مشاكل تنظيمية تعصف بقيادة أكبر حزب معارض في المغرب

21 مايو 2019
زعيم الحزب حكيم بنشماش (فيسبوك)
+ الخط -

يمر حزب "الأصالة والمعاصرة"، أكبر حزب معارض في المغرب حسب نتائج الانتخابات التشريعية لسنة 2016، بأزمة تنظيمية حادة وصلت إلى حد انقسام الحزب إلى تيارات عديدة، كل تيار يدفع نحو إثبات ذاته سياسياً داخل هذه الهيئة السياسية.


وبلغت الأزمة التي تعصف بهذا الحزب الذي يقوده حكيم بنشماش درجة دعوة خصوم هذا الأخير إلى عقد اجتماع استثنائي للمجلس الوطني للحزب يتضمن في جدول أعماله نقطة فريدة تتمثل في البت في مصير الأمين العام، والتوجه نحو عزل بنشماش، وهو ما لاقى استنكارا ورفضا من مناصري هذا الأخير.
وعرف الاجتماع السياسي الطارئ لحزب "الأصالة والمعاصرة"، ليلة أمس، والذي خصص للتداول في مجريات وتداعيات تشكيل وانتخاب رئاسة وهياكل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، ما سماه مراقبون "معركة لتكسير العظام" بين مؤيدي بنشماش وخصومه، خاصة التيار الذي يقوده القياديان سمير كودار ومحمد الحموتي.
وتطرق الاجتماع المذكور إلى جملة مما سمتها قيادة الحزب "الخروقات والتجاوزات التنظيمية والقانونية والأخلاقية التي عرقلت عملية تشكيل وانتخاب رئاسة اللجنة التحضيرية واللجان الوظيفية، وفي مقدمتها عدم الالتزام بقرار الأمين العام برفع الجلسة المخصصة لهذا الغرض بالنظر لانتفاء الشروط الموضوعية والسليمة لإجراء عملية الانتخاب، وكذا الإعلان عن تنصيب مرشح لرئاسة اللجنة التحضيرية خارج الضوابط التنظيمية والقانونية بعد رفع الجلسة من طرف الأمين العام".
وقرر بشماش سحب تفويض رئاسة المكتب الفدرالي الذي سبق أن أسند من قبل إلى محمد الحموتي بمقتضى اتفاق 5 يناير/ كانون الثاني 2019، ليترأس بنشماش المكتب الفدرالي مجددا، وفقا للمادة 39 من النظام الأساسي، معتبرا "مواصلة أشغال اللجنة التحضيرية وما نتج عنها، بعد رفع الجلسة، عملا غير قانوني، ولا يخضع لقواعد الشرعية التنظيمية والسياسية".

وفي الوقت الذي دعت فيه قيادة حزب الأصالة والمعاصرة "مناضلات ومناضلي الحزب إلى الالتفاف حول شرعية المؤسسات الحزبية"، اعتبر تيار الخصوم أن بنشماش يتخذ قرارات انفرادية في تدبير دواليب الحزب، من دون إشراك باقي مكونات وقيادات الحزب، وهو ما جعل المناوئين يبحثون إمكانية عقد مؤتمر استثنائي في أفق عزل بنشماش عن قيادة الحزب المعارض.
وأفاد مصدر مقرب من الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" في تصريح لـ"العربي الجديد" بأن مؤامرة دبرت بليل، تقف وراءها أطراف داخل الحزب من أجل إطاحة قيادة الحزب التي تم انتخابها بشكل ديمقراطي وشفاف، مبرزا أن "هذه الأوضاع المحتقنة ليست في صالح الحزب ومستقبله، لأنه سيعيق مساره ومكانته داخل المشهد الحزبي، خاصة قبل سنتين من الانتخابات التشريعية المقبلة".

ويرى مراقبون أن "الأصالة والمعاصرة" فقد تلاحمه الذي كان في ولاية الأمين العام السابق إلياس العماري، والذي يوصف بالرجل النافذ، وبأن الحزب يسير بالفعل إلى عزل زعيمه الحالي بنشماش، خاصة في حالة إصراره على قراراته التنظيمية الأخيرة، وأيضا في خضم هيمنة التيار المعارض للقيادة على المجلس الوطني، والذي يعتبر بمثابة برلمان الحزب.