تعتبر بساتين بلدة مندلي العراقية (180 كم شرقي العاصمة بغداد)، الواقعة على مقربة من الحدود الدولية مع إيران، موطن أشهر أنواع طيور البلبل في العراق، الذي يطلق عليه محلياً "بلبل مندلي". هذا النوع من البلابل، مع اتساع شهرته، أصبح مهدداً بالانقراض، نتيجة لعمليات الصيد الجائر التي تُطاول حتى فراخه الصغيرة، بغية التصدير، أو حتى تحويله طبقا ضمن وجبة شواء؛ الأمر الذي أدى إلَى تراجع أعداد البلابل في مدينة مندلي.
المجلس المحلي للبلدة أصدر أخيرًا تحذيرًا من انقراض الطائر الذي كان يمكن أن تميز أنك وصلت إلى مندلي من أصواته في البساتين، والحدائق العامة، وحتى حدائق المنازل؛ حيث يبني أعشاشه فيها. لكن أعداده تتراجع اليوم بشكل كبير للغاية.
ووفقاً لعضو مجلس المدينة، حميد المندلاوي، فإن خطورة استمرار صيد البلابل في مندلي لغرض بيعها أو جنيها في أقفاص داخل البيوت باتت أكثر من ذي قبل، كاشفاً عن انطلاق حملة شعبية لإنقاذ البلابل من الانقراض والتحذير من صيدها، موضحاً في تصريحات لوسائل إعلام محلية عراقية بأن عدداً من الأهالي قاموا بشراء البلابل من مناطق أخرى وإطلاقها في بساتين مندلي، حيث موطنها الأصلي لغرض التكاثر.
حول ذلك، يقول خليل المندلاوي، خبير في أنواع البلابل والطيور، إن هناك ثلاثة أنواع من البلابل التي تُعتبر مدينة مندلي موطنها؛ هي المندلاوي والغرابي والجبلي. يمكن تفريق بينها بشكل وحجم البلبل، والقراءات التي يصل إليها، أو ما يسمى باللهجة العامية في العراق "لساناته". تتراوح هذه القراءات بين 10 و50 قراءة، وتعتبر هذه الميزة أهم الصفات التي تحدد أسعار البلابل.
يضيف المندلاوي، في حديثه إلى "العربي الجديد": "وصلت أسعار البلابل في مندلي إلى ما يقارب المليون دينار عراقي، أي نحو 800 دولار، خصوصاً إذا كان مميزاً ولم تختلط قراءاته الأصلية". تعتبر مهنة صيد البلابل في مندلي محل رزق لكثير من الشباب والعائلات، الأمر الذي أدى إلى تراجع أعدادها في الآونة الأخيرة، وكذلك بسبب نوع الصيد غير الشرعي وصيد الفراخ وبيعها من قبل بعض الأطفال، حتى أصبحنا لا نسمع صوت البلابل بعد أن كان غناؤها يعج في الأرجاء، عند المرور من جانب أي بستان أو شجرة.
من جانبه، يقول عمر عبد الله، أحد الناشطين في مجال الحفاظ على البيئة، إن بلبل مندلي يعتبر أصيلا لأنه الأقدم من تلك الموجودة في بغداد وأربيل والنجف، وكذلك هو مميز في الصوت والألحان والشوق (تفاعله واعتياده على صاحبه). وكل نوع يعرف باسم منطقة أو بستان موجود فيه بالمدينة، مثل بلبل بستان قلم حاج، وبلبل فلشت، المنفذ، وبلبل "جورداغ"، وبلبل "جورديوار". يحمل البلبل اسم البستان أو المنطقة التي يعود إليها، وقد أثر الصيد الجائر على أعداد البلابل بشكل كبير، حيث تناقصت أعدادها. أما أسعارها؛ فقد أخذت ترتفع كلما نقصت الأعداد، وأصبح صعباً الحصول على بلبل كلما ارتفع السعر، وقد تأخذ مدة الحصول على بلبل مندلاوي أشهرا، وربما تصل إلى سنة. هناك من يقوم بوضع خطة لشرائه بأسعار رمزية من الصبية أو بعض الفقراء الّذين يجدون في هذا العمل مردوداً مادياً بسيطاً لهم ولعائلاتهم، خاصة أنه لا يكلفهم غير عناء الصيد.
اقــرأ أيضاً
يؤكد عبد الله، لـ"العربي الجديد"، أن هناك حملات توعية بأهمية الحفاظ على هذا النوع من البلابل عن طريق الكتابة على بعض البساتين "ممنوع الصيد حفاظاً على هذا النوع من الانقراض"، حتى أن فراخ البلابل غالبا ما تلقى حتفها بعد صيدها بأيام، خاصة إذا ما تم بيعها لأشخاص لا يحسنون تربيتها.
يرجع تاريخ مندلي إلى 6000 سنة قبل الميلاد. تقع المدينة في سهل خصب على بعد 180 كم شمال شرقي مدينة بغداد، يحدها من الشمال قضاء خانقين وقضاء المقدادية ومن الشرق إيران، ومن الجنوب محافظة واسط. تعد مندلي من أقدم الأقضية في العراق، وتشتهر بالعديد من البساتين المثمرة، كما أنها موطن لأنواع من الحيوانات البّرية.
ووفقاً لعضو مجلس المدينة، حميد المندلاوي، فإن خطورة استمرار صيد البلابل في مندلي لغرض بيعها أو جنيها في أقفاص داخل البيوت باتت أكثر من ذي قبل، كاشفاً عن انطلاق حملة شعبية لإنقاذ البلابل من الانقراض والتحذير من صيدها، موضحاً في تصريحات لوسائل إعلام محلية عراقية بأن عدداً من الأهالي قاموا بشراء البلابل من مناطق أخرى وإطلاقها في بساتين مندلي، حيث موطنها الأصلي لغرض التكاثر.
حول ذلك، يقول خليل المندلاوي، خبير في أنواع البلابل والطيور، إن هناك ثلاثة أنواع من البلابل التي تُعتبر مدينة مندلي موطنها؛ هي المندلاوي والغرابي والجبلي. يمكن تفريق بينها بشكل وحجم البلبل، والقراءات التي يصل إليها، أو ما يسمى باللهجة العامية في العراق "لساناته". تتراوح هذه القراءات بين 10 و50 قراءة، وتعتبر هذه الميزة أهم الصفات التي تحدد أسعار البلابل.
يضيف المندلاوي، في حديثه إلى "العربي الجديد": "وصلت أسعار البلابل في مندلي إلى ما يقارب المليون دينار عراقي، أي نحو 800 دولار، خصوصاً إذا كان مميزاً ولم تختلط قراءاته الأصلية". تعتبر مهنة صيد البلابل في مندلي محل رزق لكثير من الشباب والعائلات، الأمر الذي أدى إلى تراجع أعدادها في الآونة الأخيرة، وكذلك بسبب نوع الصيد غير الشرعي وصيد الفراخ وبيعها من قبل بعض الأطفال، حتى أصبحنا لا نسمع صوت البلابل بعد أن كان غناؤها يعج في الأرجاء، عند المرور من جانب أي بستان أو شجرة.
من جانبه، يقول عمر عبد الله، أحد الناشطين في مجال الحفاظ على البيئة، إن بلبل مندلي يعتبر أصيلا لأنه الأقدم من تلك الموجودة في بغداد وأربيل والنجف، وكذلك هو مميز في الصوت والألحان والشوق (تفاعله واعتياده على صاحبه). وكل نوع يعرف باسم منطقة أو بستان موجود فيه بالمدينة، مثل بلبل بستان قلم حاج، وبلبل فلشت، المنفذ، وبلبل "جورداغ"، وبلبل "جورديوار". يحمل البلبل اسم البستان أو المنطقة التي يعود إليها، وقد أثر الصيد الجائر على أعداد البلابل بشكل كبير، حيث تناقصت أعدادها. أما أسعارها؛ فقد أخذت ترتفع كلما نقصت الأعداد، وأصبح صعباً الحصول على بلبل كلما ارتفع السعر، وقد تأخذ مدة الحصول على بلبل مندلاوي أشهرا، وربما تصل إلى سنة. هناك من يقوم بوضع خطة لشرائه بأسعار رمزية من الصبية أو بعض الفقراء الّذين يجدون في هذا العمل مردوداً مادياً بسيطاً لهم ولعائلاتهم، خاصة أنه لا يكلفهم غير عناء الصيد.
يؤكد عبد الله، لـ"العربي الجديد"، أن هناك حملات توعية بأهمية الحفاظ على هذا النوع من البلابل عن طريق الكتابة على بعض البساتين "ممنوع الصيد حفاظاً على هذا النوع من الانقراض"، حتى أن فراخ البلابل غالبا ما تلقى حتفها بعد صيدها بأيام، خاصة إذا ما تم بيعها لأشخاص لا يحسنون تربيتها.
يرجع تاريخ مندلي إلى 6000 سنة قبل الميلاد. تقع المدينة في سهل خصب على بعد 180 كم شمال شرقي مدينة بغداد، يحدها من الشمال قضاء خانقين وقضاء المقدادية ومن الشرق إيران، ومن الجنوب محافظة واسط. تعد مندلي من أقدم الأقضية في العراق، وتشتهر بالعديد من البساتين المثمرة، كما أنها موطن لأنواع من الحيوانات البّرية.