وجرى اختيار الساحة الرئيسة المقابلة لجامعة بغداد في الجادرية منطلقا للتظاهرة التي من المقرر أن تستمر حتى عصر اليوم، وتمتد إلى التقاطع المؤدي إلى المنطقة الخضراء عند جسر الطابقين وسط بغداد.
وشوهد مئات من المشاركين في التظاهرة وهم يلبسون أكفانا بيضاء، كما ورفعت بعد التاسعة من صباح اليوم شعارات رافضة للوجود الأميركي في العراق، وعبارات منددة بقيام الأميركيين بقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، ونائب رئيس مليشيات "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس.
ولم يقتصر التظاهر على سكان العاصمة بغداد، إذ قامت حافلات حكومية بنقل أعداد كبيرة من أنصار مقتدى الصدر والمليشيات المسلحة من المحافظات الجنوبية للمشاركة في التظاهرة.
وقالت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" إن القوات العراقية أمّنت مكان التظاهر بشكل كامل، من خلال قطع جسور الجادرية والطابقين والمعلق، ومناطق الكرادة والعرصات والدورة والبياع المحيطة بمكان التظاهر، فضلا عن تسيير دوريات مكثفة في الشوارع القريبة من مكان التظاهر.
وأشارت المصادر إلى مشاركة عناصر أمن تابعين للفصائل المسلحة و"التيار الصدري" في تأمين التظاهرة.
وكان مقربون من زعيم "التيار الصدري" قد دعوا، في وقت سابق، أنصار التيار إلى المشاركة في حماية التظاهرة.
يشار إلى أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كان قد دعا، في وقت سابق، إلى تنظيم تظاهرة وصفها بـ"المليونية" للمطالبة بإخراج القوات الأميركية، وهو ما أيدته بقوة مليشيات عراقية وأعلنت عن مشاركتها بقوة.
ولم يؤكد أو ينف المتحدث باسم "التيار الصدري" صلاح العبيدي احتمال مشاركة الصدر في التظاهرة، مكتفيا بالقول بأن "كل شيء وارد"، مبينا، خلال تصريح صحافي، أن زعيم التيار رفض حضور المسؤولين العراقيين إلى التظاهرة "بهدف تجنب حصول أي تصادم".
واشار العبيدي إلى أن تظاهرة الجمعة "لن تمدد ولن تتحول إلى اعتصام مفتوح".
في المقابل، لمّح المتحدث باسم مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية محمد محيي إلى احتمال استمرار التظاهرة، مبينا، خلال حديث مع راديو محلي، أن تظاهرة الجمعة "ستمثل انطلاقة لعملية إخراج القوات الأميركية من العراق"، مضيفا أن حضور مليشيا "كتائب حزب الله" واسع فيها، وأن "العراقيين لا يمكن أن يسمحوا للأميركيين بالاستهانة بكرامتهم ووجودهم".
وأشار إلى أن "هذه الجموع ستخرج القوات الأميركية من العراق قبل أن تصبح طعما سهلا لـ"فصائل المقاومة""، لافتا إلى أن "هذه الفصائل ستقاوم الوجود الأميركي غير الشرعي"، على حد قوله.
هجوم على متظاهري بغداد والبصرة
إلى ذلك، واصلت القوات العراقية محاولاتها السيطرة على طريق محمد القاسم وساحة الطيران في بغداد، واستخدمت طوال ليل الخميس– الجمعة قنابل الغاز المسيل الدموع الذي تسبب بحدوث حالات اختناق، إلا أنها لم تنجح في ذلك بسبب توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين.
كما هاجم مسلحون يستقلون سيارة "باص" المتظاهرين في ساحة الطيران وأطلقوا الرصاص الحي على المحتجين بكثافة قبل أن يغادروا إلى جهة مجهولة، بحسب ناشطين أكدوا لـ"العربي الجديد" أن قوات عراقية قريبة لم تتدخل لمنعهم، موضحين أن آلاف المتظاهرين انضموا، صباح الجمعة، إلى المحتجين في ساحتي التحرير والخلاني وجسري الجمهورية والسنك للمطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين، وتكليف رئيس وزراء مستقل.
وفي البصرة، هاجم مسلحون مجهولون المتظاهرين في الشارع التجاري بإطلاق النار بشكل عشوائي قبل أن يلوذوا بالفرار.
وتسبب هجومان سابقان على متظاهري البصرة في مقتل متظاهرين اثنين وإصابة آخرين، ما دفع بالمتظاهرين إلى المطالبة بإقالة المحافظ أسعد العيداني والقادة الأمنيين، بسبب صمتهم عما يجري في البصرة من أحداث.