ويحكي الفيلم الذي يُعرَض ضمن قسم البانوراما الدولية، في الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، رحلة بونويل ورفيقه ومنتجه رامون آثين لتصوير الفيلم الوثائقي "أرض بلا خبز"، عن إقليم لاس أورديس الفقير، بعد أن سلّمه أحد علماء الأنثروبولوجيا دراسة قام بها عن سكان ذلك الإقليم، على أن يصنع بونويل فيلماً عنه.
وبالتوازي مع رحلة بونويل الشاقة لإخراج الفيلم، يأخذنا المخرج سيمو في رحلة داخل كوابيس بونويول وهواجسه التي تتمحور حول طفولته المضطربة وعلاقته المعقدة مع والديه، ويصور الهلوسات البصرية التي كان يعاني منها المخرج، والتي كانت تدفعه إلى التصرف بطريقة اعتبرها البعض غريبة الأطوار.
ويجسد الفيلم صراعاً من مستويين، أحدهما خارجي بين بونويل وآثين الذي يريد من صديقه أن يركز على تصوير هموم سكان تلك المنطقة، لكنه يصطدم دوماً بمتطلبات بونويل المفرطة، كإصراره على أن يمثّل سكان القرى بعض المشاهد بدلاً من التقاطها بشكل طبيعي، والتعامل مع الحيوانات بقسوة، كإطلاقه النار على ماعز جبلي، فقط لكي يتمكن من تصويره وهو يسقط.
Facebook Post |
وكان الصراع الآخر داخلياً، حيث يحاول بونويل أن ينتزع نفسه من ظل سلفادور دالي، ومن تصوراته عن شعور والده حياله وحيال غرابة أطواره، ليصنع فيلماً عن مجتمع مهمش لا يعرف عنه الإسبان شيئاً.
ويمزج الفيلم بين الرسم المتحرك ولقطات حقيقية من أفلام بونويل، ولا سيما من فيلم "أرض بلا خبز"، الذي أثار عرضه في إسبانيا في عام 1932 جدلاً شديداً دفع المحافظين إلى منع توزيعه في أنحاء البلاد، بحجة أن الفيلم "يشوه السمعة الطيبة للشعب الإسباني".
ويذكر أنّ الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تستمر حتى 29 نوفمبر/ تشرين الثاني.
Facebook Post |
(رويترز)