بالسوق السينمائية عبر "إنترنت"، وأنّ 66 بالمئة منهم لديهم القدرة على الشراء، وتحديداً شراء أفلام مكتملة وأخرى لا تزال في مرحلة ما بعد الإنتاج والكتابة.
من جهته، يرى أحمد شوقي أنّ الراهن يدفع مهرجان "كانّ" إلى تحقيق أمرين: "إعلان إقامة سوق الفيلم إلكترونياً، والتأكيد على أنّ الخطط البديلة المطروحة غير متضمّنة عروض الأفلام عبر "إنترنت"، وإنْ كانت النتيجة إلغاء الدورة للمرّة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، علماً أنّ دورة عام 1968 منطلقةٌ في موعدها، قبل إيقافها، بسبب حركة الطلّاب المعروفة بـ"أيار 68"، قبل انتهائها".
تستكمل الجمل تحليلها بناءً على مضمون الاستطلاع، الذي ترى أنّ "نتيجته تقول بوضوح إنّ صنّاع الأفلام يريدون عرضها على شبكات ومنصّات ومواقع خاصّة لاستعادة رأس المال وتحقيق الأرباح، أياً كانت الأرباح. فعرضها للجمهور في القاعات السينمائية يصعب التنبّؤ بموعده، من دون إغفال تصريحات أطباء وعلماء، تقول بإمكانية معاودة "كورونا" للتفشّي بضراوة، أكثر من مرّة، وبتحوير نفسه، وتُشير إلى أنّه لا يزال أمامنا نحو عام كامل قبل العثور على لقاح".
لا شيء يُعوِّض الصفير
لحبشيان أسبابٌ كثيرة تجعله "يرفض" المهرجانات الافتراضية، "ليست كلّها أسباباً فنية تنبع من تعلّق "الأصوليين" بالشاشة الكبيرة". يقول: "هناك دوافع اقتصادية مرتبطة بتشغيل المدن التي تحتضن هذه اللقاءات. والمهرجانات توفّر منصّات لشركات الإنتاج للترويج لأعمالها، وتزويد الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب بمواد جديدة". بينما يرى الحقيوي أنّ أزمات مختلفة تعرفها مهرجانات عدّة سابقاً، بسبب الحروب تحديداً، تدفع بإداراتها إلى اختيار بديلٍ من اثنين لا ثالث لهما: التأجيل أو الإلغاء. اليوم، يقول الحقيوي، هناك بديل: العرض الافتراضي. يُضيف: "هنا، تقع المشكلة. فهذا البديل، الذي يطرح نفسه حلاًّ، كابوس السينما. الثقافة الجديدة تدعمها منصّات عرض الأفلام، أكثر الرابحين بـ"فضل" الأزمة الحالية، التي (الأزمة) ستدفع شركات الإنتاج، بما فيها المجافية لثقافة منصّات البثّ، إلى التفكير بهذا الحلّ مستقبلاً، لتجنّب كابوس الكساد واللحاق بالرابحين. وستدفع المهرجانات كلّها إلى وضع خطط طوارئ تلجأ إليها في أزمات مشابهة، أو حتّى في ظروف عادية".
يقول شوقي: "هناك خطر، وإنْ يكن نظرياً، يبقَ مهمّاً: تقويض مفهوم المهرجان السينمائي كاملاً، الذي يقوم على احتكاكٍ فعليّ بين صنّاع الأفلام والجمهور والإعلاميين. احتكاك يعلم الجميع أنّه، نظرياً، صالح للتحقّق إلكترونياً. لكن الجانب العملي، واستمرار الماكينة الضخمة بجاذبيتها وتأثيرها، يجعلان للمهرجانات فرادة ويضمنان لها البقاء". مع هذا، يتساءل شوقي: "ماذا لو تُثبِت التجربة أنّه يُمكن الاستغناء عن التكاليف الضخمة للتنظيم والاجتماع الواقعي، وأنّ هناك بديلاً مناسباً، وإنْ كان محتاجاً إلى تطوير؟ ألن يدعو هذا حكومات ومؤسّسات وشركات تموّل المهرجانات إلى إعادة التفكير في الميزانيات المخصّصة بها؟ أيُصبح البديل الإلكتروني، الهادف إلى عدم إلغاء نسخة واحدة من المهرجان، سبباً لإلغائه إلى الأبد؟".
هذا ما تراه أمل الجمل، بقولها إنّ إقامة المهرجانات عبر منصّات إلكترونية "ضرورة اقتصادية" لأنّها "إنْ لم تفعل، ستُعرض الأفلام لجمهور "آيباد" والكمبيوتر والشاشات الكبيرة في المنازل، في ظلّ الحجر الصحّي". تتساءل، بعد تذكيرها بأنّ "مهرجان برلين السينمائي" آخر المهرجانات الكبرى المتمكّنة من التفلّت من آثار "كورونا"، بتنظيم دورته الـ70 في موعدها المحدّد سابقاً (20 فبراير/ شباط ـ 1 مارس/ آذار 2020): "هل يُمكن المهرجان نفسه أنْ يُقيم دورته المقبلة عام 2021؟ أشكّ في ذلك، لسببٍ بسيط: تعطّل حركة الإنتاج وتوقّف التصوير". لذا، "إنْ لم تُدعم هذه الصناعة بوسائل مختلفة، كالعروض عبر المنصّات والشبكات، فلن يجد برلين، أو أي مهرجان آخر، أفلاماً تستحق أنْ تُنظّم لها ومعها دورة جديدة، عندما ينحسر الوباء".
وإذْ يعتبر الجزائري فيصل الشيباني أنّ عرض برامج المهرجانات الكبيرة افتراضياً "لا لون له ولا طعم ولا رائحة"، فإنّ هوفيك حبشيان يرى أنّه "كلّما دفعنا العالم الحالي إلى الاعتقاد بأنّ البدائل المُقدّمة اختيارياً، وفي الحقيقة هي ليست كذلك، نتطرّف أكثر في الدفاع عن "قيم" مُهدّدة". يقول إنّ من "الإيجابيّ رؤية مهرجانات سينمائية عريقة تُفضّل الإلغاء على الانتقال إلى الفضاء الافتراضي، كـ"كانّ" و"فينيسيا"، اللذين يحاولان صون إرثيهما، والتحوّل إلى سدّ منيع أمام الهجمة الافتراضية". يُنهي حبشيان تحليله باستعادة قول لتييري فريمو، المفوّض العام لـ"كانّ"، ينطلق من تعبير "احتفالية": "لا شيء يُعوِّض الصفير في نهاية العروض، وردّ الفعل الجماعي، وصعود السلالم". فبالنسبة إلى فريمو، "معيبٌ مُشاهدة أفلام وِس أندرسن وبول فرهوفن وغيرهما على شاشة "آيفون"، أو على شاشة كمبيوتر".