صناعة المسابح

08 مارس 2015
مسابح ثمينة (العربي الجديد)
+ الخط -
يلجأ البعض إلى هواية جمع المسابح ويتباهون بالعدد الذي يحصلون عليه بألوان متعدّدة وأنواع حجارة بين الثمينة والعاديّة. وهناك مثل شعبي يشير إلى أنّ "سرقة المسبحة حلال"، لذلك نرى بعض الرجال يتقنون ويعمدون إلى سرقة مسابح أصدقائهم بطرق محبّبة. وقد اشتهرت بعض الدول بصناعة المسابح، مثل تركيا، الأردن ومصر، والآن أصبحت في لبنان معامل خاصة لإنتاج المسابح الثمينة.

جورج مارون نجم، من بلدة مغدوشة في جنوب لبنان، بدأ هواية جمع المسابح ثم صارت حرفته، وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال: بدأت هواية جمع المسابح منذ خمس عشرة سنة. كنت أعمل بدبي، وقمت بشراء عدد كبير من المسابح هناك، وعند عودتي إلى لبنان، أصبح لديّ فضول لمعرفة كيفيّة صناعتها، وماهية سر اختلاف السعر من مسبحة إلى أخرى، وميزة مسبحة عن أخرى. وتساءلت: هل السر يكمن في المادة الخام أو بطريقة صناعتها وخراطتها؟ وبدأت رحلة البحث في كيفية صناعة المسابح.

وأشار نجم إلى أنّه يعمل مدير مبيعات ومشتريات في إحدى الشركات، ولكن جمع المسابح كانت هواية وصارت حرفة أتقنها باحتراف، "أزاول هذه الحرفة ليلاً أو خلال أيام العطل منذ أربع سنوات بمجهود فردي، وتعلّمت هذه الحرفة من خلال أفلام الفيديو واطلعت على طرق صناعة المسابح المختلفة من مصرّية وتركيّة وغيرها، وكيفية تجميع وتنسيق حبّات المسبحة".
ولفت إلى أنّه في بداية ممارسة حرفته دعمه الكثير من التجار والأصدقاء بتأمين المواد الخام له، وسافر إلى تركيا حيث زار أشهر صانعي المسابح هناك ليتعرف على طرق خراطة حبّات المسبحة.

وحول سبب ارتفاع أسعار بعض المسابح، يشرح نجم: "هناك قسمان. القسم الأول، هو من يرغب باقتناء المسبحة حتى لو كانت من النوع العادي، لكن رغبته بامتلاكها قد تجعله يدفع أكثر من ثمنها الفعلي. والقسم الثاني هو غلاء المادة الخام، مثل الكوربا والفيروز والمرجان والعاج وقرن "وحيد القرن"، وهي مواد خام نادرة، ويستخدم حجر العنبر في صناعة المسابح أيضاً، وهذا الحجر له ألوان عدة وهو موجود من ملايين السنين".

وأشار إلى أنّ من أكثر المسابح طلباً في لبنان هي المصنوعة من الكوربا الألماني، والعنبر والمرجان. أمّا في الخليج العربي، فإنهم يفضّلون المسبحة المصنوعة من قرن "الخرتيت"، وهذه المسابح قد يصل سعر الواحدة منها إلى 30 ألف دولار. يزاول نجم مهارته بصناعة المسابح في معمله الصغير، ويستعمل آلات الخراطة الخاصة بالساعات كي يضيف الدقة في طريقة الحفر، كما يقوم بصناعة بعض الإكسسوارات النسائية من عقود وحلق.

ولمّح جورج في حديثه إلى أنّ الناس في لبنان يهمهم شكل المسبحة وقيمتها، أمّا في قطر والكويت والإمارات، فيهمهم مَن الذي قام بصناعة وخراطة المسبحة، لأنّ طريقة صناعتها تدل على مدى الدقة والإتقان، بالإضافة أنه يقوم بخراطة حبّات المسبحة بحسب ذوق الزبون، وخاصة شكل الشاهد والشرّابة. وأوضح أنّ من ضمن المسابح المميّزة التي جمعها، هناك مسبحة تحتوي على شاهد بشكل مدفع لأحد ضباط الجيش.
دلالات
المساهمون