أردوغان: القنصلية السعودية لديها أحدث الكاميرات وقلقون بشأن خاشقجي

11 أكتوبر 2018
كاميرات بمحيط قنصلية السعودية بإسطنبول (كريس مكراث/Getty)
+ الخط -


قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا لا يمكنها التزام الصمت بشأن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، خلال زيارته لقنصلية بلاده بإسطنبول الأسبوع الماضي، مضيفا أن القنصلية السعودية "لديها أحدث أنظمة الكاميرات، وهي قادرة على التقاط أي عصفور أو ذبابة تمر من هناك".

وأوضح أردوغان، في تصريح للصحافيين خلال عودته من المجر على متن الطائرة ردًا على سؤال عمّا إذا كانت هناك معلومات جديدة حول خاشقجي، أنهم يحققون في الحادثة بجميع أبعادها، "فهي حادثة جرت في بلادنا، ولا يمكننا التزام الصمت حيالها، لأنها ليست حادثة عابرة".

وأكّد الرئيس التركي أن خاشقجي ابن أسرة عريقة وكاتب عمود دولي، وأن الحادثة جرت وهو على وشك الزواج من فتاة تركية، خلال مراجعته للقنصلية العامة من أجل إجراء معاملات الزواج.

وتابع: "أصدرت التعليمات للمعنيين في اليوم الأول للحادثة، أي الثاني من الشهر (أكتوبر/ تشرين الأول 2018).. وبدأنا بمتابعتها، سواء مع وزارة العدل أو وزارة الخارجية، وكما هو معلوم فإن للحادثة بُعدا خاصا يتعلق بمعاهدة فيينا".

وبيّن أردوغان أنهم تناولوا الموضوع بجميع أبعاده، الأمنية والاستخباراتية وغيرها، وتمت متابعة التطورات بشكل مستمر لحظة بلحظة، بما في ذلك إجراءات الدخول إلى تركيا والخروج منها.

وأردف: "هل يمكن ألا تكون هنالك أنظمة كاميرات في قنصلية عامة أو سفارة؟ هل يمكن ألا تكون هناك أنظمة كاميرات في القنصلية العامة السعودية التي جرت فيها الحادثة؟ وهذه الأنظمة قادرة على التقاط أي عصفور يطير أو ذبابة تخرج من هناك، علمًا أن لديهم أحدث هذه الأنظمة".

ولفت إلى أن السلطات التركية اتخذت خطوات في إطار معاهدة فيينا، وحصلت على ردود بشأن إمكانية دخول القنصلية العامة السعودية لإجراء التدقيقات اللازمة، وأن الإجراءات متواصلة بعد هذه الردود، سواء على مستوى جهاز الأمن أو وزارة الخارجية أو الاستخبارات التركية.

واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية هي معاهدة دولية وُقعت عام 1961، وتحدد إطارا للعلاقات الدبلوماسية بين الدول المستقلة، وتحدد امتيازات البعثة الدبلوماسية التي تمكن الدبلوماسيين من أداء وظائفهم دون خوف من الإكراه أو المضايقات من قبل البلد المضيف. 

وتشكل الاتفاقية الأساس القانوني للحصانة الدبلوماسية، وتعتبر موادها حجر الزاوية في العلاقات الدولية الحديثة. واعتبارًا من فبراير/ شباط 2017، تم التصديق عليها من قبل 191 دولة.


واستطرد أردوغان: "لن يكون صائبًا حاليًّا أن أجري تقييمًا بناء على توقعات، ولكن لدينا مخاوف، ونراها صادرة من الولايات المتحدة الأميركية أيضا، سواء من السيد ترامب أو بومبيو أو بنس... جميعهم يعبّرون عن قلقهم حيال هذه الحادثة".

وشدّد الرئيس التركي على ضرورة الانتظار إلى حين اتضاح الصورة في نهاية الإجراءات، من أجل إبداء التقييم الأساسي.

أردوغان ختم حديثه بالقول إنه "بعد الحصول على النتائج والوثائق، فإننا حتمًا سنقوم بدورنا بالتقييم اللازم. ولكننا قلقون".

يشار إلى أن خاشقجي قدم مساهمات كبيرة لصحيفة "الوطن" التي تعد منصة هامة للسعوديين الإصلاحيين، وهو أحد أكثر الصحافيين تأثيرا في الشرق الأوسط، وكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. 

واختفى الصحافي السعودي بعد دخوله إلى قنصلية بلاده في إسطنبول، بتاريخ 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. 

يذكر أن خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، قالت في تصريح للصحافيين، إنها رافقته إلى أمام مبنى القنصلية بإسطنبول، وأن الأخير دخل المبنى ولم يخرج منه. فيما نفت القنصلية ذلك، وقالت إن خاشقجي زارها لكنه غادرها بعد ذلك.



(الأناضول)