الإمارات: انتشار الموسيقى الرقميّة

25 مارس 2015
الإنتاج الموسيقي في الإمارات صناعة مميّزة (ربيح مغربي/فرانس برس)
+ الخط -
يعد الإنتاج الموسيقي في الإمارات العربية المتحدة صناعة مميّزة، في ظل التسهيلات المقدمة من قبل السلطات، وتشجيع الشركات للدخول في عالم الموسيقى، خاصة الموسيقى الرقمية، التي باتت تحتل، اليوم، حيّزاً كبيراً من حجم السوق داخل الإمارات.


وقد ساهم الانتشار الرقمي لتوزيع الموسيقى، في ارتفاع عدد الشركات العاملة في هذا المجال. فعلى سبيل المثال، استطاعات شركة "يونيفرسال ميوزيك مينا" أن تجد لها مكانة في عالم الموسيقى الرقمية في الإمارات، وذلك من خلال امتلاكها ثمانية متاجر "iTunes"، في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استخدامها خدمات التدفّق الصوتي ومواقع تشغيل الأغاني، مثل Anghami وHP Connected Music، وتسعى هذه الشركة وغيرها إلى التعاقد مع العديد من الفنانين من الإمارات ومن الخارج.


اهتمام بالقطاع

 
إلى ذلك، يولي المسؤولون في إمارة دبي أهمية كبرى لتنظيم الفعاليات الموسيقية والحفلات الغنائية على مدار العام، مستفيدين من الإقبال الكبير للسياح، والنمو المتواصل في أعداد المقيمين فيها، حيث تحتل المرتبة الأولى في منطقة الخليج في هذا القطاع، متفوقة على البحرين والسعودية والكويت وقطر.

تستثمر حكومة دبي وبعض الشركات الكبرى في المدنية ملايين الدولارات سنوياً لاستثمارها في الإنتاج الموسيقي. فقد أطلقت الحكومة، في الربع الأخير من العام 2014، وبالتعاون مع إحدى الشركات، مشروعاً لإقامة متحف الفن الحديث ودار الأوبرا الفني في وسط المدينة، والذي من المتوقع أن ينتهي العمل به في العام 2017، ليزيد الإقبال على حضور الفعاليات في المدينة من جميع فئات المجتمع.

كما تتولى مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة مسؤولية إقامة الفعاليات الموسيقية والمهرجانات على مدار العام، وتتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص في تنظيم مهرجان دبي للتسوق والذي يشهد إقامة عدد كبير من الحفلات الموسيقية.


وتتعاقد المؤسسة سنوياً مع عدد من الفنانين والعازفين من الدول العربية والعالمية، لإقامة الحفلات في المدينة. ويبلغ إجمالي ما تنفقه على التعاقد معهم نحو 10 ملايين دولار سنوياً، في حين تدفع الفنادق الموجودة في كافة أطراف المدينة نحو 80 مليون دولار سنوياً لاستقطاب المغنين والموسيقيين من كافة أنحاء العالم.

لا شك أن هذا الاقبال قد ساهم في ارتفاع عدد الشركات الخاصة بصناعة الموسيقى وبيعها، حيث ارتفع عدد الشركات المنتجة في إمارة دبي إلى أكثر من 14 شركة خاصة بتوزيع الموسيقى، بالإضافة إلى سعي العديد من الشركات إلى افتتاح مكانب خاصة لها في دبي.
من جهة أخرى، يشير القيّمون في هذا المجال إلى أن عدد الحفلات الموسيقية التي تستضيفها دبي يصل إلى 1000 حفلة سنوياً، وتشكّل الأعياد الرسمية ومهرجان دبي للتسوق أبرز الفترات التي تقام فيها هذه الحفلات، إذ يرتفع عددها بنحو 50 إلى 60% مقارنة بباقي الفترات من العام، وتساهم بزيادة المبيعات في المحال والمجمعات التجارية في المدينة بنحو 20%.

ويساهم الأمن والازدهار والتطور الكبير الذي تشهده المدينة في نجاح الفعاليات المتنوعة التي تنظمها، إذ يتوقع المسؤولون أن يزيد عدد الحفلات الموسيقية التي تستضيفها في العام الحالي، وأن تشكّل في نهاية العام نحو 12% من الناتج المحلي في الإمارة مقارنة بنحو 9% خلال العام الماضي.

إقرأ أيضا: الإنتاج الموسيقي في مصر أسير الأزمة السياسية
المساهمون