قصص لنساء قطريات غيّر اكتشاف النفط حياتهن في معرض بمشيرب

11 ابريل 2018
مبحراً في أعماق ذاكراتهن (العربي الجديد)
+ الخط -
افتتح في متاحف مشيرب بالدوحة، معرض "حنّا بنات قطر"، بمشاركة 35 من طلبة برنامج الماجستير المتخصص في المتاحف بكلية لندن الجامعية قطر، ويستمر إلى 9 مايو/ أيار المقبل.

ويحكي المعرض قصصاً لنساء قطريات كان لاكتشاف النفط أثر كبير في تغيير نمط حياتهن، بدءاً بالجدات القطريات مروراً بالأمهات ووصولاً إلى بناتهن.

ويتنقل المعرض بين ثلاثة أجيال متعاقبة، مبحراً في أعماق ذاكراتهن وأفكارهن المتعلقة بالتعليم والعمل والموضة والحرف التقليدية والفن، ليرصد مظاهر التغيير التي طرأت على حياة النساء القطريات والموروث الذي بقي حيّا، محتفيا بالنموذج الملهم الذي تقدمه هؤلاء النساء وبقدرتهن على التكيّف مع الواقع المتغيّر عبر التاريخ.

وبطريقة إبداعية، صمم الطلبة خارطة لدولة قطر يتوسطها رمز المعرض (الجدة والأم والبنت)، ووزعوا عليها التواريخ المهمة في حياة المرأة القطرية، بدءاً من افتتاح أول مدرسة رسمية للبنات عام (1957 ـ 1958)، مروراً بتأسيس جامعة قطر عام 1973، وتأسيس كلية للبنات، ووصولاً إلى عام 2017، حيث تم تعيين أول امرأة، وهي لولوة الخاطر، كمتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية. وبين التاريخين، جرت مياه كثيرة حققت فيها المرأة القطرية حضوراً في شتى المجالات.

وقال رئيس متاحف مشيرب، حافظ علي: "تلتزم متاحف مشيرب بتطوير كل التفاصيل والمواضيع التي تشتمل عليها المعارض، وذلك بهدف سرد القصص الجميلة عن قطر، ومن أجل بناء جسور تربط بين الأجيال الجديدة وتراث الأسلاف وتاريخهم".

وبشأن تعاون متاحف مشيرب مع محيطها، أوضح علي أن متاحف مشيرب تؤكد على مشاركة المجتمع في جميع الجوانب، حيث إن هناك تعاوناً مع الهيئة العامة للسياحة من أجل تدريب المرشدين السياحيين، ومع وزارة التعليم والتعليم العالي لتدريب المدرسين، والمراكز الشبابية بوزارة الثقافة والرياضة. فضلاً عن التعاون مع الجهات الأكاديمية من قبيل جامعة فرجينيا كومنولث، وكلية لندن الجامعية قطر، من أجل دعم الطلبة في هذه التجربة المتحفية.

ولن يكتفي الطلاب بتقديم تجربة بصرية وسمعية فقط لزوار المعرض عبر المقتنيات المختلفة مثل الأزياء والمشغولات والروايات الشفهية، بل ثمة ألوان مختلفة من العطور التقليدية القديمة مثل ماء الورد والعود بروائحها الفواحة، وتكتمل التجربة بتنظيم العديد من الأنشطة المجتمعية التشاركية التي تعزز العلاقة بين زوار المعرض ومحتوياته.

وحول مشاركتها بالمعرض، تقول طالبة الماجستير بكلية لندن الجامعية قطر، تانية الماجد لـ"العربي الجديد": "عملت في قسم التقييم وكنت أنقل الفكرة للجمهور وأرصد مدى تفاعلهم معها إلى جانب سبر آرائهم حول ماذا يفضلون بالتركيز عليها في المعرض، وشاركت مع زميلاتي في جلسات مع نساء قطريات يمثلن ثلاثة أجيال الجدة، الأم والفتاة".



وتابعت: "توصلنا إلى اسم المعرض "حنّا بنات قطر"، وهو عنوان "مرادة" (أهزوجة) تراثية قطرية، وأجرينا بحوثاً في التاريخ القطري، ومقابلات مع العديد من السيدات القطريات اللواتي ساعدننا بتشكيل محتويات المعرض. وأشادت الماجد بالتجربة التي خاضتها عبر مشاركتها بالمعرض، كونها تعاونت مع طلبة من مختلف أنحاء العالم".

وتقول طالبة ماجستير بكلية لندن، ليلى نيكسيك: "هدفنا هو استكشاف حياة القطريات في الماضي على الصعيد الشخصي والأسري والمهني. ونأمل أن يعزز هذا المعرض الحضور النسائي في مسيرة تطوير قطر". وأضافت: "المشاركة في هذا المشروع الطلابي السنوي الذي يأتي ضمن مقررات كلية لندن الجامعية يساعدني على تحسين أدائي مهنيّاً، والمشاركة بفاعلية في تطوير قطاع المتاحف وتعزيز الابتكار فيه".

يشار إلى أن متاحف مشيرب هي الوجهة الثقافية الجديدة، التي تعكس تاريخ أربعة بيوت تراثية تم ترميمها في الحي التراثي ضمن مشروع "مشيرب قلب الدوحة ". وتجسد هذه البيوت آمال وأحلام وإنجازات الأجيال القطرية السابقة التي أرست القواعد للدولة الحديثة.

ويظهر"بيت الرضواني" التحول الذي طرأ على حياة العائلة القطرية مع اكتشاف النفط وكيفية تحسن الحياة بسرعة مع الأجيال الجديدة. ويعرض "بيت الشركة" تاريخ قطر من خلال الظروف الصعبة التي عاشها القطريون الأوائل للمساهمة في إثراء المجتمع اليوم.


ويحمل "بيت بن جلمود"، الزوار في رحلة إلى تاريخ الاسترقاق حول العالم وصولاً إلى عالمنا الحالي. ويستعرض" بيت محمد بن جاسم" وهو المقر السابق لحاكم قطر في الماضي، تاريخ منطقة مشيرب، والدور المهم الذي لعبته المنطقة في نمو مدينة الدوحة.

 

 

 

 

دلالات
المساهمون