ينابيع بعدد أيّام السنة في قريتين جنوب لبنان

14 يوليو 2015
365 ينبوعاً في 1400 هكتار فقط (العربي الجديد)
+ الخط -
تتربع بلدتا جباع وعين بوسوار على تلّة تمتدّ إلى كتف جبل صافي جنوب لبنان، الذي يحتضنهما من الجهة الشرقية، قبالة الجهة الغربية التي تمتدّ على مدى النظر، وصولاً إلى البحر ناحية مدينة صور ومحيطها. وتبلغ مساحة البلدتين 1400 هكتار تقريباً، ويبلغ عدد سكانهما المقيمين شتاءً 3500 نسمة تقريباً، ليصل صيفاً إلى 9000 نسمة. يبدأ ارتفاعهما من 485 متراً عن سطح البحر، لينتهي بـ1410 أمتار عند قمّة جبل صافي.
تكثر في جباع وعين بوسوار أحراج الصنوبر والسنديان، بالإضافة إلى الينابيع التي وفّرت خضرة دائمة على مدار السنة، لتضفي على المنطقة روعة لا تنتهي من جمال الطبيعة. ويوازي عدد الينابيع عدد أيام السنة: 365، يستفيد منها أهالي البلدتين بمياه الشفة والريّ. أشهر هذه الينابيع: جليخة، القبة، عكيتا، المنفر، شقّ العجوز وعين الفوقا.
تعتبر جباع وعين بوسوار من الأماكن السياحية بامتياز في جنوب لبنان. فيهما سراي تعود إلى العهد العثماني، وحمام تركي، ومؤسسات سياحية وفندق، إضافة إلى المناخ البارد صيفاً والهواء النقي. كما أنّ جباع فيها مكتبات تاريخية، منها ما هو خاصّ نظراً لكثرة العلماء فيها سابقاً. لكنّها اندثرت بفعل تغيّر الزمن والإهمال. أمّا المكتبة العامة فتأسّست في 1963 وكانت نموذجاً فريداً في المنطقة. أنشأها رئيس البلدية في ذلك الوقت، الشيخ علي مروّة، جمع فيها عدداً من الكتب التي كانت مفتوحة للجميع طوال الوقت. لكن في الفترة الأخيرة مرّت المكتبة بمرحلة هجران، بسبب التطوّر التكنولوجي، وعدم تعاون الجيل الجديد مع الكتاب.

اقرأ أيضاً: "عين السلطان".. كهوف تغازل المغاربة بالماء والخضرة

أقيم في عام 2002 مركز ثقافي يهتم بالكتب الحديثة، ويحاول إعادة مجد المكتبة القديمة، من خلال دمجها بالمركز، لتتضمّن مراجع وكتبا وأبحاثا علمية يحتاجها الطالب أثناء دراسته، بالإضافة إلى موسوعات متنوّعة وإنترنت، لإدخال التطوّر إلى المكتبة، تشجيعاً لاستقطاب الروّاد من الجيل الجديد، وتنشيط الحركة من جديد داخل المكتبة، التي تحتوي على كتب روائية، ثقافية، سياسية، قصص، صحف، مجلات قديمة وغيرها.
المساهمون