الأوائل في رمضان: الدراما المصرية تتفوّق

25 يونيو 2016
من "غراند أوتيل" (فيسبوك)
+ الخط -
بدأت نتائج موسم "دراما" رمضان لهذا العام تظهر تباعاً من خلال الإحصاءات الواضحة لعدد من المسلسلات العربية التي تُعرض، وتحقق نسبة مشاهدة عالية. من الواضح، أن الاعمال التي حققت المراتب الأولى حتى الساعة، جاءت مبنية على قصص عميقة أو مقتبسة عن روايات قديمة، وظفت بقالب درامي ممتع، وحبكة متقنة، فضلاً عن الإخراج وأشغال الديكور التي ظهرت مكملة للحالة العامة للمسلسل.

"أفراح القبّة"

لم يكن سهلاً، على المخرج محمد ياسين ان يوظف رواية الأديب الراحل نجيب محفوظ "أفراح القبّة" في "كادر" يتألف من ثلاثين حلقة، لكن الصُور التي نقلها المخرج أعطت النص الروائي حقه من المشهد الأول، الذي يجلس فيه صاحب المسرح وأسرة الممثلين على طاولة واحدة لمناقشة أحد الأعمال المسرحية، صورة نقلت إلى قراء الرواية الحقيقة بالمشهد التلفزيوني العام، واستطاعت الصورة نفسها أن تعيد اكتشاف الممثلين جميعاً في هذا القالب العميق من رواية صعبة، فاستعاد المشاهد اكتشاف اكثر من خمس شخصيات لعبت دور البطولة في "افراح القبة" وهي جمال سليمان، ومنى زكي وصبا مبارك وأياد نصّار وبالطبع صابرين، حالة قلبت مقاييس الأعمال الأخرى التي قدمها هؤلاء من قبل، وربما كان لأياد نصّار حصة الأسد في انقلاب واضح بعد تعاونه الأول مع المخرج محمد ياسين في مسلسل "الجماعة" إنتاج العام 2010.
وهكذا، حمل أفراح القبّة" نجاحاً استباقياً مدروساً لنتائج مرتقبة ستظهر تباعاً من خلال طريقة الطرح والتمثيل والصورة وحتى الألوان، واستظل برؤية غير منقحة لأسلوب نجيب محفوظ الواضح من الرواية إلى اللقطة المُصورة، وربما هذا ما جعل المشاهد العادي يتابع المسلسل حتى النهاية.

غراند أوتيل

ويُعتبر مسلسل "غراند اوتيل" واحداً من أفضل الإنتاجات المصرية التي قُدمت منذ سنوات، ورغم اقتباسه عن مسلسل إسباني قُدم قبل سنوات، إلا أن منتج العمل محمد مميش استطاع أن يوفر كل الإمكانات لتنفيذ هذا العمل، وخروجه بحلة مصرية عربية، تعود إلى زمن الخمسينيات في مدينة "أسوان"، وجاء نص تامر حبيب مكملاً لهذا الاقتباس بعين ذكية خصوصاً في طريقة الطرح، واستغلال الفندق الذي تدور كل الأحداث بداخله، إضافة إلى رؤية المخرج محمد شاكر خضير، وطريقة استثمار نجوم الصف الثاني في تفعيل وحركة العمل، والربط المشوّق للأحداث اليومية، التي تأسر المشاهد للمتابعة بدل أن تقدم له وجبة سريعة سيعتبرها مجرد "ابراتيف" خيالي كما هو حال الأعمال الأخرى.

الأسطورة

وتقدم مسلسل "الأسطورة"، لا بل تفوق "مصرياً" هذا العام. وفق كل الإحصاءات، الممثل محمد رمضان استطاع مرة أخرى أن ينتزع محبة الناس ويترفع إلى مكانة جماهيرية واضحة بينت مقدرته الفائقة في التمثيل، وكيفية مخاطبة الحارة المصرية، فدخل قبل أيام هاشتاغ "ناصر دسوقي" البطل الذي يلعب دوره محمد رمضان على الأسماء الأكثر تداولاً على موقع تويتر، خصوصاً بعد ان أقدم دسوقي على الانتقام من قاتل شقيقه، وعمد بعض الشباب المصري على تقليد رمضان لجهة حلق رأسه وإرخاء اللحى، كنوع من التفاعل الواضح مع دسوقي ابن الحارة الشعبية.


ونوس

اعتبر ايضاً من الأعمال الجيدة التي حظيت بنسبة مشاهدة عالية، عودة الممثل يحيى الفخراني إلى الشاشة الصغيرة كانت موفقة هذا العام في رواية اجتماعية، مأخوذة عن إحدى الحكايات الألمانية الشعبية وشخصية "فاوست" الذي باع نفسه للشيطان مُقابل الدنيا، الحكاية التي حولّها غوتيه لمسرحية أدبية، وتناولها بعده العديد من الكُتّاب الآخرين، اقتبسها المؤلف عبد الرحيم كمال كقصة بنى عليها مسلسل ونوس في قالب عربي معاصر.
إلى لبنان، على الرغم من المتابعة الكبيرة للأعمال المصرية والسورية، وحتى الدراما المُشتركة، تفوق مسلسل "مش أنا" للكاتبة والممثلة كارين رزق الله على غيره من الأعمال الدرامية اللبنانية، وحقق أعلى نسبة مشاهدة وفق إحصاءات وزعتها lbci على وسائل الإعلام، رغم ان معظم المحطات المنافسة عرضت مسلسلات دراما مشتركة جاءت غنيّة بالعناصر اللبنانية، عبر الكتّاب والمخرجين وحتى الممثلين، ذهب النجاح هذا العام أيضاً إلى الكاتبة كارين رزق الله صاحبة القصة وبطلتها.

"خاتون" و"نص يوم"

تقاسم مسلسلا "خاتون" و"نص يوم" ايضاً نسبة مشاهدة جيدة في لبنان، خاتون القصة السورية في زمن الانتداب الفرنسي استطاعت التقدّم برؤية مؤثرة جداً
كما تقدم مسلسل "نص يوم" على منافسيه "ياريت" و"جريمة شغف" بعد تسارع أحداث العمل في الأسبوع الثاني، على الرغم من ضعف النص، وغياب بعض التفاصيل الواجبة لتبرير الأحداث التي تهبط على المشاهد كالمفاجأة، لكنه اعتبر أفضل من العملين اللذين ينتميان لنوع الدراما المشتركة وهما "ياريت" و "جريمة شغف".

"ساق البامبو" و"سيلفي"

في الخليج، حقق مسلسل "سيلفي المرتبة الأولى، وقفز إلى الأعلى متابعة في إحصاءات MBC وحتى مواقع التواصل واستطاع منافسة مسلسل "ساق البامبو" الذي حظي أيضاً بنسبة مشاهدة عالية لأسباب كثيرة ومنها قصة زواج الكويتي بالفيليبينية، وكيفية تعاطي المجتمع المنغلق، مع هذه الظاهرة المنتشرة خليجياً، ورغم قلة الالتزام الواضحة في النص الخاص برواية "ساق البامبو" للأديب الكويتي عبد الله السنعوسي، ظهرت التجربة جيدة وحققت نسبة تفاعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لقضية اجتماعية مُلحة، وعدم اعتراف بعض العائلات في الكويت بطفل من اب كويتي وأم من جنسية مختلفة، بسبب أنها خادمة فقط.

دراما سورية

تراجع الدراما السورية ظهر واضحاً هذا الموسم، لا مراتب أولى حتى الآن ولا إجماع حول كمية الأعمال التي قدمت على أنها الفضلى ثمة ضياع تعيشه الدراما السورية بدا واضحاً من خلال النتائج، لأسباب كثيرة منها دون شك الوضع الأمني والسياسي الذي يسيطر على المنطقة العربية عموماً، لكن لا تخفى محاولات تستحق أن تصل إلى المراتب الأولى في "الندم" وكذلك في "نبتدي منين الحكاية" الذي جمع سلافة معمار وغسان سعود، لكنها تراجعت جماهيرياً رغم مستواها الفني والإخراجي الجيد.
دلالات
المساهمون