طرابلس: قوات حفتر تكثف غاراتها على مواقع "الوفاق"... ودعوة أممية جديدة للهدنة

09 يونيو 2019
"الوفاق" صدت قوات حفتر في السواني (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

كثفت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر من غاراتها الجوية على قوات "حكومة الوفاق"، في جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بينما أكدت الأخيرة محافظتها على مواقعها، في وقت جددت فيه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مطالبتها بهدنة إنسانية "عاجلة".

ونفى مصطفى المجعي، المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، صحة ما ذكرته شعبة الإعلام الحربي التابعة لقوات حفتر، عن أنّ قوات "الوفاق" تراجعت عن مواقعها في منطقة الرملة جنوب المطار، بعد أن تلقّت ضربات جوية مكثفة.

وقال المجعي إنّ "قوات الحكومة حققت تقدماً باتجاه منطقة المطار، وهناك اشتباكات عنيفة تدور حالياً، بعدما وصلت القوات إلى بوابة المطار الأولى".

وعن سيطرة قوات حفتر على منطقة الرملة جنوب المطار والسواني غرباً، أوضح المجعي أنّ "قوات حفتر حاولت التقدم، لكن الكتيبة 301 وكتيبة الحلبوص؛ التابعتين لحكومة الوفاق، صدتا الهجوم، وأرغمتا قوات حفتر على التراجع".

وأشار المجعي إلى أنّ "طيران حفتر كثّف من ضرباته الجوية في الساعات الماضية، محاولاً إضعاف دفاعات قواتنا، لكن قواتنا حافظت على مواقعها" كما قال، نافياً ما تداولته وسائل إعلام تابعة لحفتر حول تقدمها وسيطرتها على مواقع جديدة داخل العاصمة.

ولم تشهد تمركزات الطرفين، أي تغيير في المحاور الأخرى، كما في الهيرة قرب غريان (90 كيلومترا غرب طرابلس) ووادي الربيع وقصر بن غشير في الجنوب الشرقي للعاصمة.

غير أنّ المجعي شدد على أنّ قوات "الوفاق" تواصل استعداداتها لخوض "معركة فاصلة"، من أجل طرد قوات حفتر إلى خارج طرابلس وملاحقتها، من دون أن يذكر موعداً محدداً لذلك.

وأعلن حفتر، في 4 إبريل/نيسان الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة الليبية.

وأسفرت المعارك حتى الآن، وفق أحدث إحصائية لمنظمة الصحة العالمية، عن سقوط 607 قتلى؛ بينهم 40 مدنياً، و3261 جريحاً؛ بينهم 117 مدنياً، ونزوح ما يقارب 82 ألف شخص.

دعوة أممية جديدة إلى هدنة "عاجلة"

في غضون ذلك، جددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السبت، مطالبتها بهدنة إنسانية "عاجلة" في العاصمة طرابلس، بعد نحو شهرين من هجوم حفتر، ومحاولة قوات حكومة "الوفاق" التصدي له.

جاء ذلك في بيان للبعثة الأممية، عقب تفقّد رئيسها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، مدارس في طرابلس تؤوي مهاجرين نزحوا من مراكز الهجرة غير النظامية الواقعة في نطاق المعارك.

وقالت البعثة، في بيانها، إنّ سلامة "تفقّد عمل وكالات الأمم المتحدة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للنازحين في طرابلس".

وأوضحت أنّه زار "مدرسة أبو ذر الغفاري ومدرسة أحمد بن شتوان التي تستقبل مهاجرين نزحوا من مناطق الاقتتال في طرابلس من جراء الاشتباكات المؤلمة"، كما اطلع سلامة خلال الزيارة "على احتياجات المهاجرين وعمل وكالات الأمم المتحدة".

وطالبت البعثة، بحسب البيان "بهدنة إنسانية عاجلة، وبزيادة الدعم المقدم إلى النازحين".


كما أثنى سلامة على "جهد خلية الأزمة وسلطات بلدية طرابلس والهلال الأحمر في تقديم الدعم، وحث جميع المعنيين على تسريع وتسهيل وتمكين عملية إعادة النازحين طوعياً إلى بلادهم".




وسبق أن دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، في 5 مايو/أيار الماضي، إلى هدنة إنسانية مدتها أسبوع بالتزامن مع حلول شهر رمضان، إلا أنّ حفتر تجاهل هذه الدعوة.

وكان حفتر أطلق عمليته العسكرية لاقتحام طرابلس، قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع في مدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، الذي كان مقرراً بين 14 و16 إبريل/نيسان الماضي، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية، وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى.