وأكد الصدر، في بيان اليوم الثلاثاء، أنه يمنع جميع من سماهم "مجاهدي" مليشيا "سرايا السلام" من الترشيح للعمليتين الانتخابيتين المحلية والبرلمانية، موضحاً أن "هذا القرار جاء كي لا يضيع جهد عناصر المليشيا في بئر السياسة المقيتة"، وفقا لقوله.
وأضاف مخاطبا أتباعه: "سُمعتكم عندي أهم من كل شيء".
وجاء بيان الصدر متزامنا مع الجدل الذي يدور في الأوساط السياسية العراقية بشأن مشاركة المليشيات في الانتخابات، ومدى توافق ذلك مع الدستور والقوانين العراقية.
وفي السياق، أكد عضو "التحالف الوطني" الحاكم، فاضل الأنصاري، اليوم، أن مسألة اشتراك "الحشد الشعبي" في الانتخابات المقبلة تمثل نقطة خلافية داخل التحالف، مشيراً، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى وجود معسكرين، الأول يمثله رئيس الوزراء حيدر العبادي و"التيار الصدري" وبعض النواب المستقلين، ويطالب بحظر مشاركة أية جهة سياسية لديها فصيل مسلح في الانتخابات، حتى وإن كان هذا الفصيل مسجلاً ضمن "هيئة الحشد الشعبي".
وأضاف: "أما المعسكر الثاني فيقوده رئيس "ائتلاف دولة القانون"، وكتل بدر والفضية والدعوة والإصلاح والمجلس الأعلى"، ويشدد على "ضرورة وجود قوي لـ"الحشد الشعبي" في الانتخابات المقبلة"، مؤكدا أن "نوري المالكي والمقربين منه حريصون على الأصوات التي يمكن أن يأتي بها "جمهور المليشيات" في ظل الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والاحتقان الطائفي والمذهبي الذي تشهده البلاد".
وأشار الأنصاري إلى أن "الصراع احتدم على خلفية تصريح رئيس الوزراء خلال زيارته الأخيرة لواشنطن بأن "الحشد الشعبي" لن يشترك في الانتخابات"، مبينا أن "الأطراف الأخرى اتهمت العبادي بالخشية على منصبه من الثقل الذي تمثله المليشيات في المحافظات الجنوبية".
أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، حسان العيداني، يرى أن "الدستور نص بشكل صريح على عدم جواز اشتراك أية جهة سياسية تمتلك فصيلاً مسلحاً في الانتخابات، بغض النظر عن عمل هذا الفصيل أو بطولاته وإنجازاته"، مشيراً، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى وجود ضغوط دولية، وخصوصاً من الولايات المتحدة الأميركية، تدعو إلى إقصاء مليشيا "الحشد الشعبي" عن أية عملية سياسية أو انتخابية مقبلة.
وأضاف العيداني أن "قرار الصدر بمنع "سرايا السلام" من المشاركة في الانتخابات سيحرج بقية المليشيات بشكل كبير"، خصوصاً أن بعضها بدأ بالتحضير للانتخابات منذ وقت مبكر، لافتا إلى وجود "أجواء سياسية شبه متفقة على عدم مشاركة المليشيات بالعملية الانتخابية، باستثناء معسكر المالكي وبعض الشخصيات السياسية المقربة منه".
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات المحلية في العراق منتصف شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، فيما قرر مجلس النواب العراقي إجراء الانتخابات البرلمانية في الربع الأول من عام 2018.