إيران تهيمن على المسلسل السوري "هارون الرشيد"

08 مايو 2018
من المسلسل (المكتب الاعلامي للانتاج)
+ الخط -
يبدو كأنّ لعنة حلّت على مسلسل "هارون الرشيد" منذ بداية التحضير له حتى عمليات التصوير. أحدث فصولها هو صراع ظهر على السطح بين الكاتب السوري، قمر الزمان علوش، وكاتب نسخة هارون الرشيد لهذا الموسم عثمان جحا.
حيث تصدّر علوش كاتب سيناريو مسلسل "نزار قباني"، الواجهة مجدداً تحت مسمَّى الدفاع عن الوطنية. وعدّ المسلسل مخالفاً لقوانين "الدولة السورية"، حسب ما نشر على صفحته بموقع فيسبوك. معتبراً أن المسلسل يسيء للتاريخ الفارسي والشخصية الفارسية، في محاولة للتحريض على إثارة الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية.

وتابع أن المسلسل يصنع من نكبة البرامكة التي حدثت في عهد الرشيد بقسوة وشناعة "أمثولة" يجب تكرارها للخلاص من العدو الإيراني بحسب "شريط تلفزيوني" شاهده قمر الزمان على منتدى "فك شيفرة حزب الله"، وأن المتحدث قال: "لكي يصحو الشيعة من أوهامهم بحاجة إلى نكبة"، مشيراً إلى "مجزرة" البرامكة.
ولكن ما علاقة ذلك بمسلسل "هارون الرشيد"؟
استنتج قمر الزمان المعروف بتحيزه للنفوذ الإيراني في سورية، أن المسلسل "يطعن" في الحلفاء ويسيء إلى تاريخهم وحضارتهم وهويتهم القومية، واصفاً ذلك بالجريمة الفنية الكبرى، وهي تعادل في الحرب أعلى جرائم "الإرهاب". وبعدما كشف علوش "الجريمة"، حسب ما يعتقد، طالب بوقفها بشكل فوري كون العمل سيعرض على القنوات الخليجية "المغرضة" صاحبة المصلحة والجهة الممولة للإنتاج، وختم كلامه بأن الوثائق التي تثبت صحة ادعاءاته موجودة في عهدة وزارة الإعلام ويمكن إحالتها إلى الأجهزة الأمنية المختصة.
الموضوع لم يتوقف هنا، بل أوضح علوش أن وزير إعلام النظام، عماد سارة، وضع يده على المسلسل، ليتابع الإجراءات الرقابية عليه شخصياً، بعد أن وصل إلى دائرة الرقابة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وأن الوزير أعطى أوامره بمنع تصويره في سورية.
وسرعان ما جاء الرد من كاتب المسلسل عثمان جحا، الذي وصف الادعاء بالتجارة الرخيصة، وردّ على كلام علوش عبر فيسبوك أيضاً، وعزا الرد إلى اتساع حملة الافتراء ما استدعى التوضيح لأن القضية حملت برأي جحا متاجرة بالوطنيات والمزاودات على عمل لم يُعرض بعد. وفنّد عثمان تفاصيل منع الرقابة في التلفزيون السوري للنص دون أن تبدي أي رأي أو تطلب تعديلاً، حتى وصلت إلى أذهان العاملين في الرقابة أن عضواً في لجنة القرّاء يمكن أن يوافق إذا ما جرت بعض التعديلات. وحدث فعلاً بحسب الكاتب، أن جرت معالجة درامية للنص هدفُها نيل موافقة الرقابة. ولكن عضو الرقابة استفحل في التدخلات وطالب أن يدخل اسمه في التأليف، وهنا بدأت مرحلة الابتزاز بحسب عثمان، واللعب على الوتر الطائفي. ويفسر عثمان انتقال عمليات التصوير إلى الخارج، بما حمله ذلك من تكاليف لنقل الممثلين وأجور إقامتهم في أبوظبي.


عثمان فتح النار على قمر الزمان علوش واتهمه بشكل مباشر أنه فاوض عثمان على إنهاء الموضوع مقابل مبلغ مادي، ولكنه عاد لإذكاء النيران تحت عناوين خشبية مهترئة.
ليختم كلامه "وأخيراً: أيخيفك التاريخ المجسد بعمل تلفزيوني يا سيدي؟ لما تلجأ إلى اللكز بسهم الفتنة وتختبئ وراء اصبعك لتغطي على خيبتنا بك؟ لما لا تواجه العمل إذا كان لا يعجبك بعمل آخر فنرتقي جميعاً، الجواب لا تستطيع، لأنك لا تقرأ التاريخ ولا حتى الحاضر ولن تستشف المستقبل، فدعك من هذه المتاجرة الرخيصة.. وكن أرقى".
المساهمون